الطريق بات مفتوحا أمام النفط لبلوغ 100 دولار قبل نهاية عام 2007

الطريق بات مفتوحا أمام النفط لبلوغ 100 دولار قبل نهاية عام 2007

الطريق بات مفتوحا أمام النفط لبلوغ 100 دولار قبل نهاية عام 2007

مع تخطي سعر برميل النفط 90 دولارا الأسبوع الماضي ولأول مرة في التاريخ، أصبح الطريق مفتوحا لاحتمال تصاعد السعر بصورة مستمرة، وبالتالي لم يعد سعر 100 دولار للبرميل أمرا مستبعدا، كما كان الأمر عليه قبل فترة من الزمن.
لكن يظل السؤال الذي طرح بقوة عندما تجاوز سعر البرميل 80 دولارا يفرض نفسه بصورة واضحة، هل أساسيات السوق تبرر هذا المعدل السعري العالي، أم أن الأمر كله لا يخرج عن كونه حالة من الذعر عبّرت عن نفسها في تصاعد مستمر لسعر البرميل، وهي خطوة تمثل من ناحية أخرى تعويضا عن التراجع في سعر الدولار، عملة تجارة النفط العالمية، الذي فقد نحو 5 في المائة من قيمته مقابل العملات الأخرى خلال فترة الأشهر الثلاثة المنصرمة، لذا فحتى سعر 90 دولارا القياسي لا يصل إلى المرتبة التي بلغها سعر البرميل مطلع ثمانينيات القرن الماضي عند وضع عنصر التضخم في الحسبان.
فأحد الأسباب التي تذكر لتفسير التصاعد الأخير التوتر على الحدود التركية ـ العراقية، وتلويح تركيا بالقيام بعمل عسكري ضد حزب العمال التركي المعارض الذي يتخذ من المناطق الكردية ملجأ له. فمع أن المناطق الشمالية شكلت مصدرا أساسيا للصادرات العراقية، إلا أنها ليست كذلك في الآونة الأخيرة، إذ يبلغ حجم الصادرات العراقية عبر المنافذ التركية في حدود 200 ألف برميل يوميا من متوسط 1.7 مليون برميل يصدرها العراق في الوقت الحالي.
من ناحية أخرى، فإن وضع المخزونات لا يعطي إشارات تبرر هذا الارتفاع. فالمخزونات التجارية من النفط الخام سجلت ارتفاعا في الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من هذا الشهر بنحو 1.8 مليون برميل إلى 321.9 مليون وهو ما يزيد على ما كان يتوقعه المحللون في وول ستريت في أن تكون الزيادة في حدود 800 ألف برميل فقط. المخزونات من البنزين زادت 2.8 مليون إلى 195.8 مليون برميل بينما كان التوقع أن تكون الزيادة في حدود 300 ألف فقط. أما المقطرات فسجلت زيادة مليون برميل إلى 136.3 مليون، علما أن محللي السوق كانوا يتوقعون ألا تتجاوز الزيادة 700 ألف برميل.
وضع المخزونات الأسبوعي هذا الذي أعلنته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يعطي صورة متوازنة للسوق، لكن في المناخ السائد حاليا، فإن حالة التوازن هذه يمكن حسبانها على أساس أنها حالة من الشح التي تؤدي إلى الضغط على هيكل الأسعار نسبة لتزايد الاحتمال بحدوث انقطاع هنا أو هناك، وكل هذا يؤدي إلى رفع نسبة التعرفة المفروضة على الشحنات النفطية، ولهذا تلعب التصريحات الأمريكية والإيرانية بخصوص الملف النووي الإيراني دورها في إشعال حالة القلق في السوق رغم أنه قلق لا يبدو مبررا من ناحية أساسيات العرض والطلب.
سعر البرميل المرتفع هذا سينعكس تلقائيا على فاتورة وقود التدفئة بالنسبة للمستهلكين، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب. والولايات المتحدة فقط يوجد فيها نحو ثمانية ملايين مستهلك يلجأون إلى وقود التدفئة، وبالتالي يصبحون معرضين لدفع فاتورة أكبر هذا العام رغم أن المؤشرات الخاصة بالطقس تشير إلى أن موسم الشتاء سيكون دافئا إلى حد ما، ويزيد بنحو درجتين على متوسط درجة الحرارة التي كانت سائدة خلال فترة العقود الثلاثة الماضية رغم أنها تقل بنحو ثلاث درجات عما كان عليه وضع الطقس خلال العام الماضي.

الأكثر قراءة