قلق في ألمانيا من خطر الهندسة الوراثية على إنتاج العسل

قلق في ألمانيا من خطر الهندسة الوراثية على إنتاج العسل

الخطر الذي يراه النحالون في ألمانيا يبدو لهم واضحا تماما .... فالهندسة الوراثية ستتدخل في المحاصيل الزراعية التي يعتمد النحل عليها في غذائه و بالتالي يكون إنتاج العسل غير طبيعي أو بالأحرى يمكن أن يطلق عليه اسم " عسل النحل المعدل وراثيا" . يخشى العسالون الألمان على أعداد النحل في ألمانيا من التراجع ويرون في هذا التراجع تهديدا لمصدر دخلهم. وطالب رئيس رابطة العسالين الألمان مانفريد هيردر الحكومة الألمانية بوقف زراعة الذرة المعدلة وراثيا بشكل تام وقال:"إن ألد أعداء منتجي العسل هو القانون الذي يسمح بتطبيقات الهندسة الوراثية في ألمانيا". وانتقد هيردر ما رآه عدم أخذ حماية النحل والحشرات الأخرى في الاعتبار عند التخطيط لسن قانون جديد يتعلق بالهندسة الوراثية. كما رأى هيردر أن من واجب الحكومة الألمانية أن تضمن من خلال القانون الجديد أن يكون التعايش بين الهندسة الوراثية وإنتاج العسل الخالي من آثار هذه الهندسة ممكنا. كما انتقد هيردر في ضوء انعقاد المؤتمر السابع والثلاثين للنحالين في مدينة دوناوشينجين الألمانية عدم وعي الناس وعلى رأسهم السياسيين بالشكل الكافي فيما يتعلق بدور منتجي العسل في المجتمع وفي النظام الحيوي للبيئة. ويشارك نحو 400 من منتجي العسل في هذا المؤتمر.

وحسب هيردر فإن الكثير من الحشرات تغطي جزءا كبيرا من احتياجاتها من البروتين من خلال التغذي على طلع نبات الذرة. وفي حالة زراعة الذرة المعدلة وراثيا فإن ذلك يؤدي إلى تلوث العسل الذي ينتجه النحل المتغذي على هذه النباتات المعدلة جينيا. وأشار هيردر إلى عجز العسالين أمام جماعات المصالح من أصحاب الشركات والنفوذ في السياسة فيما يتعلق بقوانين الزراعة وتنظيم تطبيقات الهندسة الوراثية، وقال إن معظم النحالين من كبار السن الذين لا يتمتعون بالحرفية التي تمتلكها الشركات الكبيرة ما يجعل فرصتهم ضئيلة في مواجهة هذه الشركات التي تركز على مصالحها بالدرجة الأولى. وحسب بيانات رابطة العسالين الألمان فإن 86 في المائة من أعضائها فوق سن الخمسين. وأشار هيردر إلى أن أكثر من 90 في المائة من أعضاء رابطة العسالين يمتلكون خمسا من مستعمرات النحل أو أقل، وقال إن عدد العسالين في ألمانيا 90 ألفا منهم خمسة آلاف فقط يحترفون تربية النحل. وحسب رابطة النحالين في ألمانيا فإن عدد أعداد النحل يتراجع كثيرا بسبب التأثيرات البيئية. وتشير بيانات الرابطة إلى أن عدد مستعمرات النحل في ألمانيا كان يبلغ عام 1905 أربعة ملايين وتراجع إلى 2.5 مليون مستعمرة عام 1951 ولا يتعدى حاليا من 600 ألف إلى 800 ألف مستعمرة.

الأكثر قراءة