100 ألف معلم ينتظرون تحسين مستوياتهم الوظيفية.. والمسؤولية تطول 3 وزارات

مازالت قضية تحسين المستوى تمثل هاجس المعلمين من ذوي المؤهلات الواحدة والعطاء المتساوي .. ومازالت الحيرة والامتعاض وعدم الرضا هي القاسم المشترك بينهم في رحلة البحث عن الحق المفقود، فروقات مادية بين المعلمين لا يحكمها سند ولا يعضدها دليل رفعت أشخاصا إلى درجات أعلى وحرمت آخرين، ومستويات تعليمية حائرة يطولها البعض بيسر ويبكي البعض الآخر غيابها الطويل.
في هذا الإطار، يقول سعد حمود المطيري ، وهو معلم في مدينة حفر الباطن تعينت عام 1425 على المستوى الثاني ومنذ ذلك الوقت وأنا وجميع زملائي نقبع على هذا المستوى غير المستحق والذي سبب لنا معاناة مادية ، مشيرا إلى أن ما يزيد الطين بلة أن زملاءنا المعينين قبلنا بثلاث سنوات إلى الآن على المستوى الثاني مما يؤكد لنا أن معاناتنا ستطول .
وأضاف المطيري أنه تم مراجعة وزارة التربية والتعليم لطرح مشكلتنا التي أصبحت مستحيلة الحل، حيث رمت بنا على وزارة المالية التي لا تعترف بنا أصلا، وقال: بسبب هذا التعامل من قبل الوزارتين قمنا بالذهاب إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي وعدتنا خيرا ولكن حتى الآن لم نرَ شيئا على أرض الواقع.
وقال المطيري لا ندري سببا لهذه التفرقة من الوزارة فقد راجعنا ديوان الخدمة المدنية لعلنا نجد حلا لوضعنا ولكن وللأسف لم نخرج بفائدة وأخبرونا أنه "سيأتي دوركم لتحسين مستواكم أسوة بزملائكم، ونحن ننتظر دورنا منذ سنين لكي نتساوى بزملائنا من الدفعة نفسها ولا جديد يذكر حتى هذه اللحظة".
وفي السياق ذاته، بدأت نورة القحطاني معلمة في مدينة الرياض حديثها بالقول "لقد فقدنا الأمل في تحسين المستويات فهناك قرارات وتعاميم ولكنها تذهب أدراج الرياح وليس لنا سوى أن ننتظر ما تفعله الوزارة في الأيام المقبلة".
وقالت القحطاني إن الراتب لا يتبقى منه إلا النزر القليل فمنه للخادمة ومنه لسائق الباص إضافة إلى مصروفات أخرى ملتزمة بها ولا أدري لماذا نبقى على المستوى الثاني إلى الآن ولا يتم ترقيتنا، إضافة إلى عدم تحقيق رغبات نقلنا من قبل وزارة التربية والتعليم إلى المكان الذي نريده، تقوم كذلك بهضم حقوقنا وعدم إعطائنا مستوياتنا المستحقة. فلماذا تجد المعلمة المعاملة التعسفية من قبل وزارة التربية مع مشاركة وزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية في سبل حقوق المعلمين التي نص عليها النظام؟ فإلى متى يبقى هذا الوضع الذي نحن به؟
وكانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت إحصائية تشير إلى أن عدد المعلمين المستحقين لمستويات تعليمية أعلى من مستوياتهم الحالية بلغ حتى الآن (104477) معلماً ويمثل هذا العدد من المعلمين نصف المعلمين الموجودين حالياً البالغ عددهم (202175) معلماً. وتشمل هذه الإحصائية الأخيرة وجود (700) معلم حالياً يشغلون مستويات مختلفة وهم يستحقون المستوى السادس. كما تشمل وجود (97246) معلماً يستحقون المستوى الخامس منهم (19627) معلماً يشغلون حالياً المستوى الرابع و(27736) معلماً يشغلون حالياً المستوى الثالث، و(47026) معلماً يشغلون حالياً المستوى الثاني.

كما أوضحت الإحصائية وجود (6531) معلماً يستحقون المستوى الرابع منهم (1446) معلماً يشغلون حالياً المستوى الثالث و(1446) معلما يشغلون حاليا المستوى الثاني. وأبدى الآلاف من المعلمين في وزارة التربية والتعليم استياءهم بسبب وجودهم لعدة سنوات على مستويات تعليمية تقل كثيراً عن مستوياتهم المستحقة التي كفلها لهم نظام وزارة الخدمة المدنية مما يفقدهم شهرياً مبالغ تراوح بين 1200 وألفي ريال شهرياً. وأشار بعض المعلمين إلى أنه يفقد شهريا ما يقارب ألفي ريال بسبب هذا الوضع وما مجموعه سنويا 24 ألف ريال.