رغم الثروة النفطية.. فنزويليون يكافحون بحثا عن الطعام

رغم الثروة النفطية.. فنزويليون يكافحون بحثا عن الطعام

رغم الثروة النفطية.. فنزويليون يكافحون بحثا عن الطعام

لا يجد عامل البناء الفنزويلي جوستافو أرتيجا صعوبة في العثور على عمل في ظل ازدهار اقتصادي في هذه البلد العضو في منظمة "أوبك" لكنه اضطر لترك عمله في صباح أحد أيام الإثنين ليقوم بمهمة أكثر تعقيدا.. البحث عن حليب. ويواجه أرتيجا (37 عاما) ولديه طفلان صعوبة، في العثور على سلع رئيسية مثل زيت الطعام واللحوم والحليب رغم برنامج الرئيس هوجو شافيز الذي يعد بتوفير مواد تموينية بأسعار زهيدة للفقراء الذي يمثلون أغلبية السكان.
ويضيف أرتيجا الذي أمضى ساعتين في طابور خارج متجر في ضاحية فقيرة في العاصمة كراكاس "العثور على حليب بات معجزة, ألا ترى أنني أتصبب عرقا هنا لأرى إن كان يمكني الحصول على عبوة أو عبوتين".
يعاني المستهلكون بشكل متنام نقصا في المواد الغذائية الأساسية من آن لآخر فيما تظهر على الاقتصاد دلائل نمو تضخمي مع عائدات قياسية
نتيجة ارتفاع أسعار النفط.
وزاد هذا النقص من الشكوك التي تحيط بسياسات شافيز الاقتصادية ويطرح خلفية سياسية للحملة الدعائية المصاحبة لاستفتاء على دستور جديد يقول شافيز إنه ضروري لجعل فنزويلا دولة اشتراكية. وتقول الشركات إن القيود على أسعار المواد الأساسية تؤدي لبيعها بأسعار رخيصة جدا لحد لا يشجع على الاستثمار ويجبر المتاجر على البيع بالخسارة. وتقول الحكومة إن المشكلة ناجمة عن زيادة الطلب من المواطنين الفقراء الذين استفادوا من البرامج الاجتماعية ومبالغة وسائل الإعلام في تصوير الوضع إلى جانب تخزين شركات لا ضمير لها للسلع للتربح منها.
وتقول مجموعة داتاناليسيز لاستطلاعات الرأي والأبحاث الاقتصادية، إن
أرفف المتاجر تزدحم بزجاجات ويسكي قديمة ونبيذ مستورد لكن إمدادات ما
يصل إلى 25 في المائة من المنتجات الغذائية كانت غير منتظمة هذا العام.
تقول المجموعة إن الفنزويليين يهدرون عدة ساعات كل أسبوع بحثا عن مواد غذائية. وتوزع المتاجر السلع بنظام الحصص بل يضع البعض منها
ختما على أيدي الزبائن حتى لا يقفون في الصف أكثر من مرة.
وتنشأ صداقات بفضل رسائل قصيرة تنقل نبأ عرض أحد المتاجر الحليب
على أرففه. ولا تزال هناك مبالغات كبيرة في مقارنات المعارضة بين الوضع في فنزويلا والأرفف الخاوية في كوبا ولكن حتى الفقراء الذين يدعمون الرئيس المعادي للولايات المتحدة يشكون من الوقوف في طوابير طويلة أو التردد على أكثر من متجر بقالة لشراء احتياجاتهم.
وقال إسماعيل بيريس من كونيندستريا وهو اتحاد صناعي "حذرنا من ذلك منذ البداية.. كل هذه القيود ستؤدي في نهاية الأمر إلى نقص في الإنتاج".
وقال بيريس إن المتاجر تخشى الاحتفاظ بمخزون كاف نتيجة قانون مكافحة
التخزين للتربح وبرزت المشكلة بعدما صودر هذا الشهر 125 مليون طن من مسحوق الحليب من إنتاج نستله السويسرية هي أكبر شركة للمواد الغذائية في العالم. ولا يزال شافيز يحظى بشعبية كبيرة بعد إعادة انتخابه في العام الماضي وفوزه الساحق حينئذ وتشير معاهد استطلاع الرأي إلى أنه سيفوز في الاستفتاء الذي يجري في كانون الأول (ديسمبر) على تعديل الدستور مما يسمح بإعادة انتخابه إلى ما لا نهاية. وأمم العسكري السابق قطاعات كبيرة في الاقتصاد هذا العام وشدد تطبيق القيود على الأسعار التي وضعتها الدولة عام 2003 ولكن تجاهلتها الشركات إلى حد كبير. والآن تضافرت القيود مع الإنفاق الاستهلاكي غير المسبوق ليعاني مخبز مثل كويفا دي ايريا يقدم القهوة والمعجنات والخبز الطازج، نقصا في المواد الخام.
وانتعشت السوق السوداء حيث تباع أجولة السكر والحبوب ومسحوق
اللبن الثمين بما يصل لمثلي السعر المقنن. وكثيرا ما تغلق وكالة حماية المستهلك التابعة للدولة متاجر تبيع بأكثر من الأسعار المحددة بينما يعرض باعة سلعهم في أكشاك مؤقتة بوسط كراكاس تحت سمع وبصر السلطات.
يقول خوسيه فيرير وهو يدفع 12 دولارا ثمنا لعلبة مسحوق لبن سعرها
الرسمي ستة دولارات "إنها إهانة ولكن لا أجدها في أي مكان. أضطر لشرائها لأطفالي. ليس هناك من سبيل آخر". ونما الاقتصاد بنسبة 10 في المائة وهي نسبة قياسية في عام 2006 ويحصل ملايين من المواطنين على رواتب للانضمام لبرامج التعليم وتنمية المجتمع. ومن أكثر برامج شافيز شعبية سلسلة من المتاجر المدعومة الموزعة في مناطق ريفية وفي أحياء فقيرة تبيع الغذاء بأسعار محددة لا تتأثر بنسبة التضخم غير أنها تعاني أيضا نقصا المعروض.

الأكثر قراءة