الأسواق الشعبية في جازان: وعد يحافظ على التراث والملتقيات الاقتصادية

الأسواق الشعبية في جازان: وعد يحافظ على التراث والملتقيات الاقتصادية

اكتسبت الأسواق الشعبية في منطقة جازان مكانة خاصة لدى الأهالي منذ مئات السنين وبدت تلك الأهمية كون تلك الأسواق كانت ومازالت تمثل أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية لدى الآباء والأجداد في جازان فكانت على مر الزمن مكان تجمع أهالي المنطقة من مختلف المحافظات والمراكز ما جعلها مكانا مناسبا لتبادل الأخبار وإدارة الحركة الاقتصادية في المنطقة.
فكل مواطن منهم يأتي للسوق في يوم محدد حسب اليوم المحدد لكل محافظة ببضاعته ليجد من يشتريها منه وفي المقابل يقوم هو بشراء احتياجاته من قبل المتسوقين حيث كان في الماضي الاعتماد الكبير على المنتج المحلي من السلع فترى التبادل واضحا في تعاملاتهم.
ومما أعطى تلك الأسواق قيمة وأبقاها قادرة على مواصلة العمل توزيع أيام الأسبوع بين المحافظات وتحديد الأيام لتلك المحافظات كل يوم بمحافظة فيما يعرف بـ "الوعد" أي أن السوق أصبح بمثابة الوعد الذي لا يخلف مما يدل على أن قيام السوق أمر لابد منه في كل محافظة ومركز في الوقت المحدد لها . ومن أبرز تلك الأسواق سوق الثلاثاء في محافظة صبيا وسوق السبت في محافظة بيش والخميس في الخوبة والدرب والإثنين في أبو عريش وهكذا تتوزع الأسواق في أكثر من //25// سوقا بالمنطقة حسب اليوم المحدد لكل منها . والزائر للأسواق الشعبية في جازان يلحظ التزام تلك الأسواق والمتسوقين فيها بالعادات والتقاليد التي كانت ولا تزال منذ مئات السنين مثل الالتقاء والسؤال عن الأخبار والأمطار والسيول ومواسم الزراعة لدى بعضهم البعض وغيرها من الأخبار من التي تهم المتسوقين ليعود هو بدوره وينقل تلك الأخبار لمن هم في القرية أو الحي الذي يعيش بها بل إن الالتزام بالتقاليد لازم حتى السلع والمعروضات التي تقدم في أسواق جازان الشعبية فالمعروضات كذلك لم ينلها ذلك التطور الكبير بل تتغير تقريبا منذ أزمان بعيدة فالماشية والمصنوعات اليدوية من الخزف مثل الجرة والحيسية والمغش والصحن وتلك المواد المصنوعة من سعف النخيل مثل المصلات والمجاول \\ صفر الطعام \\ والمهفات \\ مراوح يدوية \\ والزنابيل والمشاري والفواكه والخضار والنباتات العطرية مثل الفل والكاذي والبعيثران والواله والشيح والشمطري والنعناع التي تجد اهتماما خاصا من قبل الأهالي حيث تستخدم في الزينة في مواسم الزواجات والمناسبات بل وحتى في حياة الأسرة اليومية مثل تزيين البيت وتطييب زواياه بتلك الروائح وتجمل النساء والرجال بها على شكل عصابات تعرف بالخطور توضع على رؤوس الرجال وعقود تزين بها أجياد السيدات وشعرهن . ومن السلع التي تتوافر في الأسواق الشعبية الملابس التقليدية مثل المصنف والوزرة والمثلوث والقمصان لا تزال محافظة على وجودها في جميع أسواق المنطقة الأسبوعية مع وجود زبائن وسوق رائجة لتلك السلع والمعروضات بين أوساط المتسوقين من كبار السن والشباب من داخل المنطقة وخارجها خاصة من أبناء المناطق المجاورة مما يدل على أصالة تلك المنتوجات والمصنوعات و يعكس حب أهالي المنطقة وتمسكهم بتراثها وأصالتها وإرث الماضي مع اخذ بضروريات الحياة في هذا العصر.

الأكثر قراءة