الاهتمام بالعقول منذ الصغر أداة إلى ثراء كبير .. وباستطاعة المملكة استخدامها
الاهتمام بالعقول منذ الصغر أداة إلى ثراء كبير .. وباستطاعة المملكة استخدامها
ألقى الخبير الدولي الأمريكي خوان أنريجيس، رئيس شــركة بيوتيكونومي الأمريكية، أمس محاضرة عملية بعنوان "مستقبلك وثورة الجينات.. هل أنت مستعد لمستقبل أفضل؟" وذلك في جامعة الملك سعود في الرياض، وذلك ضمن برنامج المتحدث الدولي في دورته السابعة وتحدث بشكل عام عن التطورات التي شهدها العالم في مجال التقنية البرمجية وربطها بعلاقتها بعلم الجينات ثم قام بتحليل العوامل المساعدة في إحداث ثورة في المجالين التقنني والجيني. كما ذكر تجارب دلو متعددة في هذا المضمار خصوصا على المستوى الآسيوي فإلى محصلة المحاضرة:
دعا الخبير الدولي خوان انريجيس، رئيس شــركة بيوتيكونومي الأمريكية، السعودية إلى دعم الأبحاث العلمية سواء في الجامعات أو المراكز البحثية والإنفاق على التعليم لدفع عجلة التقدم والنمو الاقتصادي للمملكة.
وأكد خوان أنريجيس أن الاهتمام بالعقول وذلك بتعليمها منذ الصغر، يعد أداة معرفية باستطاعة المملكة أن تستخدمها لتحويلها إلى ثراء كبير. وقال: "كلما ازداد عدد المتعلمين أصبح ذلك شيئا مهما في إحداث التنمية".
وأوضح خوان انريجيس خلال محاضرة بعنوان"مستقبلك وثورة الجينات.. هل أنت مستعد لمستقبل أفضل؟ وذلك في جامعة الملك سعود في الرياض، أن الثروة الصناعية أسهمت في بناء إمبروطوريات عظمى في العالم، مشيرا إلى الاستفادة من العلوم الحياتية اليومية وخصوصا ما يتعلق بعلم الرياضيات والطب. وقال: "إن الذي جعل أمريكا دولة عظمى هو اهتمامها بالتعليم من المستويات الدنيا في المدارس".
ثورة الجينات
وبين خوان أنريجيس أن العالم يشهد الآن نتيجة الانتقال من مرحلة ثورة المعلومات إلى مرحلة ثورة الجينات، موضحا ما للاقتصاد المعرفي من دور كبير في مستقبل الأمم ونمو الشركات.
وقال: "نحن ننتقل من اقتصاد عالمي مدفوع بالقدرة على استخدام الشفرة الرقمية نحو اقتصاد مدفوع بفهم شفرة الحياة، ومن يستطيع فهم شفرة برنامج الكمبيوتر يستطيع أن يغير في البرنامج والتحكم به، والأمر نفسه ينطبق على التركيبة الوراثية للإنسان، فبمعرفة الخريطة الجينية تمكننا من التغيير فيها والتحكم بها، الأمر الذي يترتب عليه تغيرات ضخمة في اقتصادات الدول وأشكال الشركات في المستقبل.
وأبان الخبير الدولي خلال محاضرته أن ثورة المعلومات غيَّرت اتجاهنا نحو العصر الرقمي للشركات، وحرك الاقتصاد القائم على المعرفة، مشيرا إلى أنه على هذا النحو بالضبط ستكون نتائج القدرة على قراءة وبرمجة الحياة. وقال: "إن برنامج التركيبة الوراثية للإنسان ليس إلا الخطوة الأولى في هذا السبيل لأن له انعكاسات على جميع المجالات، خصوصا الطاقة الحيوية التي هي في حالة نمو سريعة للغاية، الأمر الذي سيغير الطريقة التي نستخرج ونعالج بها النفط والغاز، كما أنه سيمكننا من إنتاج مواد مختلفة من النباتات مثل البلاستيك".
وأبان أن 70 في المائة من إنتاج القمح في أمريكا أدخلت فيها الجينات، ما انعكس على التربة، مشيرا على أن علم الجينات لم يكن محصورا على الدواء والمنتجات.
