لن يكون هناك تأثير ملموس في أسعار النفط مع انضمام أنجولا وعودة الإكوادور إلى "أوبك"
استبعد المهندس على النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية تأثير دخول أعضاء جدد في منظمة الأوبك على أسعار النفط المتصاعدة حاليا.
وقال النعيمي في رد على سؤال لـ "الاقتصادية" حول مدى تأثير دخول أنجولا وعودة الإكوادور إلى منظمة الأوبك على تهدئة الأسعار المتصاعدة قائلا: "لن يكون هناك تأثير ملموس في تخفيض أسعار النفط وذلك لمحدودية الكميات التي ستضاف مقارنة بالطلب المتزايد على النفط. وأشار الوزير السعودي في تصريح خاص بـ "الاقتصادية" إلى أنه لا يمكنه التنبؤ باتجاه الأسعار المتصاعدة في ظل الظروف والتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة, مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار مرتبط ارتباطا وثيقا بالعرض والطلب، إلا أن الموجه الحادة في الارتفاع تعود إلى الوضع السياسي.
وتأتي تصريحات النعيمي في ظل الارتفاع المتصاعد لأسعار النفط الذي من المتوقع أن يلامس حاجز 90 دولارا, وتطورات جديدة بشأن عودة الإكوادور بعد غياب دام نحو 15 عاما وانضمام جديد لأنجولا.
وتسعى "أوبك" لتهدئة المخاوف من تدني العرض النفطي وضمان إمدادات النفط الخام لكل المستهلكين بأسعار معقولة.
ويرى خبراء نفط أن قارة إفريقيا أصبحت الوافد الجديد في عالم النفط وأسهمت الأسعار المرتفعة وتوافر التقنية الحديثة في البحث عن الذهب الأسود في كل مكان في القارة، وخاصة قرب السواحل. السودان، أنجولا، تشاد، وليبيا، وتوالت الاكتشافات البترولية فيها.
وتبرز من هذه الأسماء منطقة خليج غينيا من خلال الاحتياطي الضخم (60 مليار برميل) وسط توقعات من شركة توتال الفرنسية بأن يبلغ حجم الإنتاج اليومي هناك حتى عام 2010 أكثر من مليون برميل يوميا، الأمر الذي جعل الشركات البترولية الأخرى مثل شل وموبيل وشيفرون تكساكو تخطط لاستثمار المليارات في المنطقة. يبلغ حجم الاحتياطيات النفطية المؤكدة في الإكوادور في مطلع هذا العام نحو 4.5 مليار برميل، وذلك وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية في آخر تقرير لها عن الإكوادور نشرته في آذار (مارس) الماضي، وهو ما يضع الإكوادور في المرتبة الثالثة من ناحية الاحتياطيات النفطية في أمريكا الجنوبية.
ويتركز معظم الاحتياطي في شمال شرقي البلاد، وأكبر حقل يطلق عليه شوشوفيند إذ ينتج نحو 9 في المائة من إنتاج إكوادور النفطي. وتنتج إكوادور نوعين من النفط: الأول "أورينتي"، الذي يعد خاما ثقيلا تبلغ درجته 19 وفق مقياس معهد البترول الأمريكي وبمحتوى كبريتي يبلغ 2 في المائة. وهناك أيضا خام "نابو"، ويعد من النوعية الوسيطة بدرجة 29 وفق مقياس معهد البترول وبمحتوى كبريتي يبلغ 1 في المائة.
ومع أن الإنتاج سجل تصاعدا في السنوات الأخيرة وبمقدار الثلث بين عامي 2001 و2005، إلا أن هناك إمكانيات لتحقيق معدلات جديدة خاصة في حقل أشبنقو-تابوكوشا - تيبوتيني، الذي يوجد في منطقة الأمازون ويعتقد أن فيه احتياطيا يراوح بين 900 مليون إلى 1.3 مليار برميل ويمكنه من إنتاج 190 ألف برميل يوميا من مختلف أنواع النفط التي تتباين في جودتها ومحتواها الكبريتي.
ومن المقرر أن تحتضن الرياض القمة الثالثة لمنظمة الدول المصدرة للبترول الأوبك في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله. وسيعقد وزراء النفط اجتماعا تحضيريا في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لإعداد جدول أعمال القمة.
وستبحث القمة جهود منظمة الأوبك في استقرار أسواق النفط العالمية ودور صندوق الأوبك كواجهة إنسانية للمنظمة لما يقدمه من دعم للدول الفقيرة.
يذكر أن القمة الأولى لمنظمة الدول المصدرة للبترول الأوبك عقدت في الجزائر واستضافت فنزويلا القمة الثانية في عام 2000، وتلتئم القمة عادة كل خمسة أعوام لكن الظروف السياسية قد تحول دون عقدها في موعدها أحيانا.