عالم الفضاء الرياضي.. فشل تجربة الزعيم ونجاح نسبي للعالمي

عالم الفضاء الرياضي.. فشل تجربة الزعيم ونجاح نسبي للعالمي

استبشر الشارع الرياضي السعودي خيرا بفتح المجال لبث القنوات الرياضية التابعة للأندية المحلية، والجمهور المتابع المتحمس لهذه الفكرة عقد الآمال الكثيرة على هذه النوعية من القنوات بالتعويض عن النقص الحاصل في القنوات الرسمية من أخبار وتغطيات للنادي الذي يحبه أو في نقل مبارياته والانتهاء من معاناة الاشتراك في القنوات المشفرة التي أرهقت الكثير.
حتى الآن بدأ البث في قناتين كما هو معرف، قناة "الزعيم" لنادي الهلال وتبث من القاهرة، وقناة "العالمي" لنادي النصر وتبث من عمَّان، في البداية كان الكثير من المتابعين يتوقعون مشاهدة محترفة تبث المباريات الخاصة بالنادي، التقارير الخاصة، المقابلات مع القائمين في النادي من أعضاء شرف، ومع اللاعبين، كل هذه التوقعات بناها الجمهور بسبب ما كان يسمعه من الآخرين أو ما يقرأه من أخبار في الصحف والمنتديات الإلكترونية.
بعد إطلاق البث أصيب الكثير بصدمة كبيرة وخيبة أمل خاصة المتابعين لقناة الزعيم، فلم يروا ما كانوا يريدونه أو ما كانوا يأملون مشاهدته في هذه القناة، فبدلا من بث أخبار الزعيم لمحبيه وعشاقه، أصبحت قناة دردشة وتعارف، تسعى للربح المادي فقط من خلال القناة، وفي بعض الأحيان تبث في أوقات قليلة جدا ومحدودة أهداف النادي في مبارياته السابقة ضد بعض الأندية، وهو الأمر الذي جعل عشاق الزعيم يحاولون من خلال المنتديات الإلكترونية التي تعد المتنفس الوحيد لجماهير الأندية تغيير محتوى القناة وجعلها قناة تبث بشكل محترف مثل قنوات الأندية العالمية كبرشلونة وريال مدريد الإسبانيين وأي سي ميلان الإيطالي.
ما صدم جماهير الزعيم قبل عدة أشهر تصريح محمد البجيدي المسؤول عن القناة في إحدى الصحف بقوله "هي قناة استثمارية لنادي الهلال، وليست إعلامية، تساعد على تمويل نادي الهلال من خلال رسائل الجوال"، والآن خرج لنا رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل قبل فترة يعلن فيها إغلاق القناة وإعادة صياغتها من جديد، وهذا ما دل بشكل قاطع أن نادي الهلال فشل في الوصول إلى ما كان يأمل إليه من خلال هذه القناة الفضائية.
أما قناة العالمي فكانت سلبياتها أخف وطأة من سابقتها، في بدايتها بثت برنامجا عن تاريخ النصر العريق، وتبث الآن تدريبات النادي وتغطي معسكرات النادي وتقدم عدة برامج منها "الطب الرياضي"، كما قدمت في شهر رمضان برنامجا باسم "إفطار مع نجم"، ما جعل الجماهير الرياضية تستبشر خيرا لمستقبل القناة، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لبعض المتابعين الذين عتبوا على بعض النقاط، مثل بث القناة على مدار اليوم أهداف النادي خلال فترات السبعينيات والثمانينيات إضافة إلى بعض أهداف نجوم الفريق في الوقت الحالي، وكذلك إعادة عرض بعض المباريات بشكل ممل، مما أدى إلى استياء المشاهدين كما أن المتابع للقناة يقول "إن النادي لديه تاريخ ومباريات كثيرة، وليسوا مجبرين على تكرار مباراة واحدة بشكل متكرر وممل".
القائمون على إدارة القناتين والقنوات التي ستبث في المستقبل القريب بإمكانهم تحقيق الربح الوفير من خلال بث القنوات لبرامجها، إضافة إلى استغلالهم بث مباريات فرقهم في الدوري السعودي. وهناك محترفون يمكن الاستعانة بهم لإنقاذ القنوات الرياضية من فشلها، ولديهم القدرة على انتشالها من الحضيض إذا توافرت القدرات المادية، وإذا كانت الأندية عاجزة عن فعل هذا، فليشاهدوا ما تبثه قنوات الأندية الأوروبية.
نتمنى من المقبلين على الدخول في عالم الفضاء الرياضي من الأندية السعودية أن يخططوا بشكل سليم لقنواتهم، وأن يستفيدوا من تجربة قناة الزعيم التي حكم عليها الكثير بالفشل، وقناة العالمي التي حققت نجاحا نسبيا حسبما قال المحايدون من الجهتين.

الأكثر قراءة