توقعات باستمرار هبوط الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع والمصارف الأكثر تأثرا

توقعات باستمرار هبوط الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع والمصارف الأكثر تأثرا

[email protected]

ذكرت في تقرير الأسبوع الماضي أن أخبار المصارف المُتأثرة بأزمة الرهن العقاري واحتمال ارتفاع أسعار النفط ستهبط في سوق الأسهم وهذا ما حدث بالفعل، حيث تراجعت أسواق الأسهم الأمريكية نتيجة الخوف من أزمة الرهن العقاري، كما لا يزال خبر استقالة مدير بنك "سيتي جرووب" يُخيم على السوق بعد تحقيق البنك خسائر نتيجة شطب 11 مليار دولار بسبب القروض مرتفعة المخاطر، بهذا أنهت السوق تعاملاتها على انخفاض بنسبة 4.1 مُني به مؤشر داو جونز بينما كان الأكثر تأثراً هو مؤشر ناسداك الذي هبط بنسبة 6.5 في المائة.
على الرغم من صدور بعض البيانات الاقتصادية الجيدة مثل تقرير عن مؤشر ISM للخدمات الذي كانت قراءته في تشرين الأول (أكتوبر) أفضل من المُتوقع لكن مع هذا لم تُجدي في رفع همة المُستثمرين إذ كانت غمامة أزمة الرهن العقاري وبنك "سيتي جرووب" أشد وطأة، كما أن ارتفاع أسعار النفط كانت ذا أثر سلبي في السوق وإيجابي في شركات النفط.
استكمالاً للمؤشرات الاقتصادية الإيجابية جاء مؤشر الإنتاجية مرتفعاً في الربع الثالث بشكل أفضل بكثير من توقعات الاقتصاديين ليصل معدله السنوي إلى 4.9 في المائة ولكن هيهات أن يُفلح مثل هذا المؤشر في بعث همة المُستثمرين فأنى له ذلك وهو محاصر بتداعيات أزمة الرهن العقاري وأسعار النفط المُرتفعة.
لم تكن سوق الأسهم في حاجة إلى مزيد من الإحباط لكن تصريحات محافظ البنك المركزي التي أدلى بها يوم الخميس وحذر فيها من مخاطر تُحيط بالاقتصاد على إنفاق الفرد واستهلاكه وكذلك توقع احتمال حدوث ضعف في إنفاق الشركات وضعف الاقتصاد بسبب ركود في نشاط قطاع المساكن حتى منتصف عام 2008.
على صعيد الشركات كانت نتائج شركة سيسكو للربع الثالث أفضل من التوقعات مما ساعد الشركات المُدرجة ضمن قطاع التكنولوجيا على الارتفاع بقوة Rally، بينما جاءت نتائج سيئة من شركة جنرال موتورز الأربعاء الماضي وهي أحد أهم الشركات المُدرجة ضمن مؤشر داو جونز مما هبط به وأثر في نفسيات المُستثمرين وبلغت خسائر "جنرال موتورز" 39 مليار دولار في الربع الثالث.

الأسبوع الحالي

ستشهد سوق الأسهم الأمريكية مزيداً من الانخفاض خلال هذا الأسبوع وتحديداً أسهم شركات القطاع المالي والتكنولوجيا التي يُمثلها مؤشر ناسداك، كما سيتبين من خلال نقاشنا في فقرة التحليل الفني، وسيصدر عدد من البيانات والمؤشرات الاقتصادية من أهمها المؤشرات ذات العلاقة بالأسعار مثل مؤشر أسعار المُنتجين PPI ومؤشر أسعار المُستهلكين CPI وسنتعرف من خلالها على حجم التضخم.
سيبين كذلك مدى تأثر القطاعات الإنتاجية بالأزمات الحالية مثل أداء القطاع الصناعي الذي سيقيسه مؤشر الإنتاج الصناعي يوم الجمعة ويُتوقع ثباته عند مستوياته الحالية، ولا ننسى صدور بيانات عن مبيعات التجزئة والتي ستصدر يوم الأربعاء ويتوقع ارتفاعها بنسبة 2 في المائة وهو أقل من نموها في أيلول (سبتمبر)، حيث كانت النسبة هي 6 في المائة، وقراءة مثل هذا المؤشر مهمة بالنسبة لشركات التجزئة التي تُعول كثيراً على مواسم الأعياد التي تقترب مع اقترب نهاية العام.

التحليل الفني

من فقرة التحليل الفني لتي نُشرت في تقرير الأسبوع الماضي سوف أقتطف هذا المقطع "على الرغم من صدور خبر إيجابي مثل خفض الفائدة إلا أن الأمر يتطلب مراقبة المؤشرات وفي تحليلنا سنُراقب "ناسداك" ونرى ما الذي سيقوم به المُتداولون هل سيهبط المؤشر تحت 2775 نقطة إذ يعني هذا مزيدا من الهبوط أو يصعد ليخترق من جديد مستوى 2834 نقطة ".
تحدثت بكل وضوح عن أن الوضع السليم الواجب على كل مُستثمر ومضارب هو مراقبة السوق قبل اتخاذ أي قرار، وقد حدث ما حذرت من احتمال حدوثه وهو قولي إن هبوط المؤشر تحت مستوى 2775 نقطة سيتسبب في مزيد من الهبوط، وحدث هذا ورأينا أن حتى مستوى الدعم عند 2725 نقطة لم يُفلح في ردع موجات البيع ولا حتى مستوى 2700 نقطة وأغلق مؤشر "ناسداك" عند مستوى 2627.94 نقطة علماً بأنه هبط حتى مستوى 2624.43 نقطة أثناء تداولات يوم الأربعاء.
هذا الأسبوع سنرى المزيد من الهبوط حتى مستويات قريبة من المنطقة الواقعة بين 2600 و2570 نقطة في أحسن الأحوال، حيث يوجد متوسط حركة مئتي يوم و من الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart يتضح أن متوسط حركة 40 أسبوعا والذي يُكافئ متوسط حركة مئتي يوم على الرسم البياني اليومي نجد أن هذا المتوسط نجح مرات عدة في دعم السوق ومع كل أزمة وذلك في نهاية شباط (فبراير) وقت هبوط الأسواق العالمية بسبب هبوط سوق أسهم الصين ثم دعمه مرةً أخرى في بداية آب (أغسطس) عند انفجار أزمة الرهن العقاري وأعتقد أن هذه المرة لن يُفلح متوسط حركة مئتي يوم في دعم "ناسداك" وسنرى مزيدا من الهبوط عند إغلاق السوق تحت مستوى 2595 نقطة إذ عندها سيُعطي مؤشر Parabolic SAR إشارة هبوط واضحة حتى مستويات الدعم التي ذكرتها أعلاه.
أقترح في ظل الوضع الحالي الابتعاد عن السوق والاكتفاء بالمُراقبة واعتبارها فترة استراحة وأُذكر هنا أن ما نذكره في تقرير "سهم عالمي" هو اقتراح مشروط بظروف محددة يجب الانتباه لها، لذا أُكرر أن وضع سوق الأسهم الأمريكية بالنسبة للمُضارب خطير و يجب المُحافظة على المكاسب السابقة.

الأكثر قراءة