بيئة عمل آمنة
تعرف الصحة والسلامة المهنية بأنها العلم الذي يهتم بالحفاظ على صحة وسلامة الإنسان، وذلك بتوفير بيئة عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية ، أو بعبارة أخرى هي مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم التي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع.
وتدخل السلامة والصحة المهنية في كل مجالات الحياة فعندما نتعامل مع الكهرباء أو الأجهزة المنزلية الكهربائية فلا غنى عن اتباع قواعد السلامة وأصولها وعند قيادة السيارات أو حتى السير في الشوارع فإننا نحتاج إلى أتباع قواعد وأصول السلامة وبديهي أنه داخل المصانع وأماكن العمل المختلفة وفي المنشآت التعليمية فإننا نحتاج إلى قواعد السلامة، بل أننا يمكننا القول إنه عند تناول الأدوية للعلاج أو الطعام لنمو أجسامنا فإننا نحتاج إلى اتباع قواعد السلامة.
وفيما يتعلق ببيئة العمل الخطر فيها موجود في جميع مواقع العمل وتتفاوت درجة الخطورة حسب طبيعة عمل الآلات في المواقع المختلفة وحسب أماكن توزعها في أنحاء المصنع ولا ننسى أن التقنيات تتطور ومع تطورها ينبغي التفكير في تحسين كفاءة العمل ومتطلبات السلامة المهنية, وعند وقوع حادث ما في أماكن العمل فبدون شك أن أسبابه متعددة منها ما يتعلق باستعمال مواد غير مناسبة أو ما يتعلق بتنفيذ العمل بطريقة غير قياسية أو ما يتعلق بانسكاب مواد على الأرض وغيرها, وما يعني ضرورة تحسين بيئة العمل من خلال التفقد الروتيني لمتطلبات السلامة في مواقع العمل, وذلك من خلال التفحص المنتظم والتفقد الدقيق الذي يكفل الكشف عن المخاطر الكامنة والخفية المسببة لحوادث السلامة والإصابات قبل وقوعها, وطبيعة العمل تفرض عدد مرات التفقد, فإذا كانت احتمالات حدوث الإصابات قوية وعالية ينبغي إجراء الفحص والتفقد بتكرارية أكبر, ويجب فحص بيئة العمل والمعايير العامة لأمور السلامة المهنية في كافة مواقع العمل مرة أو مرتين خلال العام, أما التفقد الجزئي المعني بفحص أمور السلامة في مواقع محددة من المصنع فيجب أن يتم بانتظام مرة كل شهر.
وللوقاية دور مهم وذلك بارتداء أدوات الحماية فعلى الرغم من أن ارتداءها قد يسبب عدم راحة للعمال إلا أنها ضرورية عند التواجد في أماكن العمل, ويجب أن تكون هذه الأدوات مطابقة للمواصفات وشروط السلامة المهنية وأن تكون مقاومة لتأثير الكيماويات خاصة واقيات العين والأنف, ومن المهم أن يتعرف العامل على تعليمات الاستخدام لها وكيفية المحافظة عليها, ويجب أن توفر الإدارات العدد الكافي من أدوات الوقاية للعاملين وعلى مستعمليها فحص جودتها وملاءمتها وأن يتفقدها باستمرار وبهذا تكون لأدوات الوقاية مساهمة أساسية في تحسين بيئة العمل .
ويجب أن تتوافر وسائل الحماية للآليات المستعملة في المعمل وأن تدخل عليها التحسينات اللازمة وأن تخضع لإجراءات التفقد والفحص, وعند شراء أي آلة يجب عدم قبولها أو شرائها إذا كان فيها خطأ تصميمي أو عيب تصنيعي, كما يجب مراعاة مستلزمات السلامة في الآلة التي يتم شراؤها بحيث لا يلزم إحداث أي إضافة خاصة بهذه المستلزمات بعد شراء الآلة وأن ترفق مع الآلة تعليمات الصيانة والتشغيل والسلامة وأن يكون العمل على الآلة خالياً من أي مخاطر بحيث لا تعرض العامل لأي أذى حتى في حال عدم انتباهه أو تحركه حركة معاكسة.
في النهاية , يجب أن يكون هناك تخطيط علمي وفني هادف لأسس الوقاية في المنشآت, يرافقه تطبيق سليم لضمان استمرار تنفيذ خدمات السلامة والصحة المهنية للوصول إلى بيئة العمل المثلى .