بنادق الأطفال البلاستيكية .. مصدر لهو للأطفال ومصدر قلق لذويهم

بنادق الأطفال البلاستيكية .. مصدر لهو للأطفال ومصدر قلق لذويهم

في أي بقعة من بقاع العالم سيكون هذا المشهد عاديا إلا في فلسطين ..
فهذا الفتى حسن مهدي الذي لا يزيد عمره على 12 عاما يسحب زناد لعبة صغيرة على شكل بندقية خلال لعبه مع زميل له في الضفة الغربية المحتلة
في أي مكان في العالم يلعب الأطفال والمراهقون ألعاب الحرب والقتال من خلال الفيديو جيم والبلاي ستيشن وحتى الألعاب الميكانيكية المتقدمة ...
في كل مكان في العالم يطلب الطفل من والده أن يشتري له دبابة أو مدفعا آليا أو طائرة هليوكوبتر .. أما عندما يحدث هذا في فلسطين فإن الأمر يكون مختلفا .. لماذا ؟؟ تقول كايرو عرفات مديرة أمانة الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني إن أكثر ما يقلق هو إقدام جنود الاحتلال على إطلاق الرصاص الحي على الأطفال الذين يحملون البنادق البلاستيكية قائلين إن الأمر اختلط عليهم ولم يعرفوا الفارق بين البندقية اللعبة والبندقية الحقيقية.

يقول حسن مهدي الذي يحمل البندقية البلاستيكية وهي من طراز إم-16، التي تصل لطوله نفسه تقريبا: "اليوم نلعب لعبة الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين.. أنا الجندي." ورغم أن البندقية مصنوعة من البلاستيك فإن شكلها يبدو مقنعا بشكل كبير في هذا المخيم الواقع قرب بلدة الخليل حيث يجول النشطاء الفلسطينيون المسلحون وتخترق المركبات الإسرائيلية المدرعة بين الحين والآخر. ويبدو أن كل صبي يحمل سلاحا زائفا ويقلد الأطفال عمليات إطلاق النار والاعتقالات التي يشهدونها في الشوارع. وتضيف كايرو عرفات: "يرى الأطفال أشخاصا يحملون أسلحة بشكل منتظم وكأنهم يرون شخصا يحمل حقيبة إلى العمل الأمر الذي يدفع الأطفال بتقليد الكبار فيما يفعلون." وتقول جماعات حماية الطفل الفلسطيني إن الأطفال في الأراضي المحتلة الذين يشكلون أكثر من نصف السكان في قطاع غزة والضفة الغربية ينشأون متأثرين بالموت وإراقة الدماء التي يشهدونها في مرحلة مبكرة.
وفي تموز (يوليو) قتلت القوات الإسرائيلية صبيا في الخليل كان يحمل بندقية
بلاستيكية. ويقول والد الصبي أحمد السكافي إن الجنود أطلقوا 30 رصاصة على ابنهما الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما ثم أطلقوا قذيفة صاروخية قبل أن يطلقوا كلابهم عليه. وأظهرت لقطات تلفزيونية أمعاء الصبي وقد تناثرت خارج جثته. ويقول الجيش الإسرائيلي الذي يشرف على مئات من نقاط التفتيش في الضفة الغربية المحتلة إنه ينبغي له حماية المواطنين الإسرائيليين من أي انتحاريين أو نشطاء محتملين
ولا يستطيع المجازفة. وقال في وقت لاحق إن الجنود اعتقدوا خطأ أن البندقية البلاستيكية حقيقية.وتقول والدة السكافي إنها تحاول إثناء أبنائها الآخرين عن اللعب بالمسدسات البلاستيكية خوفا من أن يطلق عليهم جنود إسرائيليون النار. ولكنهم عادة ما يتجاهلونها. وتقول "طيلة حياتهم يرون الأسلحة والدبابات والجثث. هذا هو واقعهم."

الأكثر قراءة