الوفود التجارية..

الوفود التجارية..

من الأهداف الجوهرية التي تسعى الغرفة التجارية الصناعية في الرياض إلى تحقيقها تشجيع وتكثيف زيارات الوفود التجارية والاستثمارية العربية والإسلامية والأجنبية إلى مقرها لإقامة جسور التعاون وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين المملكة والدول التي تمثلها هذه الوفود، فضلاً عن خلق روابط الصداقة والتعارف والتعاون بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم في هذه الدول بما يسهم في تطوير ودفع علاقات التبادل التجاري السلعي والخدمي.
كما تسهم هذه الزيارات في التمهيد لقيام شراكات استثمارية داخل المملكة أو تشجيع إقامة مشاريع استثمارية أجنبية برؤوس أموال خارجية 100 في المائة بهدف تنشيط الإنتاج الصناعي الوطني وتدعيم أهداف نقل وتوطين التقنية الأجنبية الحديثة إلى المملكة.
وفي إطار هذه السياسة التي تشكل أحد أهم آليات غرفة الرياض لتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بين المملكة ومختلف الدول الشقيقة والصديقة - وهو ما تتفق فيه غرفة الرياض مع جميع الغرف السعودية الشقيقة في مناطق المملكة - فإنك لن تفاجأ بتلك الحركة النشطة والدؤوبة التي تتمثل في الوفود التجارية الزائرة لمقر الغرفة يوماً بعد يوم ويصبح من المألوف أن تستقبل الغرفة بشكل أسبوعي وفداً أو وفدين أو ثلاثة.
ولو اقتربت من الشخصيات التي تضمها هذه الوفود لطالعتك ملامح عديدة ومتنوعة تمثل الكثير من الشعوب، فهذا وفد أسترالي أو فرنسي أو بريطاني أو بلجيكي أو أمريكي وذاك جنوب إفريقي أو نيجيري أو إثيوبي أو غيني، وثالث عربي من المشرق كان أو من المغرب، ورابع صيني أو ياباني أو ماليزي أو هندي أو كوري.. إلخ.
والقائمة.. لا تنتهي، وكلها تصب في قناة واحدة هي قناة خدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز آلياته وزيادة الانفتاح الإيجابي على شريان الاقتصاد والتجارة العالمية وتهيئة الفرصة للتعريف بالبيئة الاستثمارية والتجارية في المملكة والجهود التي ما فتئت حكومتنا الرشيدة تبذلها من أجل إضفاء المزيد من الجاذبية للمناخ الاستثماري في المملكة وتشجيع وجذب حصة معتبرة من التدفقات الاستثمارية العالمية للعمل داخل المملكة.
على أن أهم ما يلفت النظر في هذا الخصوص أن تكون غرفة الرياض مقصد رئيس دولة أو رئيس حكومة أو شخصية مهمة داخل الحكومة الصديقة أو الشقيقة كوزير الخارجية أو نائب لرئيس مجلس الوزراء الذين يحرصون على أن يكون مقر الغرفة محطة مهمة في أجندتهم خلال زيارة المملكة، ولعلي أشير على سبيل المثال لا الحصر إلى أن الغرفة كانت مقصداً لزيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والمستشار الألماني السابق جيرهارد شرويدر ورئيس جنوب إفريقيا الحالي ثابو مبيكي.
ولا شك أن ذلك الحرص يجسد في الوقت نفسه النظرة الرصينة لمكانة المملكة الاقتصادية وحرص قادة هذه الدول على توثيق العلاقات مع رجال الأعمال السعوديين باعتبارهم الذراع القوية للاقتصاد الوطني السعودي، والقادرين على ترجمة أهداف المملكة لتطوير الروابط الاقتصادية مع دول وشعوب العالم، وما تضعه الدولة على كواهلهم من مسؤولية كبيرة سواء في الاضطلاع بالدور القيادي للتنمية الاقتصادية الشاملة أو في تعميق العلاقات التجارية والاستثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة.
ولا تكتفي غرفة الرياض باستقبال الوفود الزائرة إنما ترتب بدورها زيارات لوفود تضم ممثلين لرجال الأعمال من منتسبيها يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية إلى جميع الدول الصديقة والشقيقة، إما رداً على زيارات قام بها نظراؤهم في هذه الدول، أو بمبادرة من الغرفة لبلوغ الأهداف نفسها، وهي تعزيز جسور التعاون والعلاقات وتعميق الحوار مع رجال الأعمال في هذه الدول وتنمية الروابط التجارية وتنشيط الشراكات الاستثمارية وجذب التدفقات الرأسمالية لإقامة مشاريع استثمارية داخل المملكة.
وهكذا فإن غرفة الرياض ستظل تفتح قلبها وعقلها وذراعيها للوفود الزائرة وإظهار الحفاوة اللائقة بها والبحث بعمق معها في وسائل وآليات تحقيق الأهداف النبيلة التي سبق الإشارة إليها خدمة لمصلحة الوطن وتعزيزاً لاقتصادنا الوطني.
وفي مثل هذه الحركة النشطة من الزيارات واللقاءات يكون وجود رجل الأعمال السعودي مهما، ولهذا فمن الأولى أن يعطي رجل الأعمال أهمية وحرصا على حضور مثل هذه اللقاءات التي بها من الفائدة الكثير سواء على مستوى الاتفاقيات أو المعلومة، أو حتى على مستوى التعرف على شخصيات تجارية من بلدان أخرى قد تفتح مجالا جديدا لرجل الأعمال في عالم الاستثمار.

*رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض

الأكثر قراءة