طريق النجاة طويل أمام ضحايا حرائق الغابات في كاليفورنيا
طريق النجاة طويل أمام ضحايا حرائق الغابات في كاليفورنيا
تقف نيكول بوث وسط أنقاض منزل أسرتها المغطاة بالرماد وتتفقد بقايا محترقة لحياة تركتها وراءها بعد اندلاع حرائق الغابات في بلدة رامونا في جنوب كاليفورنيا. ودمرت الحرائق منزل الأسرة ولم يتبق منه سوى الأساس الخرساني وأعمدة معدنية منصهرة. اختفت الأشجار والحشائش التي كانت تحيط بالمنزل من قبل وحلت محلها حقول محترقة. تقف هناك شاحنة ضخ المياه التي كان زوجها روبرت يستخدمها في عمل الأسرة في
مجال لآبار المياه وهي متفحمة مثل الفراش الطبي الخاص بابنتهما أليكسس التي تستخدم جهازا للتنفس وتعاني من شلل من الرقبة وحتى أسفل قدمها اليسرى. فرت عائلة بوث الأم والأب وأربعة أبناء من المكان في 21 تشرين الأول (أكتوبر) عندما وصلت الحرائق منزلهم ولم يتمكنوا إلا من جمع بعض الملابس والصور والمعدات الطبية الخاصة بأليكسس وحيواناتهم الأليفة.وتقول نيكول بوث وهي حبلى في الشهر الخامس "نشعر بالامتنان لخروجنا أحياء. ويصارع رجال الإطفاء من أجل السيطرة على معظم حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا منذ الأسبوع المنصرم وسمحوا لنحو 640 ألف من سكان مقاطعة سان دييجو الذين فروا من منازلهم بالعودة.
ولكن بالنسبة لبعض العائدين فإن عملية إعادة البناء تبدو بمثابة المهمة
المستحيلة تقريبا على الرغم من مساعدة الحكومة لهم. وعادت عائلة بوث إلى رامونا وهي ضاحية في سان دييجو يوم السبت لتجد أن ممتلكاتها بالكامل احترقت وتحولت إلى رماد بما في ذلك مكتب متاخم للمنزل كان روبرت ونيكولا يديران عمل الأسرة منه لمدة 16 عاما. ومما يزيد من مشكلاتها أن ممتلكاتهما لم يكن مؤمن عليها. ولم يتمكن الزوج أن من تحمل أعباء التأمين بعد ارتفاع الأسعار في أعقاب حرائق عام 2003 التي دمرت منازل في رامونا. وروبرت ونيكول غير مؤهلين أيضا للحصول على المساعدات الاتحادية لإعادة البناء إذ إن ممتلكاتهما ليست مسجلة باسميهما رغم أنهما يدفعان الرهن العقاري لأعوام. وقالت نيكول "الآن تنهال علينا المساعدات ولكن ماذا يمكن أن نفعل بعد شهر عندما لا نجد المال وتتوقف المساعدات ونحن ما زلنا نفكر في كيفية بدء عمل وبناء منزل من جديد". ويقيم روبرت ونيكول وأبناؤهم الآن في منزل من طابق واحد في رامونا مملوك لقريب لهم يعيش خارج البلدة. ويحضر إليهم أقارب وأصدقاء لتقديم المساعدة والتناوب في رعاية الأطفال. وترقد أليكسس (15 عاما) على أريكة في غرفة مكيفة وتنظف نيكول بشكل منتظم جهاز التنفس الخاص بها لأن الجهاز ليس به مرشح لتنظيف السخام الأسود العالق في الهواء. أما كيري آن الشقراء وهي في الثانية من عمرها فتبدو في حالة معنوية مرتفعة وتضحك عندما يحملها عمها ويجريان وراء إحدى القطط التي أنقذوها معهم في غرفة الجلوس. ويتجول أوليفر البالغ من العمر أربعة أعوام في المنزل لمساعدة الرجال الآخرين في تنظيم المنزل الجديد ولكن طلبه يقابل بالرفض كل مرة. ويبكي تشارلي (13 عاما) عندما يتحدث عن منزلهم الذي فقدوه ولكن نيكول سعيدة أنه يرغب على الأقل في الحديث عن الأمر.
وبالنسبة لنيكول الحاجة الملحة الآن هي العثور على طريقة لدفع تكلفة التأمين الصحي لأليكسس والبالغة 1100 دولار تحسبا لأي مشكلة صحية قد تحدث. وتعتزم عائلة بوث البقاء في رامونا قرب الأصدقاء والأقارب. وأطلق الأصدقاء موقعا على الإنترنت لجمع المال لعائلة بوث. ويعتزم روبرت ونيكول التقدم للحصول على قرض من الحكومة الاتحادية لبدء عمل صغير ومحاولة شراء شاحنة جديدة. وتقول نيكول "الأوضاع على ما يرام اليوم ولكننا نشعر بالخوف عندما نفكر فيما يجب أن نفعله.. الغد هو المرعب".