مطاعم صينية تستلهم الماضي الشيوعي لجذب الزبائن
مطاعم صينية تستلهم الماضي الشيوعي لجذب الزبائن
المطعم اسمه " كوميونال ميس هول " وفي واجهته تقف امرأة شابة ترتدي ملابس فضفاضة للجيش وقبعة وتضع شارة "في خدمة الشعب" الحمراء على ذراعها وضفائرها المجدولة للترحيب بالزبائن. وتهمس "مرحبا يا رفيق.. كم العدد". وتزين جدارا في الخلفية صور ضخمة لإنجلز وماركس وماو ولينين وستالين وتعلق ملصقات دعائية صينية على الأعمدة والجدران الجانبية تعرض صورا لعمال وفلاحين وجنود كادحين. والكلمات التي كتبت بحروف حمراء غليظة على الروافع تناشد الزوار "اعتمدوا على أنفسكم واجتهدوا في أعمالكم" و"استخدموا أياديكم لتحصلوا على طعام وكساء وفير". والمطاعم هنا في عاصمة إقليم جواندونج الجنوبي المزدهر من ثمرات عهد ماو تسي تونج ومصممة على غرار القرى الجماعية التي انتشرت في أنحاء الريف بين الخمسينيات والسبعينيات. ويرتدي العاملون ملابس الحرس الأحمر إبان الثورة الثقافية 1966 - 1976. وتذاع في الخلفية أغان ثورية.
وافتتحت في أنحاء البلاد عشرات من المطاعم المماثلة مذكرة بفترة
مضطربة في تاريخ الصين الحديث والتي يتذكرها كثيرون بمرارة لكنها
تستدعي أيضا مشاعرا بالحنين لما يقول البعض إنه عصر أكثر بساطة.
وقد تكون هذه المطاعم شبيهة بالمطاعم الأمريكية التي تنتشر على
الطرق. وتختبر هذه المطاعم حدود التصحيح السياسي في بلد يتغير بسرعة ولا يزال محكوما بالحزب الشيوعي الذي يعقد هذا الأسبوع مؤتمره السابع
عشر في بكين ليرسم خريطة سياسية للسنوات الخمس المقبلة ويرشح فريقه
القيادي. وبدأ ماو قبل خمسة عقود من الزمن أول قرى جماعية التي من
معالمها بالطبع المطابخ الجماعية مع برنامج القفزة الكبيرة للأمام
وهو محاولة لدفع الاقتصاد أدت بدلا من ذلك إلى مجاعة قتلت ما يصل إلى
30 مليونا. وأثناء الثورة الصناعية غرقت الصين في الفوضى حيث كانت فصائل من شبان الحرس الأحمر المهووسين بماو تنشر الرعب في المدن وتجتث "أعداء الثورة" وتحرق الكتب.
ولا تزال هذه الحقبة حساسة في الصين ولكن أصحاب ومديري المطاعم
وزبائنها ليسوا منزعجين على ما يبدو. ويقول وو هاو مدير مطعم كوميونال ميس هول واسمه الرسمي " كوميون ليدر" إنه يعتقد أن الموضوعات التاريخية ستكون وسيلة جيدة لجذب الزبائن. ولم ينج سوى القليلين من هذه الحقبة المضطربة وقدم الملايين للمحاكمة دون ذنب إبان الثورة الثقافية ومع هذا يقول وو (32 عاما) إنه لم يصادف بعد زبونا تعرض للإساءة. وأضاف قائلا: "لا نريد السخرية من تلك الحقبة. هدفنا هو استخدام التاريخ كمرآة تبين كيف أن الأمور تحسنت الآن". وفي مطعم من مطاعم حقبة الثورة الثقافية في مدينة شينزن تشارك جون وانج من شنغهاي زملاء وقال "إنه طراز جديد خاص لجذب الزبائن". وتابع قائلا "تعرفون أن الزعيم ماو كان شخصية عظيمة في الصين". وعلى مقربة كانت كونج فانج التي تقول إنها أرسلت إلى الريف مع أبويها عندما كانت طفلة تشعر بحنين للماضي وقدمت نصائح لمضيفة شابة كيف تكون ملابسها أكثر أصالة. وقالت عن التصميم الداخلي للمطعم "كل شيء هنا في غاية
الدقة... عدا مكيفات الهواء". لكن هل هناك أي تناقض في استخدام الصورة الشيوعية للماضي للترويج لقضية رأسمالية لمطعم خاص. صمت وو برهة ثم قدم إجابة صحيحة من الناحية السياسية. وقال "في الواقع لا يمكنك أن تسميها رأسمالية... إنها اشتراكية ذات سمات صينية".