سوق الإبل في وادي الدواسر.. كنز مهمل

سوق الإبل في وادي الدواسر.. كنز مهمل

تعيش سوق بيع وشراء الإبل في وادي الدواسر والتي تعد من أكبر الأسواق في المملكة من حيث مساحتها حيث تبلغ مليون متر مربع والصفقات التي تعقد على أرضها، حالة من الركود في عمليات البيع والشراء اليومية على غير المعتاد هذه الأيام، وأرجع متعاملون في السوق هذا الركود إلى أسباب مؤقتة منها النفوق الذي قضى على عدد كبير من الإبل في وادي الدواسر أخيرا، كذلك تأجيل مهرجان مزايين إبل الدواسر، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.
"الاقتصادية" تجولت في السوق لترصد الأعداد الكبيرة من الإبل في أحواش عشوائية غير منظمة، حيث لا يعلم القادم إلى السوق أين مدخل السوق من مخرجها، ما يعني أن السوق تحتاج إلى الكثير من التنظيم والاهتمام، حيث تفتقد السوق إلى الكثير من مقومات السلامة، إضافة إلى عشوائية الأحواش التي تحتضن الإبل المعروضة للبيع، كذلك وضح سيطرة العمالة الوافدة خاصة من الجنسية الإفريقية والذين يشكلون السواد الأعظم في عمليات إدارة السوق من خلال البيع والشراء.
وطالب المتعاملون بالسوق الجهات المعنية بالإشراف على السوق وتلمس احتياجاتها من خلال إعادة تنظيم الأحواش وعمليات النظافة ومقومات السلامة لتليق بسوق كبرى كسوق وادي الدواسر لبيع وشراء الإبل خاصة أنه يفد إليها تجار من مختلف المناطق السعودية، إضافة إلى تجار من دول الخليج والدول العربية المجاورة.
ويقول ضيف مسفر آل ربيع أحد كبار التجار في السوق، إن الحركة التجارية في السوق تبدأ منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس من اليوم نفسه، حيث يباع في السوق أنواع كثيرة ومختلفة من الإبل، ومن ثم يتم تسويقها في الأسواق المحلية الأخرى في الرياض، القصيم، نجران، شرورة، بيشة، والأحساء، بل ربما تجاوز ذلك إلى الدول الخليجية المجاورة.
وبين آل ربيع أن موقع محافظة وادي الدواسر أعطى ميزة للسوق، حيث أنها تتوسط عددا من المناطق الرعوية التي تضم مئات الآلاف بل الملايين من الإبل وكذلك الاهتمام الأزلي من أبناء المحافظة بتربيتها وتحسين سلالتها. وقال إن هناك تجار إبل يأتون من بعض الدول العربية للسوق ليشتروا بأنفسهم ما يناسبهم من أصناف الإبل.
وعن أسعار الإبل في السوق قال آل ربيع إن هناك عدة أصناف من الإبل فمنها المزايين وهي التي تحظى بصفات جمالية فائقة معروفة عند أصحاب الصنف وهذه الحديث عنها يكون بمئات الألوف بل قد تصل إلى الملايين وقد بيع منها في وادي الدواسر، ومنها الفحل "مشعوفان" لمالكه عبد الله الفصام والحاصل على جائزة المركز الأول على مستوى الجزيرة العربية والذي تجاوزت قيمته 12 مليون ريال، والناقة "الشيخة" والتي تجاوزت قيمتها 18 مليون ريال وتعود ملكيتها الآن للشيخ محمد بن بطي من الإمارات، وقد بيعت قبل أيام حوارة لم يتجاوز عمرها شهرا واحدا بمبلغ 200 ألف ريال، أما سائر الإبل ومنها الخلفات التي تتراوح أثمانها ما بين ثمانية آلاف و30 ألف ريال حسب سنها ولونها وكمية اللبن التي تدرها، ومنها المعاشير وهي التي ليس بها لبن والتي تقل عن الخلفات في القيمة، وكذلك حشوان المقصب وهي ما خصصت للذبح.
من جانبه، ضم محمد سييف القعيط أحد تجار الإبل في السوق صوته إلى صوت آل ربيع من حيث أهمية السوق والحركة التجارية الضخمة فيه، مشيرا إلى أن السوق يستقبل كافة أنواع الإبل إلا أن المجاهيم "ذات اللون الأسود" تحتل السواد الأعظم في السوق.
وقال إن مواسم البيع والشراء بالنسبة للمزايين فهي مستمرة طوال العام، وكذلك الحشو والبكار، أما الخلفات فيكثر بيعها مع توالد الإبل مع بداية فصل الشتاء.
وتحدث ناصر آل ربيع عن صفات الإبل المزايين التي تدخل عادة في المسابقات وتحظى باهتمام خاص جعل التجار يتوافدون إلى هذا السوق للبحث عنها، حيث أكد أن الجميع يتفق على المواصفات الفائقة للإبل المزايين وهي كثيرة من أهمها الناقة النوال الظهير، والرقبة مارق المرتفعة، والسنام المنفهق، والغارب السناد، والآذان الحداد، والعرنون القائم، والإسبال الضافية، والخدة العريضة مع زين الأعضاء وكبير الخفاف للمجاهيم والفقار العريض، مبينا أن أصحاب الصنف يعرفون الحيران منذ ولادتها فيشترون الناقة من أجل حوارها.
وأضاف "أما عن حركة البيع والشراء في هذا الوقت فلقد قمت بزيارة عدد من الأسواق المحلية والخليجية ولم أجد ما يضاهي سوق وادي الدواسر سوى سوق الجنادرية لا من حيث الحجم ولا من حيث حركة البيع والشراء وهي بحق من أكبر أسواق الشرق الأوسط في بيع وشراء الجمال رغم التغطية الإعلامية غير المرضية".
وعن رؤيته المستقبلية لهذه السوق قال: "رؤية خير إن شاء الله فالإبل لها أهلها وعشاقها حتى أن بعض أبناء البادية يشتري ويقدم ما تحتاج إليه نياقه على ما يحتاج إليه أبناؤه وما دام الأمر كذلك مع الدعم والتشجيع من قبل حكومتنا الرشيدة فستبقى هذه السوق وأمثالها عامرة برموز الحياة والأصالة العربية في بلادنا سائلا الله أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها".

الأكثر قراءة