ثقافة المسؤولية الاجتماعية!!
رغم حداثة " ثقافة المسؤولية الاجتماعية "نسبياً في مجتمعنا، خاصة في إطارها المؤسسي والممنهج الذي انطلق مع الملتقى الذي رعاه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تحت عنوان "ملتقى المسؤولية الاجتماعية".
رغم أن تلك الثقافة مازالت "في بداياتها" إلا أنه يمكن القول إن البيئة التي وُلِدَت فيها واحتضنتها اختصرت الكثير من الوقت والجهد لإكسابها مهارات وحضورا ملموسا.
فمجتمعنا المسلم مازال تربة خصبة لعمل الخير والتكافل والتراحم، وهو الأمر الذي نلمسه في العديد من المبادرات الفردية، والاستعداد الفطري للمساهمة في كل عمل إنساني أو خيري.
ولكن لابد بداية من تقييم التجربة الوليدة للمسؤولية الاجتماعية، والتي شهدت في العامين الأخيرين على وجه التحديد تنوعاً وبروزاً، والتي اتضح منها أن هناك خلطاً ما بين برامج "المسؤولية الاجتماعية"، وبرامج "العلاقات العامة" و"التبرعات"!!.
وكثير من المؤسسات والهيئات والشركات والجهات تدرج الأنشطة الثلاثة السابق ذكرها تحت إطار "المسؤولية الاجتماعية" وهذا بالطبع يعود إلى قصور في رؤية القطاع المسؤول، ونقص خبرات فريق العمل المعني، خاصة في ظل غياب قاعدة علمية معلوماتية عن برامج المسؤولية الاجتماعية، وكيفية أدائها.
فالمسؤولية الاجتماعية كما يراها المختصون هي برامج تنموية طويلة المدى تستهدف المشاركة في تلبية احتياجات المجتمع وتطوير قدرات الفئات المستهدفة، وبالطبع فإن العمل الخيري يأتي ضمن أهدافها فقط، ولكنه ليس المحرك الرئيسي والغاية القصوى.
وهنا يأتي دور الشركات والجهات ذات العلاقة لترسيخ هذه الثقافة الجديدة وتأهيل فرق العمل التي توكل لها مهام وبرامج المسؤولية الاجتماعية في إطار من التنسيق والتكامل وتحت مظلة عمل مؤسسي على أسس علمية ووفقاً لآليات مرنة وحيوية.
وهو الأمر الذي تسعى الغرفة التجارية الصناعية في الرياض للإسهام فيه عبر عدد من الأنشطة الثقافية والتوعوية، ومن ذلك الندوات المتخصصة وآخرها الندوة التي شرفها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ــ رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وشارك فيها الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، والدكتور سعد الغامدي ــ نائب رئيس مجموعة عبد اللطيف جميل، لكن نسبة حضور مثل هذه اللقاءات من الأشخاص المعنيين تعكس أن حرصنا على تثقيف أنفسنا في هذا المجال مازالت " لا تواكب التوجه العام للمسؤولية الاجتماعية".
* مدير إدارة خدمة المجتمع في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض.