طبول الأفراح تعلو على صوت طبول الحرب

طبول الأفراح تعلو على صوت طبول الحرب

لم يمنع صوت أزيز الطائرات والانفجارات مسيما اتيلا وفريت يوكسل من الزواج وسط أزمة الحدود التركية. نظم عقد القران في قرية تكرلي التي تقع على بعد خطوات من حدود جنوب شرقي تركيا مع العراق حيث تخطط تركيا لهجوم شامل ضد المتمردين الأكراد لوقف هجماتهم على أراضيها. ولا يكاد سكان القرية الذين يبلغ تعدادهم 550 نسمة إغلاق أعينهم فيما تحلق طائرات "إف 16" فوقهم وصوت الانفجارات التي تأتي من قاعدة عسكرية تركية على بعد أقل من كيلومتر في جانب والمتمردين الأكراد الذين يقاتلون من أجل الاستقلال في الجانب الآخر. ويقول بلال جتين وهو أحد سكان القرية ممن حضروا الاحتفالات:
"لا يمكننا النوم بسبب الانفجارات العالية التي تحطم نوافذنا أيضا. الأطفال لا يمكنهم النوم بسبب أصوات الانفجارات". غير أن حفل الزفاف اجتذب القرويين من منازلهم التي تحطمت نوافذها.

وحشدت تركيا ما يصل إلى 100 ألف جندي تدعمهم طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر عسكرية ودبابات ومدافع هاون عند الحدود قبل هجوم
محتمل ضد نحو ثلاثة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتخذون من العراق قاعدة لشن هجمات قاتلة على تركيا. وحمل حزب العمال الكردستاني المحظور السلاح ضد تركيا في عام 1984 بهدف إقامة وطن للأقلية الكردية في جنوب شرقي البلاد. وقتل أكثر من 30 ألفا في الصراع وفي السنوات الأخيرة دعا الحزب إلى نيل حقوق اجتماعية وثقافية أكبر.

ويعارض مظفر أكاباس وهو عضو في حزب المجتمع الديمقراطي العمل
العسكري كحل للأزمة الجارية. ويعتقد أكاباس أن الأزمة يتعين حلها
سياسيا. وقال أكاباس "يجب أن تتبنى الحكومة منهجا عقلانيا إزاء ذلك
وتتعامل معه على المستوى السياسي". ويخشى أكاباس أيضا أنه إذا ما تدهور الموقف أكثر وهاجمت تركيا متمردي حزب العمل الكردستاني فستتعرض القرية الفقيرة لخسائر مالية كبيرة. وقال أكاباس "إننا قريبون للغاية من الحدود والجميع يعرف الظروف المالية لسكان هذه المنطقة. نحن ماليا ضعفاء والهجوم سيفاقم موقفنا". وصرحت مصادر في الجيش أن طائرات عسكرية تقوم بطلعات استطلاعية فوق المناطق الجبلية الحدودية وتلتقط صورا لمعسكرات الحزب في شمال العراق. وتقوم طائرات هليكوبتر بطلعات فوق القرى بينما يقوم جنود بعملية تمشيط بحثا عن ألغام.
وزاد رفض تركيا لعروض العراق لحل الأزمة دبلوماسيا من زيادة
احتمال أن تتحول قرية تكرلي إلى ميدان معركة عاجلا وليس آجلا.

الأكثر قراءة