البنوك المركزية الآسيوية تسعى لتهدئة الارتفاع في عملاتها
البنوك المركزية الآسيوية تسعى لتهدئة الارتفاع في عملاتها
اتخذت بنوك مركزية في آسيا أمس خطوات لتهدئة الارتفاع في قيمة عملاتها مع تراجع الدولار إلى مستوى قياسي قبل اجتماع لوزراء مالية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.
وحذر محافظ البنك المركزي في كوريا الجنوبية الأسواق من أن السلطات ستتحرك إذا تطلب الأمر فيما يشتبه متعاملون في العملات الأجنبية في أن البنكين المركزيين في سنغافورة وماليزيا يقومان بشراء الدولار للحد من صعود عملتي بلديهما اللتين وصلت أسعارهما إلى أعلى مستويات لها منذ عشر سنوات.
ونزل الدولار إلى مستوى قياسي أمام سلة عملات رئيسية وأمام اليورو. وصعدت عدة عملات آسيوية بقوة أمام العملة الأمريكية هذا العام بسبب الفوائض التجارية والفوائض في موازين المعاملات الجارية في المنطقة وتدفق أموال الاستثمار.
وارتفعت الروبية الهندية أكثر من 11 في المائة مقابل الدولار منذ بداية العام. غير أن بعض البنوك المركزية الآسيوية تدخلت لشراء الدولار في الأشهر الأخيرة مع وصول عملاتها إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية الآسيوية خشية أن تضر قوة العملة بالصادرات في وقت يتراجع فيه الطلب في الولايات المتحدة.
وأبلغ محافظ بنك كوريا لي سيونج تاي مشرعين خلال مراجعة برلمانية سنوية في
سيئول أن البنك المركزي سيتحرك إذا ارتفع الوون بشكل كبير وإذا دعت الضرورة
رغم أن من الأفضل للسوق أن تحدد بنفسها حركة العملة. وقفز الوون إلى أعلى مستوى مقابل الدولار خلال نحو أسبوعين أمس غير أنه فقد بعض مكاسبه في وقت لاحق بسبب مخاوف من تدخل محتمل من جانب السلطات بشراء الدولار. وجاءت تعليقات لي بعد إغلاق السوق. وصعد الدولار السنغافوري إلى أعلى مستوياته في عشر سنوات إلى 1.4577 مقابل الدولار في أواخر معاملات الخميس فيما ارتفع الرينجت الماليزي إلى أعلى مستوى في 9.5 سنة إلى 3.3585.
من جهة أخرى، قال متعاملون إن الدولار تأرجح قرب مستوى قياسي منخفض مقابل اليورو أوائل التعامل في آسيا أمس، متأثرا سلبا ببيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة وأرباح مخيبة للآمال لثاني أكبر بنك أمريكي الأمر الذي عزز التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قد يخفض أسعار الفائدة في المستقبل.
وسجل بنك أمريكا هبوطا نسبته 32 في المائة في أرباحه الفصلية أمس الأول، بسبب خسائره المتزايدة المتصلة بالائتمان وهو ما أذكى المخاوف أن أزمة الائتمان العالمية لم تقترب بعد من نهايتها. وساعد ذلك مع بيانات تظهر ضعفا مفاجئا في سوق العمل الأمريكية وأنشطة الصناعات التحويلية في إذكاء التكهنات بأن مجلس الاحتياطي
الاتحادي قد يخفض أسعار الفائدة من مستواها الحالي 4.75 في المائة في وقت
لاحق من هذا الشهر.
وتراجع اليورو أثناء التداولات أمس، عن مستواه أواخر التعاملات الأمريكية إلى 1.4287 دولار وما زال مع ذلك قريبا من مستواه القياسي المرتفع 1.4311 دولار الذي سجله في التعاملات الإلكترونية عبر نظام إي بي إس. وكان مؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة عملات رئيسية مستقرا عند 77.588 قريبا من مستواه المنخفض 77.478 الذي سجله أمس الأول. وتراجع الدولار قليلا إلى 115.44 ين بعد هبوطه أمس الأول إلى 115.28 ين أدنى مستوى له منذ أوائل تشرين الأول (أكتوبر).
وانخفضت أسعار الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة أمس، مواصلة خسائرها أمس الأول ومتبعة خطى الأسواق الآسيوية وكانت البنوك وشركات التعدين أكبر الخاسرين. وانخفضت أسهم بنوك إتش إس بي سي، بي إن بي باريبا، ورويال بنك أوف سكتلاند بما بين 0.9 و1.5 في المائة وتراجعت كذلك أسهم ريو تينتو وإكستراتا للتعدين.
وكان من أبرز الخاسرين شركة دبليو بي بي للإعلانات التي انخفض سهمها 4
في المائة بعد إعلان بيانات تجارة مخيبة للآمال. وانخفض مؤشر يورو فرست لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.1 في المائة إلى 1571.1 نقطة وهو أدنى مستوياته منذ الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) وبلغت خسائره حتى الآن هذا الأسبوع 2 في المائة. وما زال المؤشر مرتفعا بنسبة 10 في المائة عن أدنى مستوياته التي سجلها في آب (أغسطس) أثناء أزمة سوق الرهن العقاري الأمريكي التي اجتاحت الأسواق.
وانخفض مؤشر نيكي القياسي 1.7 في المائة ليغلق على أدنى مستوياته في ثلاثة أيام أمس الجمعة بعد أن تضررت شركات مصدرة مثل تي دي كيه من أزمة الائتمان العالمية. وارتفعت أسهم شركة الأدوية كيوا كوجيو بأكثر من 16 في المائة. وقال مقربون من الأمر أن شركة كيرينج هولدينجز تجري محادثات لشراء حصة أغلبية فيها في صفقة قد تتجاوز قيمتها 300 مليار ين (2.61 مليار دولار). وانخفض مؤشر نيكي-225 بنسبة 1.7 في المائة إلى 16814.37 نقطة. ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1.6 في المائة إلى 1591.28 نقطة.