أزمة القمح ..مشتعلة على أبواب الموسم

أزمة القمح ..مشتعلة على أبواب الموسم

 أزمة القمح ..مشتعلة على أبواب الموسم

ارتفعت أسعار الأسمدة المستخدمة في زراعة القمح قبيل دخول موسم الزراعة السنوي والذي عادة ينطلق في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) حتى موسم الحصاد في النصف الثاني من شهر أيار(مايو)، وهو ما يحبط جهود مزارعي القمح الذين يحاولون اللحاق بالموسم من خلال توفير تكاليف إضافية له. في الوقت الذي يطالب مزارعون ومهتمون بالقطاع البنك الزراعي بإعادة العمل بالقروض القصيرة الأجل (العاجلة) للتخفيف من آثار هذا الارتفاع.
ويأتي ارتفاع أسعار نوعين من الأسمدة " اليوريا والداب "والتي تعد من أهم مدخلات زراعة القمح حيث ارتفعت أكثر من 7 في المائة عن الشهر الماضي لتواصل مسلسل الارتفاعات السنوية التي تسجلها منتجات الأسمدة المنتجة من قبل الشركة السعودية "سابك".
وقال خالد الباتع رئيس جمعية مزراعي حائل أن البوادر بخروج نسب كبيرة من المزارعين قائمة "بل مرتفعة حاليا". لافتا إلى أن الارتفاع الأخير لأسعار الأسمدة "أحبط كل الآمال الموجودة لدى المزارعين الذين توقعوا على الأقل بقاء الأسعار مرتفعة لكن ليس حدوث ارتفاعات جديدة وشهرية تقريبا.
على الجانب الآخر توقع خبراء في مجال الزراعة أن تشهد السنوات المقبلة ضعفا في إنتاج القمح خصوصا مع التغير الكبير في أسعار مدخلات الإنتاج والتي تقارب سعر الشراء.
ويرى المهندس عبد المحسن بن فهد المزيني رئيس اللجنة الزراعية في الغرفة التجارية في منطقة القصيم أن الأسمدة شهدت في العامين الماضيين ارتفاعات كبيرة تصل إلى حدود 80 في المائة كما شهدت المبيدات ارتفاعا بنسبة تراوحت بين 20 و40 في المائة وأضاف المزيني ارتفاع النقل الذي بلغ 30 في المائة لهذا العام إضافة إلى جميع الارتفاعات السابقة قلصت تماما هامش الربح التي يجنيها المزارعون من بيع محصولهم على صوامع الغلال ومطاحن الدقيق.
بين المزيني أن سعر الطن الذي يتم بيعه بقيمة 1000 ريال يتم خصم 10 في المائة شوائب وزكاة ودخل ليصل سعر الطن غالى 900 ريال بينما يصل سعره عالميا إلى 1200 ريال وبين المزيني أن الأسمدة والمبيدات إذا ماتم السيطرة على ارتفاعاتها السنوية فإننا سنقضي على زراعة القمح في السعودية خصوصا أنها لم تعد مجدية في زراعتها في ظل بقاء سعر شراء القمح بسعر ريال واحد للكيلو.
وطالب المزيني إعادة تقييم سعر القمح مرة أخرى في ظل انخفاض هوامش الربح وعدم تساوي السعر مع السعر العالمي للقمح. وأشار إلى أن عددا من المزارعين لهذا العام دخلوا دائرة الخسائر بعد تدني الإنتاج على مستوى السعودية حيث إن النسبة تقل عن المعدلات الطبيعية حتى في أفضل المواقع مشيرا إلى منطقة بسيطا الجوف.
فيما يرى المهندس سلطان الثنيان مهندس زراعي معد بحوث زراعية أن زراعة القمح لم تعد مجدية في ظل الارتفاعات الكبيرة في مدخلات الإنتاج إلى جانب أن أسعار البذور التي تنتجه الشركات وبعض المزارعين تشهد ثباتا في الأسعار، مشيرا إلى أن جميع متطلبات الزراعة تشهد ارتفاعات متكررة.
وأشار الثنيان إلى أن غالبية المزارعين الذين زرعوا هذا العام لن نشاهدهم في العام المقبل كما أن المزارعين الذين يستأجرون مزارع بغرض زراعتها ستنتهي تماما خصوصا أن الربح القليل يذهب كقيمة إجارات لتلك المزارع.
وبين الثنيان أن المزارع الصغير لم تعد زراعة القمح خيار اقتصادي بالنسبة له. وتوقع الثنيان أن يشهد الموسم المقبل انخفاض في المساحات المزرعة بنسبة تصل بين 40 و 50 في المائة مما سيقلل من الكميات الموردة للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق متوقعا أن تكون هناك ضرورة ملحة لاستيراد القمح لتغطية الطلب الداخلي.
طالب الثنيان أن يتم تقييم سعر عادل للشراء أو ضبط الارتفاعات المتتالية للأسمدة والمبيدات التي ترتفع فجأة ودون سابق إنذار وفي أحيان كثيرة ترتفع تلك المواد بعد أن يعد المزارع عدته للزراعة وحتى بعد الزراعة وهذا يشكل خطرا كبيرا على صغار المزارعين الذين لا يستطيعون توفير كميات من الأسمدة والمبيدات قبل بداية الموسم كما تفعله بعض الشركات الزراعية ويتم تجميد مبالغ كبيرة تحسبا لأي زيادات سعريه.

الأكثر قراءة