أب لبناني يمنح أبناءه أسماء سياسيين لمعوا خلال أحداث تاريخية

أب لبناني يمنح أبناءه أسماء سياسيين لمعوا خلال أحداث تاريخية

رغم الخصومة السياسية الحادة بين قائد حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون، فقد أطلق مزيد إبراهيم عقلة اسمهما على اثنين من أولاده وجمعهما في عائلة لبنانية واحدة. وقد قرر مزيد عقلة وهو مزارع من سهل البقاع في شرق لبنان وأب لتسعة من الأبناء أن يطلق على أبنائه أسماء شخصيات سياسية معروفة. فقد سمى أبناءه الخمسة عون وجعجع وشيراك ولحود وبشار وهم يمضون أوقاتهم
بسعادة جنبا إلى جنب في المزرعة العائلية بعيدا عن مصاعب الحياة السياسية والأزمات الدولية. جعجع فتى في الخامسة عشرة من عمره وعندما يتوجه ليحلب الأبقار يأتي شقيقه عون الذي يكبره بعامين لمساعدته فيما يختبئ شقيقهم الأصغر بشار (على اسم الرئيس السوري بشار الأسد). و اختار مزيد أسماء أولاده تبعا للأحداث السياسية التي هزت لبنان منذ عشرات السنين.

يروي مزيد أن عون ولد عام 1990 في نهاية الحرب الأهلية التي ظهر فيها العماد ميشيل عون كبطل في إشارة إلى العماد ميشيل عون أحد قادة المعارضة حاليا، الذي ترأس حكومة عسكريين مسيحيين ثم طرد من الحكم خلال عملية عسكرية لبنانية سورية ليمضي خمسة عشر عاما في المنفى ويعود عام 2005 بعد خروج قوات دمشق. وقرر مزيد تسمية نجله الثالث شيراك في أعقاب زيارة إلى لبنان قام بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 1996. ويقول "فرنسا أفضل أصدقائنا وشيراك كان صديق الحريري". وتكريما لرئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير ( شباط) عام 2005 أطلق مزيد اسم "إرهاب" على إحدى بناته الأربع التي ولدت بعد عشرة أيام من عملية التفجير الضخمة التي جرت في بيروت.
ويقول "لو رزقني الله صبيا في هذه الفترة لكنت قد أطلقت عليه اسم الحريري"، مؤكدا أنه لم يندم مطلقا على تسمية ابنته الشقراء البالغة من العمر سنتين بهذا الاسم. ويضيف "عندما تكبر أريد أن يسألها الجميع عن معنى اسمها فتحكي لهم عن الحريري العزيز".
أما نجله لحود فهو على اسم الرئيس اللبناني الحالي إميل لحود حليف دمشق، فاسمه أكثر الأسماء جذبا للانتباه والإثارة في المدرسة. "وعد" هي ابنة مزيد البكر وتهتم بأشقائها وشقيقاتها الأصغر سنا عندما يكون والداها في المزرعة. تروي "وعد" بان لحود عاد ذات يوم إلى البيت باكيا وسألها "الكل يقول لي بان أيامي باتت معدودة لماذا الناس أشرار بهذا القدر". ويحلم عون نجل مزيد بأن يسير على خطى العماد عون ويلتحق بصفوف الجيش أو الشرطة فيما يحلم جعجع أشطر تلامذة صفه بان يكون طيارا حربيا. وينتظر الوالد حاليا انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليختار اسم الطفل الذي ستلده قريبا زوجته. ويقول "إذا رزقني الله بأنثى فسأسميها سلام". وسيواصل مزيد وزوجته إنجاب الأولاد "وفق مشيئة الله" وسيواصلان اختيار أسماء السياسيين. وردا على سؤال عما إذا كانت دائرة الأسماء ستتخطى لبنان لتشمل مثلا الرئيس الأمريكي جورج بوش أو أحمدي نجاد الرئيس الإيراني يرد الزوجان معا وفي صوت واحد : "لا .. لا يمكن أن يحدث هذا أبدا .."

الأكثر قراءة