الاحتفال بالمناسبات في المدارس تنشط ذاكرة الطلاب وتنشر الفرح بينهم

الاحتفال بالمناسبات في المدارس تنشط ذاكرة الطلاب وتنشر الفرح بينهم

تتجاهل بعض المدارس أهمية تفعيل الاحتفال بالكثير من المناسبات التي تجيء في الأيام الدراسية، مثل الأيام التي تلي عيدي الفطر والأضحى، اليوم الوطني، يوم المعلم وغيرها من المناسبات الأخرى، رغم أهميتها كحافز اجتماعي نفسي، وكذا وسيلة اتصال جماعية، إذ تشكل هذه الاحتفالات متى فعلت أهمية قصوى لدى العديد من الأوساط التربوية والاجتماعية لما لها من نتائج إيجابية وصحية على عقلية الطلاب والطالبات الذين هم في حاجة إلى تنشيط ذاكرتهم الدراسية ونشر جو من الفرح.
وشدد الدكتور خالد باجمال مدير مدارس دار الذكر الأهلية في جدة على أهمية إقامة الحفلات المتزامنة مع المناسبات الوطنية كاليوم الوطني، والأيام التي تلي عيدي الفطر والأضحى، مشيرا إلى أنهم عادة ما يستعدون للاحتفالات جيدا منذ الصباح الباكر، إذ يتم تشغيل أصوات التكبير داخل المدرسة تعبيراً عن أجواء الفرح، ومن ثم تقام التهاني بين الطلاب وأصدقائهم والمعلمين وإدارة المدرسة بهذه المناسبات الغالية.
وقال باجمال: الأجمل في إقامة هذه الاحتفالات في المدارس هو ما يقوم به بعض الطلاب من ارتداء عدد منهم للبس القديم الذي كان يرتديه آباؤهم وأجدادهم، كما حدث في الاحتفال بعيد الفطر، فيما قام آخرون بتوزيع الأكلات الشعبية القديمة على زملائهم معبرين عن فرحتهم بالعيد السعيد، وأشاد بالتفاعل الكبير من قبل أولياء الأمور الذين شجعوا الطلاب على الحضور مبكراً رغم أن التوقعات تشير إلى أنهم ربما يتأثرون بالسهر خلال الإجازة.
ويؤكد سعيد الغامدي مدير متوسطة خالد بن فهد النموذجية أهمية الاحتفال في المدارس خاصة بأعياد الإسلام، فهي مناسبة دينية في المقام الأول، فالرسول صلى الله عليه وسلم حث الناس على الفرح، وهنا لا بد أن يحتفل الجميع بالعيد مهما كانت الظروف.
وأبان أن وزارة التربية والتعليم تحرص في تعاميمها على أهمية تفعيل الاحتفال بالمناسبات، مؤكدا أنهم دائما ما يتأهبون للاحتفال حتى قبل صدور التعميم الخاص بذلك.
ونوه بالأثر الإيجابي الذي تتركه مثل هذه الحفلات على نفسية الطلاب من حيث إشاعة جو من المرح والابتهاج بينهم وتشجيعهم على المشاركة بإيجابية في الأنشطة المدرسية كافة.
من جانبه يقول علي بطاطي رائد نشاط إن إقامة حفلات تتواكب مع مناسبات مهمة كاليوم العالمي للمعلم، تعتبر أمراً ضرورياً ولا يمكن تجاهله سواء للطلاب أو المعلمين، واستشهد بما قام به وزير التربية بنفسه من معايدة أفراد الوزارة في الثامنة صباحاً في أول يوم دوام رسمي بعد الإجازة ابتهاجا بعيد الفطر، وهذا يمثل توجهاً قوياً لإحياء حفلات المعايدة في جميع المدارس في السعودية.
وأوضح أن هذا الحفل له أكبر الأثر في نفسية الطلاب، فعندما يجد الطلاب أن المدير والوكيل والمعلمين يحتفلون بهذه المناسبة، فإن ذلك يبث نوعاً من الطمأنينة في نفوسهم، ويكسر الحاجز النفسي بين الطالب ومعلمه بحيث يتلقى بعد ذلك الدروس بنفسية سليمة.
وأشار البطاطي إلى أن معظم حفلات المدارس بسيطة ولا تكلف شيئاً كثيراً، كإحضار القهوة العربية والتمر، وبعض الحلوى بمشاركة الطلاب أنفسهم، وجوائز لكل من يشارك بقصيدة، وهو ما يجعل الطالب يشارك بقوة في هذه المناسبة وفي الأنشطة الطلابية الأخرى في المدرسة مستقبلاً.
أما شعور الطلاب فيؤكد مشعل علي الغامدي طالب الصف الأول متوسط أنه مسرور جداً عندما بادرت مدرسته بإقامة احتفال بعيد الفطر، ووصف قدوم المدير والمعلمين لفصلهم بأنه تعبير عن الحب والألفة تجاه طلابهم، وهو ما شجعه على إلقاء قصيدة وطنية ابتهاجاً بهذه المناسبة.
ويشاطره زميله محمد عبد الرحمن الجهني الرأي فيما يخص أهمية الاحتفال في المدارس لهم كطلاب، ويقول إنها فرصة للالتقاء بمعلمينا وزملائنا في جو أسري يملأه الفرح والسرور.
من جهته أكد الدكتور عبد العزيز الأحمد استشاري التوجيه والإرشاد النفسي والمشرف العام على مركز وموقع حلول للاستشارات النفسية والسلوكية أن الاحتفال يبرز مظاهر الفرح ما يؤثر في نفسية الناس بالتفاؤل وإحداث نظرة جديدة لما حولهم، ويشعرهم بالمساندة والمشاركة الاجتماعية.
وأضاف: إن إقامة حفلات في المدارس كالأعياد تمثل مشاركة وجدانية اجتماعية، تشعر الطالب بأنه ليس لوحده، ويشعر بطريقة غير مباشرة أن حياته ليست كلها ألما، ويضفي نوعاً من الألفة بين المدير والمعلمين وطلابهم وهو أهم عنصر للتغيير حسبما يفيد إخصائيو الاجتماع في العالم.

الأكثر قراءة