وأضاف: نتيجة لهذا التطور، يشهد العالم حالياً لمحات من إعادة الهيكلة ذات النطاق الواسع التي تتم في أسواق الطاقة، حيث تم اندماج بعض شركات النفط و الشركات التي تعمل في مجال الجينات. وتوقع الخبير الدولي أن تكون كبرى الشركات العالمية في المستقبل هي الشركات التي تركز على العلوم الحيوية، لافتا إلى أن البلدان والشركات التي لا تكون مستعدة لهذه التغيرات الهائلة ستفقد قدرتها التنافسية بسرعة، والأمر نفسه ينطبق على الأفراد.
الأجيال القادمة
وأكد خوان أنريجيس أنه بالتركيز على ثورة علم الجينات تتعلم الأجيال القادمة، لافتا إلى أنه سينتج عن هذا العلم التطوير والصناعة. وقال: "إن هذا يعتمد على العلوم الحياتية والحيوية ومدارس الطب والمصانع البتروكيماوية وفي طريقة إدارتها، والتي ستساعد في تحويل المملكة إلى دولة قوية وحديثة مع مر السنين".
وركز الخبير الدولي على التغيرات التي شهدها العالم ومن ذلك نمو دول فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة، وما تسعى بعض الدول جاهدة في الرقي بمجتمعاتها، مستشهدا بالهند وتايوان والصين. وقال: "لقد كانت هذه البلدان أكثر فقرا وجهلا، ولكن مع الاهتمام بالعلوم الحياتية والحرف اليدوية وبالتقنية الحديثة والتي منها الحاسب الآلي التي أصبحت ثقافة لديهم، حيث استطاع كل فرد اقتناء الكمبيوتر سواء في المدارس أو المحال التجارية أو الأفراد".
الحاسوب والهند
وأضاف: "إن الهند تتقدم بشكل سريع ومطرد لدفع عجلة الاقتصاد، والعمال الهنود موجودون في كل مكان من العالم، حيث يتأثر الأبناء بآبائهم والعكس من ناحية التعلم".
وأكد أن أمريكا يوجد بها علماء حاسوب تخرجوا من ستة معاهد تقنية في الهند، مشيرا إلى أن هذا يدل على ما تنفقه الهند من استثمارات ضخمة في هذا المجال.
وأوضح الخبير الدولي أن الفرق بين الإنسان والحيوان بسيط وأن لكل واحد أكثر من ثلاثة آلاف بليون رمز جيني، مبينا أن الفرق بين جينات الإنسان والفأر 5 في المائة. وقال: "هناك فرق في الحمض النووي بين الإنسان والقرد وهناك من الأمراض التي تعالجها في الفأر ومن الممكن معالجتها في الإنسان، ومن ذلك أمراض السرطان".
العنصر النسائي
من جهة أخرى هاجمت الدكتورة ابتسام العليان، عضوة هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، الخبير الدولي خوان أنريجيس، وذلك حول موضوع محاضرته وأن المعلومات المذكورة معروفة، وليس هناك جديد، لافتة إلى أنها أتت واستمعت إليه لعلها تجد علما حديثا مكتشفا. وطلبت العليان من الخبير الدولي أن كان لديه شيء جديد الحديث عنه، وإلا الاكتفاء بذكر تجربته في جامعة هارفارد العالمية. ورد عليها خوان أنريجيس بأن في الحضور طلابا وصيادلة وأطباء يستفيدون من المحاضرة. وقال: "إن غير المختصين لا تهم المحاضرة وبما فيها من معلومات". وبدأ حينها الخبير الدولي في شرح تقنية جديدة للحضور عن زراعة الأعضاء.
وفي مداخلة أخرى نسائية طرحت إحدى المهتمات سؤالا حول الأدوات التي باستطاعتنا أن نستخدمها في المعرفة لتحويلها إلى ثراء كبير للمملكة، ليرد عليها خوان أنريجيس أن أهم وسيلة هي الاهتمام بـ "العنصر النسائي"، مؤكدا أن الاهتمام بالعقول البشرية من ناحية تعليمها في المدارس كأن يكون كل فرد ذكيا، لا أن يستفيد من العلم شريحة على حساب أخرى. وقال: "كلما ازداد عدد المتعلمين أصبح ذلك شيئا مهما في أحداث التنمية".