دعوة غربية لتحفيز الاستثمار الطبي في الدول الخليجية
في إطار تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز دويتشلاند" الاقتصادية الألمانية ورد أن الولايات المتحدة وألمانيا تسعيان للاستفادة من حاجة الخليج للخدمات الطبية المتقدمة. وتنقل الصحيفة عن شركة ماكينزي للاستشارات قولها إن دول مجلس التعاون الخليجي ستنفق حتى عام 2025 مبلغ 60 مليار دولار في مجال الصحة. وحسب هذه الدراسة فإن نسبة سكان الخليج المرضى بأمراض السمنة والسكري هي أعلى نسبة في العالم.
ونقلت الصحيفة عن روبرت تورر رئيس القسم الأكاديمي لجامعة هارفارد الطبية في دبي أنه ينقص المجتمع الإماراتي الوعي بأهمية الاستثمار في الأبحاث الطبية من أجل تطوير القطاع الصحي في الإمارات وأن الأمر لا يتعلق فقط ببناء مباني مستشفيات جديدة. وكذلك نقلت الصحيفة في إطار تقييمها لجهود دبي لتأسيس مدينة طبية متقدمة عن أحد مديري المستشفيات الألمانية قوله إن النهج الذي تنتهجه دبي في المجال الطبي مثير للجدل. وحسب دراسة أجرتها الوكالة الاتحادية الألمانية لأبحاث التجارة الخارجية في أيار (مايو) من العام الجاري فإن بعض العيادات الطبية في مدينة الصحة في دبي Dubai Healthcare City ستضطر للإغلاق حيث لا تشهد العيادات التي استثمرت أموالا كبيرة في التجهيزات الطبية الإقبال الكافي من قبل المرضى. وتشهد دبي، حسب الدراسة، منافسة حادة، خصوصا من الهند تحاول اجتذاب المرضى إليها.
في غضون ذلك نشرت الصحافة الألمانية، في الآونة الأخيرة، العديد من التقارير التي تتناول قضايا تتعلق بنشاطات المستشفيات الألمانية في علاج المرضى الخليجين القادمين لألمانيا. وعلى الرغم من أن كثيرا من هذه التقارير كانت تتحدث عن هذا الموضوع بإيجابية، حيث إنه يعود بالفائدة على الاقتصاد الألماني، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأ اتجاه جديد يتحدث عن مشكلات تتعلق بهذا الموضوع. وقد بدأ هذا الأمر بعد نشر إحدى القنوات التلفزيونية الألمانية تقريرا يتحدث عن تقديم مستشفى مدينة كيل الألمانية أعضاء بشرية لأحد المرضى الخليجيين رغم أن هذه الأعضاء مخصصة للمرضى الألمان المسجلين في التأمين الطبي الرسمي.
وفي تفاعل جديد على قضية المرضى الخليجيين في المستشفيات الألمانية نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية تقريرا يشير إلى تعرض مستشفى مدينة كيل إلى مزيد من الضغط بسبب قيام أحد الجراحين بأعمال يبدو أنها غير قانونية في إطار معالجة مرضى من الخليج. وحسب هذا التقرير فقد عرض الجراح الألماني على شاب من المملكة العربية السعودية تقديم علاج لكبده المريضة وذلك باستخدام خلايا الكبد الصناعية، وهو نوع من العلاج غير المسموح به في ألمانيا إلا في إطار التجارب العلمية وللمرضى البالغين الذين يوقعون على قبول علاج ضمن التجارب العلمية. وحسب التقرير، فإن هذا الجراح هو نفسه الذي قام سابقا بتقديم ثلاث أكباد لمرضى خليجيين. وترد مصادر المستشفى أن ما تم قد جرى في إطار حالة طارئة تتيح للجراح المسؤول اتخاذ قرارات لإنقاذ حياة المريض.
وتكتسب هذه القضية بعدا خاصا، حيث إن عددا من وسائل الإعلام بدأ يكتب عنها بعد إثارتها في التلفزيون، ففضلا عن صحيفة "دي فيلت"، نشر موقع مجلة "دير شبيجل" أيضا تقريرا عن هذه القضية. وكانت رسالة بريد إلكتروني من مصدر مجهول هي التي أثارت اهتمام الإعلام الألماني بالقضية، حيث جاء في الرسالة أن مؤسسة سعودية في ألمانيا دفعت نحو 880 ألف يورو للمستشفى من أجل تسريع عملية العلاج وجلب أعضاء بشرية لازمة. ويرى المستشفى نفسه أنه "ضحية لحملة" من أجل تشويه سمعته ويرى أنه لم تتح له الفرصة اللازمة لشرح وجهة نظره.