القائدة المبدعة تغير بيئة العمل جذريا وتحفز الابتكار والإنتاج لدى الموظفات
القائدة المبدعة تغير بيئة العمل جذريا وتحفز الابتكار والإنتاج لدى الموظفات
تفتقد الكثير من الأقسام النسائية القيادات المبدعة المتميزة في مجال التخطيط والتطوير في الوقت الذي تخلط فيه العاملات بين مفاهيم القيادة والإدارة، ويعتقدن أن كليهما يؤدي الدور ذاته، رغم أن الدراسات الإدارية الحديثة تؤكد ضرورة وجود قائدة في بيئة العمل مهامها أشمل وأوسع من مهام المديرة بل لابد من توفير قيادة إدارية بمميزات إبداعية خاصة للنهوض ببيئة العمل وتحقيق مستقبل أفضل للمؤسسة والعاملات فيها. توضح الدكتورة ابتسام خالد سلامة أستاذ مساعد في الإدارة والتخطيط التربوي في الجمعية السعودية للإدارة أن إكساب الموظفات في القيادات الإدارية العليا والمديرات والمرشحات لشغل وظائف قيادية في منظمات العمل سواء الحكومية أو القطاع الخاص مهارات القيادة الإبداعية المتميزة مطلب ضروري للنهوض ببيئة العمل النسائية لإحداث التغير الجذري وتحسين أداء هذه المؤسسات وذلك من خلال تعريفهن بمفهوم القيادة الإدارية الإبداعية المتميزة وأساليب ممارستها و وسائل التأثير في الموظفات.
مميزات القائدة في العمل
وتبين سلامة أن القائدة في العمل لها مميزات مختلفة منها القدرة على التحكم في التوتر الديناميكي و إدارة مشاعر الانزعاج والقلق عند الآخرين ونفورهم من المخاطرة من خلال إشعارهم بالطمأنينة المستمرة في أوقات الاضطراب والتغيير المنذر بالخطر،إضافة إلى مقدرتها على تعزيز تآزر الجماعة، و تطبيق وتشجيع الكفاءة وإدارة الانتباه والثقة بالنفس واستخدام التكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإمكاناتها.
دور القائدة مختلف
وتعرف سلامة القائد في العمل قائلة " إنه الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر في سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة موضحة أن أهمية القيادة في المؤسسات والأقسام النسائية ذات أهمية لأنها حلقة الوصل بين العاملات وبين خطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية ولتدعيم القوى الإيجابية في المؤسسة وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان.
وتتابع الأستاذ المساعد أن القيادة في أي مؤسسة متطلب مهم لأنه يسهم في السيطرة على مشكلات العمل وحلها وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء وتنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم أهم مورد للمؤسسة كما أن العاملات يتخذن من القيادة قدوة لهن مشيرة إلى أن القيادة الإبداعية تعمل كذلك على مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة كما تسهل تحقيق أهداف المؤسسة.
مهام القائدة الإبداعية
وتقسم الدكتورة سلامة مهام القائدة الإبداعية في العمل إلى عدة مهام وهي التغير الجذري في بيئة العمل حيث تبدأ بوضع رؤية مستقبلية للصورة الاشمل للمنظمة وبيئتها من خلال رؤية شاملة عن وضع المؤسسة في السنوات الخمس المقبلة إداريا وفنيا وماليا من حيث الموارد البشرية كما وكيفا وتحديد المخرجات التي تحتاج إليها المنظمة وكيفية تحسين وزيادة الجودة كما لابد للقائدة في هذه المرحلة من تحديد البرامج والخطط ومجالات التميز والإنجازات المستهدفة.
وثاني المهام التي يجب أن تتولاها القائدة هي تصميم رسالة المنظمة وزراعة الابتكار قيما واتجاهات وسلوكيات ضمن ثقافة المنظمة وتعهد هذه السلوكيات بالتمكن والحفز والتعزيز الإيجابي وتحفيز العاملات بلوغ المستويات الأعلى من الابتكار والإنتاج وتضيف أن على القائدة التطوير من قدرات العاملات وأن تثير من دوافعهم للتنافس الإيجابي والتفكير الإبداعي مشددة على أن تكون رؤيتها وانتقاداتها هادفة للتحسين المستمر وتنفيذ برامج التغيير من خلال الإبداع.
ومن المهام بحسب المدربة الإدارية التعامل الكفء مع تكنولوجيا المعلومات وما تنتجه بمصادرها المختلفة من معلومات فتصنف وتحلل وتنتقي وتربط وتستنتج وتسعى لتوظيف خيالها مع تلك التكنولوجيا في إعادة هندسة العمليات وتطوير الأداء ونقل المعلومات والمعارف والمهارات لمرؤوسيها.
ومن مهامها تبني المداخل الإدارية المعاصرة لتعزيز تنافس المنظمة مع المنظمات الأخرى مثل ( إدارة الجودة الشاملة،إعادة هندسة العمليات ،الهدف الخلاق ).
وتستطرد سلامة بحديثها عن مهام القائدة في العمل قائلة " الإدارة باتجاهات وطرق إبداعية مهمة أخرى تتمثل بالمبادأة بالتفكير الإبداعي والمخاطرة المحسوبة ، التمكين الفاعل للعاملين ، استثمار الوقت والجهد في تدريب ونصح ودعم العاملات ، الانفتاح على ما يحدث من تطورات عالمية في الأساليب والطرق والممارسات الإدارية إضافة إلى اقتراح تصور عملي لأهم الاحتياجات والبرامج التدريبية لتحويل المديرات إلى قائدات مبدعات وتشجيع الإبداع الجماعي.
الاكتشاف ميزة أخرى
تؤكد الأستاذ المساعد في الإدارة والتخطيط التربوي، أن القادة الإبداعيين لا يرضون فقط بإعادة ترتيب الهياكل الموجودة ولكن يحفزهم السعي المستمر من اجل إيجاد طريقة أفضل لأن نمط القيادة الإبداعية هو الاكتشاف وتجديد النفس وتأثيرهما يسهم في تحقيق المصلحة الأعم ويرفع وعي العاملين في المنظمة ككل ويتميزون بسمات مثل المثابرة، المرح ، المبادرة ، الطرافة والغرابة ، الحساسية للمشكلات. وبينت أن خصائص الإبداع في العمل القيادي تتطلب الانفتاح نحو التغيير والتعرف على المشكلات والقضايا الداخلية ، القدرة على التحكم في البيئة التي يعيش فيها ، الثقة في قدرة غيره على الإنجاز وتحمل المسؤولية واحترام خياراتهم وتقدير إنجازاتهم ، الاندفاع نحو التعلم واستخدام الثقافة وأخيرا التوجه نحو المستقبل دائما.
الفروق بين القائدة والمديرة
وفرقت بين دور القائد في العمل والمدير قائلة " إن القائد له مهام توجيه وتنسيق النشاطات المناسبة للمهمة لأنه يمتلك مهارات قيادية وإدارية ضرورية للمنظمة، هذا إلى جانب اهتمام القائد بالكليات واختيار العمل الصحيح ويركز على العاطفة.
أما المدير فهو يقوم بدور محدد ضمن هيكل منظم له سلطة رسمية ويركز على أربع عمليات إدارية هي التخطيط ن التنظيم، التوجيه والإشراف، الرقابة ويهتم بالجزئيات والتفاصيل واختيار الطريقة الصحيحة للعمل وينطلق من المنطق. وأشارت إلى أن كلاهما يعنى بتحديد الهدف وخلق الجو المناسب في العمل والتأكد من إنجاز المطلوب وفق معايير وأسس معينة.