إيجابيات وسلبيات العمل في الأندية
يعد العمل التطوعي في الأندية الرياضية من أقدم الأعمال التطوعية في المملكة حيث سبق العمل في الجمعيات الخيرية والمكاتب التوعوية والدعوية ورغم العمر الطويل لهذا العمل التطوعي في الأندية إلا أنه لا يزال ينظر إليه من بعض فئات المجتمع نظرة سلبية للأسف الشديد ولكن رغم ذلك ظل العمل التطوعي في الأندية مستمرا ولا يزال المتطوعون في الأندية يواصلون عملهم المضني والذي يستنزف جهدهم ووقتهم لكن هذا قدرهم. وللعمل في الأندية إيجابيات لكن المجتمع المحيط بهم لا يشعر بها إذ لا يحسها إلا من يعايش الواقع ولعل من أبرز إيجابيات العمل في الأندية تطوعا (بعيداً عن كلمات التزلف والتصنع) معرفة رجال بمعنى الكلمة في الوسط الرياضي سواء في الأندية أو المكاتب أو الاتحادات أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو في المجال الإعلامي من صحافة أو تلفزيون أو إذاعة، هذه الإيجابية أرى من وجهة نظري أنها تستحق التضحية بالوقت والجهد والمال من خلال التطوع للعمل في الأندية. فمن خلال الاحتكاك المباشر بين العاملين في الأندية والعاملين في الوسط الرياضي والإعلامي يكتسب الشخص معرفة وصداقة وزمالة رجال لا يقدرون بالمال رجال يستحقون أن نضحي من أجل معرفتهم بالكثير. رجال ما كان لنا أن نتعرف عليهم ونتشرف بصداقتهم وزمالتهم لو لم نعمل في الأندية. لو حاولت وبحثت لعلي أجد مثل هؤلاء الرجال لأتعرف عليهم بأي وسيلة لم يتسن لي ذلك لكن وأقولها بكل صراحة من حسن حظي أنني دخلت مجال العمل التطوعي في الأندية لأتشرف بقطف أغلى وأسمى الثمار وهي معرفة مثل هؤلاء الرجال. بعيدا عن خدمة الوطن وشبابه وهذا واجب الجميع. تبقى الإيجابية الرئيسية هي هذه العينة الطيبة من الرجال في الوسط الرياضي والإعلامي الذين ستبقى أسماؤهم وذكرهم خالد في نفسي وفي نفس كل العاملين المتطوعين في الأندية أيضا من إيجابيات العمل في الأندية هي اكتساب خبرة ومعرفة ودراية بطرق وأساليب (الشحاذة) والتسول فالأندية للأسف الشديد لا تحظى بالدعم الكافي من الحكومة مما يضطرها إلى طرق أبواب الموسرين ورجال العاملين فيها صنعة قد يحتاجون إليها لو غدر بهم الزمن. لذلك تعلموا وتعودوا على حب الخشوم والرؤوس والأكتاف. وأصبحت للأسف وجوههم لا تعرف الحياء، أعرف أن الظروف الصعبة للأندية هي التي اضطرت الكثير من العاملين في الأندية إلى تعلم تلك المهنة. أذكر هذه من الإيجابيات لأنها بالفعل مهنة معظم العاملين في الأندية في السنوات الأخيرة بعد أن تقلص الدعم للأندية وفي ظل إحجام الموسرين ورجال الأعمال للمبادرة من تلقاء أنفسهم لدعم الأندية كما يدعمون الجمعيات الخيرية وجمعيات التوعية والدعوة من تلقاء أنفسهم. أعود للسلبيات وهي كثيرة ولعل من أبرزها النظرة الدونية من بعض فئات المجتمع للأندية والعاملين فيها. عدم تقدير الكثير من قطاعات الدولة للمتطوعين في الأندية وعدم تقديم الدعم وتسهيل معاملاتهم التي تخص النادي ولا تخصه شخصيا. تعرض العاملين في الأندية لمعاملة أقل احتراما من بعض الحكام والجماهير وبعض المنتمين للوسط الرياضي والذين دخلوا له من الشباك. إهدار الوقت والجهد والفكر في العمل في الأندية دون مقابل معنوي من معظم فئات المجتمع كل هذه السلبيات وغيرها ستقضي على المتطوعين في الأندية.