اليوم انطلاق أول رحلة مأهولة لطائرة إيرباص A380 العملاقة

اليوم انطلاق أول رحلة مأهولة لطائرة إيرباص A380 العملاقة

تنظم أول رحلة تجارية تقوم بها أكبر طائرة ركاب في العالم، إيرباص أيه 380 Airbus A، بتحقيق وعد رجل ثري لوالده البالغ من العمر 91 عاماً، وتتمنى لطالب في الجامعة عيد ميلاد سعيداً. الطائرة مجهزة بأكثر الغرف رفاهية شهدتها طائرة نفاثة، ستقوم رحلة الخطوط الجوية السنغافورية رقم إس كيو 380 بالطيران مسافة 3900 ميل من سنغافورة إلى سيدني حاملة ركاباً يتراوحون بين رجال أعمال، وطلبة في الجامعة، ومتحمسين للطيران. وقد عرضت معظم الأماكن على الطائرة التي تضم 471 مقعداً مقسمة على طابقين، في مزاد علني للأعمال الخيرية على موقع إي باي eBay الإلكتروني للمزادات، وجمعت أكثر من 1.25 مليون دولار. ويقول رجل الأعمال السنغافوري وليام ليونج، الذي وعد والده، ليونج لو تيك، البالغ من العمر 91 عاماً، بأنه سوف يكون على متن أول رحلة لطائرة أيه 380: "عندما كنا صغاراً، مررنا بصعوبات جمة، وكان على والدي أن يعمل عملاً إضافياً شاقاً لكي يعولنا ويرسلنا إلى المدارس".
وأضاف ليونج في مقابلة قبل أن تحمل الرحلة التي سوف تستغرق سبع ساعات، 12 مسافراً في الدرجة الأولى ضمن أجنحة مغلقة تطلق عليها شركة الطيران "درجة تتجاوز الدرجة الأولى"،: "لقد اعتنى بنا حينئذ، والآن جاء دورنا لنعتني به".
يعد كل جناح منها بالخصوصية التامة- ابتكرها مصمم يخوت الرفاهية الفرنسي، جان جاك كوستي- ومجهز بمقاعد جلدية، وسرير، وطاولة، وشاشة تلفزيونية حجمها 23 بوصة، إضافة إلى وصلات للكمبيوتر المحمول ونطاق من برمجيات المكتب. ذهل ليونج تحديداً بالأبواب المنزلقة للجناح – "عندما أشخر، فلن يزعج شخيري جيراني". دفع ليونج 60 ألف دولار لحجز ثمانية مقاعد، بما فيها ثلاثة أجنحة لوالده، ولأخيه الأكبر، ولنفسه، فضلاً عن أربعة مقاعد في درجة رجال الأعمال والدرجة السياحية لأقارب آخرين. يمكن ضم جناحين معاً لتوفير سرير مزدوج وذلك برفع لوح فاصل تحت إضاءة خافتة، رغم أن الرئيس التنفيذي للشركة الناقلة أشار إلى ضرورة عدم المبالغة في التصرفات على ارتفاع مئات الآلاف من الأميال والبقاء ضمن الحدود المنطقية. وقال تشو تشون سينج في تولوز في فرنسا الأسبوع الماضي عندما سلمت إيرباص الطائرة إلى الخطوط السنغافورية: "لا أشجع استخدام الأجنحة لأي شيء آخر سوى الراحة والنوم". وسوف يتم تسليم 18 طائرة أخرى من نوع أيه 380 خلال السنوات الأربع المقبلة.
تضم طائرة الخطوط الجوية السنغافورية 399 مقعداً في الدرجة السياحية موزعة على الطابقين، ويوجد في الطابق العلوي 60 مقعداً لدرجة رجال الأعمال يمكن تحويلها إلى أسرة منبسطة لتستوعب شخصاً بالغا وطفلا براحة تامة. يبدو الأمر بعيداً جداً عن أول رحلة قام بها ليونج الأكبر في عام 1960- استغرقت سبع ساعات على طائرة بأربع مراوح من سنغافورة إلى هونج كونج – وهي رحلة تستغرق اليوم أقل من أربع ساعات. قال ليونج الأكبر، وهو يقلد المراوح الدوارة بيديه: "لقد كانت تلك الرحلة حافلة بالمطبات الهوائية". وأضاف: "إن الطائرة مستقرة للغاية حالياً، وأقل ضوضاء، وأكبر بكثير، وأكثر راحة". تقول إيرباص أن طائرة أيه 380، التي تعمل بأربعة محركات من نوع رولز رويس ترينت، سوف تكون طائرة الركاب الأهدأ والأكثر كفاءة في استهلاك الوقود التي تم إنتاجها على الإطلاق. لقد حول ليونج، وهو مهاجر صيني، عمله لتصليح الساعات إلى شركة تصدير واستيراد بعدة مليارات من الدولارات يديرها ألان ابنه وليام. ووعد الابن بأن يكون والده على متن طائرة أيه 380 وذلك قبل ثلاث سنوات، لكن إيرباص أخرت التسليم نحو سنتين. ويقول كل من ليونج والخطوط السنغافورية إن ذلك كان يستحق الانتظار.
لم تكن عائلة ليونج من دفع أعلى عرض ثمناً للمقاعد. فقد ذهب هذا المركز إلى جوليان هايوارد، وهو بريطاني يبلغ من العمر 39 عاماً ومقره في سيدني، حيث دفع 100 ألف دولار لقاء جناحين لرحلة باتجاه واحد تبلغ تكلفة الرحلة ذهاباً وإياباً إلى سيدني على طائرة أيه 380 نحو 7 آلاف دولار، ما يقارب 25 في المائة أكثر من أجرة الدرجة الأولى العادية على الخطوط السنغافورية. وفي الدرجة السياحية، سوف يحتفل فرانسيس وو بعيد ميلاده الثاني والعشرين بتاريخ 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وهو اليوم نفسه الذي تقلع فيه الرحلة.أما وو، فهو طالب في كلية سيتي في سان فرانسيسكو، ويجمع نماذج الطائرات، واعتاد أن يمضي الساعات وهو يراقب الطائرات تهبط وتقلع في بلده الأصلي هونج كونج. قال وو، الذي دفع والده مبلغ 1250 دولاراً أجرة المقعد: "أعتقد أنني سأحظى بعيد ميلاد لا ينسى لأنها المرة الأولى التي يحتفل فيها معي عدد كبير من الأشخاص. إنني متأثر للغاية". تقول الخطوط الجوية السنغافورية إن إيرباص اختارتها كأول زبون لطائرة أيه 380 بسبب سمعتها العالمية. ودفع الاسترالي توني إيلوود، الذي يملك شركة معدات بناء مقرها بيرث، مبلغ 50 ألف دولار لجناحين باتجاه واحد لزوجته جولي ولنفسه. قال إيلوود إن سمعة شركة الطيران كانت مصدر الجذب بالنسبة له. وقال عبر مقابلة هاتفية: "أعتقد أنها لو كانت شركة طيران أمريكية لما كنا ذهبنا". إلى جانب ذلك، أضاف قائلاً: "أرغب في لقاء أشخاص آخرين على درجة كافية من السخافة بحيث يدفعون المبلغ الذي دفعناه".

الأكثر قراءة