تحرك لتأسيس مجلس سعودي للمباني الخضراء الصديقة للبيئة
تحرك لتأسيس مجلس سعودي للمباني الخضراء الصديقة للبيئة
يعكف عدد من المهتمين في البيئة على تأسيس مجلس سعودي للمباني الخضراء الصديقة للبيئة، وذلك على غرار ما هو مطبق في الكثير من عدد من دول العالم ومنها الإمارات التي حصلت أخيرا على العضوية الدولية للمباني الخضراء.
والمبنى الأخضر هو المبنى الذي يكف ضرره عن البيئة ـ وبالتالي تدهورها ـ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, مع ضمان الحفاظ على حياة كريمة لمستخدمي هذا المبنى.
ويأتي هذا التحرك من قبل المهتمين بقيادة مهندس سعودي متخصص في مجال المباني الخضراء، في الوقت الذي تعتبر فيه معظم المباني في المملكة بعيدة جدا من أن تكون مباني خضراء أو صديقة للبيئة سواء كان من حيث طرق إنشائها أو تشغيلها.
وفيما يتعلق بالمضي قدما في هذا تأسيس هذا المشروع أكد لـ "الاقتصادية"
المهندس سلطان فادن المتخصص في المباني الخضراء، أنه تم بالفعل طرح فكرة تأسيس المجلس السعودي للمباني الخضراء على المسؤولين في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كي تكون هي الجهة الرسمية التي تتولى تبني المشروع، وقد أبدوا تجاوبهم بشكل كبير حيال المشروع، لكنه قال إن هذا لا يعني أن المجلس لا يحتاج إلى مساندة من الهيئات والشركات غير الرسمية من القطاع الخاصـ خاصة المتعلق نشاطها مباشرة بأعمال الإنشاء والبناء.
وحول المحرك الأساسي لطرح فكرة المشروع، بين فادن أنه من الملاحظ خلال السنوات الأخيرة تعاقب الكوارث الطبيعية والتدهور البيئي الحاصل على غلاف الكرة الأرضية وتحت طبقات الأرض، إذ يقدر المراقبون تضاعف عدد هذه الكوارث بـ40 ضعفا خلال السنوات القليلة الماضية عن مقدار ما كانت عليه في خلال جميع سنوات عمر الأرض.
وقال: "طبعاً مسببات تكاثر وتضاعف هذه الكوارث الطبيعية كثيرة ومتعددة ومختلفة, ولكن نخص بالتحديد هنا المسببات التي تتعلق بعملية البناء والإنشاء, وذلك حتى نستطيع استيعاب مفهوم المباني الخضراء".
وأفاد المهندس فادن أن تطبيقات المبنى الأخضر تتم في أربعة محاور رئيسية يمكنها أن تحدد مدى صداقة المبنى للبيئة من عدمه، مشيرا إلى أن هذه المحاور هي: التحكم في مصادر المياه كطاقة متجددة أو غير متجددة، حجم المخلفات (بما فيها التصريف) سواء خلال عملية الإنشاء أو التشغيل، ودراسة أشكال استهلاك الطاقة بالمبنى وسبل استغلالها، إضافة إلى نتاج المبنى من غاز ثاني أكسيد الكربون (بطريقة مباشرة أو غير مباشرة).
وقال: "لقد تطور تعريف المبنى الأخضر خلال السنوات الماضية بالتوازي مع التدهور البيئي وتسارعه الرهيب, مما أجبر الجهات الرسمية والشعبية حول العالم للالتفاف حول تطوير هذا المفهوم وسرعة تطبيقه والحرص على تشجيع أسسه في جميع المشاريع الجديدة والتي تكون مطلوبة بشدة في الدول التي بها طفرات عمرانية".
وزاد: إن أي مبنى عند إنشائه يكون محاطاً تماماً من جميع مكوناته وأنظمة تشغيله, كل له دوره إما أن يكون صديقاً للبيئة إلى أقصى حد, أو لا يكون. هذه المكونات الخضراء توجد في مواد العزل ومواد الدهان ووسائل إغلاق الفتحات وأنظمة استخدام المياه وإعادة استخدامها وفي الخرسانة الجاهزة وفي مادة الأسفلت واستهلاك الكهرباء وأجهزة التكييف والسخانات وأجهزة الغسيل وفي الأرضيات والأسطح وفي مصادر الخشب ونوعية الزجاج .. إلخ. ناهيك عن الدمار الناتج من عملية البناء والمخلفات الصادرة عن المبنى ومن مستخدمي المبنى.
لذلك تم تكوين جهة مرجعية تضبط ممارسات تصميم وإنشاء المبنى تدعى المجلس العالمي للمباني الخضراء World Council for Green Buildings تبنى هذا المجلس كودا يدعى لييد LEED . وهو اختصار Leader ship for Environment & Energy Design وهو كود للممارسة ممتاز وواضح التطبيق يساعد المعماريين والمهندسين على اختلاف تخصصاتهم في تجهيز المبنى ليكون صديقا للبيئة, لتأتي بعد ذلك عملية تشريع وتوثيق المبنى ليمنح درجته من صداقته للبيئة (فضي أو ذهبي أو بلاتينيوم, أو لا حتى توثيق فقط) وذلك كنوع من تأهيل المبنى والتشجيع لممارسات تطبيق المباني الخضراء.
ولفت المهندس فادن إلى أن مهمة مجلس المباني الخضراء تتمثل في نشر الوعي بأهمية الإدارة المستدامة للبيئة، تبني التعاون المثمر بين جميع القطاعات المتعلقة بصناعة الإنشاء والتعمير والجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية وغيرهم لتحويل البيئة العمرانية في المملكة إلى أنموذج للمباني الخضراء، إضافة إلى تزويد قاعدة للمشاركة الفعالة لجميع من له علاقة بتطوير حلول المباني الخضراء, وبما يتناسب ثقافة وتراث وعادات المملكة، إلى جانب تأسيس نموذج للمباني الخضراء، وكذلك تسهيل عملية التعليم.
دورات مهنية متخصصة
أما من حيث الأنشطة الرئيسية لمجلس المباني الخضراء فتتمثل في إجراء وتشجيع الدراسات والاستشارات الخاصة بالمباني الخضراء والوقاية البيئية، تطوير وإصدار المواصفات الخاصة بالمباني الخضراء، تطوير أنظمة معايير التقييم البيئي للمباني الخضراء وإصدار توثيق وختم الجودة الخاصة بالمباني الخضراء، تنظيم دورات مهنية متخصصة بالمباني الخضراء وبرامج تدريب، وتنظيم وإدارة محاضرات وورش عمل ومؤتمرات ومعارض متعلقة بالمباني الخضراء.
عضوية المجلس العالمي
وأشار فادن إلى إن تأسيس مجلس محلي سعودي وحسب اشتراطات المجلس العالمي للمباني الخضراء, سوف يمنحها عضوية المجلس العالمي, إضافة إلى أنها تكون دفعة معنوية وخطوة إيجابية في التزامنا نحو البيئة من مرجعية عمرانية وهندسية.
علماً بأن المجلس السعودي سيكون جهة ـ غير ربحية ـ تهدف إلى توثيق المباني الخضراء وتشجيع تطبيقاتها آخذين في الاعتبار أن هناك حالياً فقط عشرة مجالس لدول مختلفة ـ إحداها الإمارات ـ قد أسست مجالسها الخاصة بها وحصلت على العضوية الدولية للمباني الخضراء. كما أن العشرات من المجالس حول العالم تحت التأسيس وفي طريقها للحصول على عضويتها.