"العمل": 11 ساعة من الليل إلى طلوع الفجر يحظر عمل المرأة خلالها وغرامة مالية بحق الجهة المخالفة
أكد محمد الدويش المستشار القانوني في وزارة العمل أنه بإمكان العاملات اللواتي يفرض عليهن صاحب المنشأة الخاصة العمل في أوقات متأخرة من الليل في وظائف يحظر على المرأة العمل بها ليلا حسب النصوص الخاصة بالمرأة العاملة في نظام العمل أن تتقدم بشكوى ضد هذه المنشأة وفي حال ضبطت الوزارة مخالفة من هذا النوع على المنشآت الخاصة يتم رفعها للهيئة العليا ومن ثم يعاقب صاحب المنشأة بإصدار غرامه عليه.
وتنص المادة 150 من النصوص الخاصة بالمرأة العاملة في نظام العمل" أنه لا يجوز تشغيل المرأة أثناء فترة من الليل لا تقل عن إحدى عشرة ساعة متتالية إلا في الحالات التي يصدر بها قرار من الوزير".
وفسر الدويش هذه المادة بقوله" يقصد بالمادة أنه إذا بقي 11 ساعة من الليل إلى طلوع الفجر من المفترض أن تتوقف المرأة العاملة التي تنضم إلى وظائف يحظر بها العمل ليلا عن العمل عدا الأعمال التي نص عليها القرار والتي تعد المهن الصحية منها".
من جانبهن طالب عدد من العاملات في القطاع الخاص بضرورة سن عقوبات صارمة تضاف إلى عقوبة الغرامة المنصوص بها من الوزارة على المنشآت التي تشغل العاملات ليلا في وظائف يحضر بها ذلك في حين رأت أخريات ضرورة أن تبرز المواد الخاصة بعمل المرأة العاملة ليلا والصادرة من وزارة العمل إضافة إلى القرارات الصادرة من الوزير والخاصة بهذا الجانب في مكان واضح بالمنشأة الخاصة حتى لا تتيح الوزارة فرصة أمام أصحاب المنشآت في تشغيل المرأة ليلا في وظائف يحظر العمل بها في ذلك الوقت.
تقول سهير الحارثي" لابد أن تزيد وزارة العمل عدد المفتشين للكشف عن الخلل الموجود في بعض المنشآت"، مشيرة إلى أن أغلب العاملات اللواتي ترغمهن المنشآت للعمل في الليل لا يستطعن التقدم بشكوى ضد المنشأة خوفا من فقدان العمل، واقترحت على وزارة العمل أن تسن عقوبات أخرى صارمة تضاف إلى عقوبة دفع الغرامة، وذلك لتوفير حماية إضافية للمرأة، خاصة وأن وضعها يختلف تماما عن وضع الرجل في ظل عدم توافر وسائل المواصلات الملائمة.
فيما طالبت ريما الدوسري، موظفة في إحدى المدن الترفيهية، بضرورة أن تكون الجهات التي يسمح بها عمل المرأة ليلا واضحة لكل منشأة ويجب إلزام المنشأة بعرضها في مكان واضح حتى لا يكون المجال مفتوحا أمام المنشأة كما أنه من المفترض أن يفرض على صاحب المنشأة توفير مواصلات من جهة العمل وإليها في حال عمل المرأة ليلا.
ووافقتها الرأي أسماء الجداوي، موظفة، مستعرضة تجربتها قائلة:" أعمل في أوقات متأخرة من الليل وأضطر للعودة مع السائق مع مجموعه من العاملات لكن الخوف والرعب من التنقل في فترات متأخرة وخاصة أنني أصل بعد كل الموظفات يجعلني أطالب بأن ترغم وزارة العمل المنشآت الخاصة التي بها موظفات يعملن في أوقات متأخرة من الليل توفير مواصلات لضمان سلامة هؤلاء العاملات".
ويعود الدويش ليؤكد أن للعاملات في فترة الليل حماية خاصة أوضحها القرار الصادر من وزير العمل.
لكن عدم وجود الرقابة الكافية من قبل وزارة العمل ـ وفقا لإحدى الموظفات فضلت عدم ذكر اسمها ـ جعلها تفقد عملها بسبب وجود خلافات زوجية متواصلة بينها وبين زوجها وقالت:" لا أحد من الأزواج يقبل استمرار المرأة إلى بعد منتصف الليل خاصة إذا كان المرتب الشهري لا يتجاوز 1900 ريال".
أما عن الأضرار الناجمة عن عمل المرأة ليلا تؤكد نورة سعد الرشيد، إخصائية اجتماعية، أنه من الناحية الصحية تتعرض العاملة ليلا إلى مخاطر تتمثل في أن العمل في الليل له آثار صحية سيئة للرجل والمرأة معاً إذ إن هناك مخاطر على صحة العاملة من ناحية أمراض القلب والتعب الشديد وسوء التغذية حيث أن لكل إنسان ساعة بيولوجية للعمل مشيرة إلى أن الجميع تكون الكفاءة لديهم في النهار أكثر.
وفسرت ذلك" يعني أن العمل في الليل مضر للجميع رجالاً ونساء لكن ما يجعل العمل ليلا مضرا للنساء بشكل مضاعف هو في حالة وجود الأطفال فإذا لم يكن هناك ضرورة للعمل ليلاً فبقاء المرأة في المنزل أفضل، مبينة أن الطفل وخصوصاً في السنوات الأولى من العمر يكون بحاجة إلى والدته وهي حاجة نفسية أكثر منها غذائية، وقالت"المسألة تعتمد على التوافق الزوجي والمصلحة العليا للبيت وكل بيت يستطيع أن يميز أين مصلحته في أن تعمل المرأة ليلاً أو لا تعمل".