الأيام الأولى للموظفة الجديدة.. تجاهل وعزلة وعدم تقبل زميلاتها لها
تشير دراسة أمريكية نشرت أخيرا إلى أن 80 في المائة من مقدار شعور الموظف بالولاء والانتماء لعمله يتكون خلال الشهر الأول ويزداد عمقا في الأشهر الثلاثة الأولى للعمل، وفي الوقت الذي تمارس فيه الشركات العالمية أنواعا من الأنشطة والفعاليات لترغيب الموظفين وتحبيبهم في العمل تعاني الشركات النسائية نقصا في هذا المجال، فنظرات الاستغراب والعزلة تفرض نفسها على الموظفة الجديدة، ومن المديرات من تجهل أهمية إجراء التعارف بين الموظفات، ويزداد الأمر سوءا في الأقسام النسائية التابعة للشركات والمؤسسات لأن الموظفة الجديدة غالبا ما تكون توظفت عن طريق القسم الرئيسي في الشركة ولا علم للموظفات بوجودها، وهو الأمر الذي يؤدي بها إلى العزلة كما أنه لا يتم تكليفها بأي عمل خلال أول أسبوع وربما لأسابيع مقبلة.
تصف بعض الموظفات لـ "المرأة العاملة" أول فترة عمل لهن بأسوأ الأيام خلال عملهن قائلات إن غالبية الموظفات والمسؤولات يتعمدن الابتعاد عن التعامل مع الموظفة الجديدة، فهي تقابل بالإهمال الدائم مع فرض عزلة مستمرة عليها وأكدن أن على الموظفة أن تكون جريئة وأحيانا عديمة الإحساس لتتمكن من خرق حاجز العزلة التي تفرضها عليها المسؤولات والموظفات اللاتي عملن في القسم من قبلها. من ناحيتها تشير هند الغصن إخصائية العلاج النفسي الإكلينيكي أن اليوم الأول هو أهم يوم في حياة الموظف، لافتة إلى أن بعض الموظفات يتركن العمل بسبب تأثير هذا اليوم على نفسيتهن وعدم اندماجهن فيه، فهو على غرار المرحلة التمهيدية في حياة الطفل، فمثلما نراعي الطفل وندخله المرحلة التمهيدية حتى يعتاد الجو المدرسي ويتواءم معه علينا أن نراعي الموظف في أول أيام عمله ونهيئ الجو لاستقباله مرحلة جديدة من حياته. وتلقى مسؤولية هذا على إدارة شؤون الموظفين التي يجب أن يكون هذا من ضمن أولوياتها وهو استقبال الموظف الجديد وتعريفه بالموظفين وعمل جولة له وحفل تعارف بسيط وغيرها من الأساليب التي تجعله يندمج في جو العمل.
يؤكد صفوق العنزي مدير موارد بشرية في إحدى الشركات أن مفهوم التعامل مع الموظف الجديد غائب لدى الكثير من الشركات ما عدا الكبيرة منها التي تضع في اعتبارها توظيف عدد معين من الموظفين كل سنة كمجموعة واحدة، حيث إن هذا التوجه يعد من البديهيات المتعارف عليها عالميا، ومنها إقامة حفل تعارف بسيط للموظف الجديد في وقت الراحة من العمل وإعطائه فرصة ليعبر عن نفسه أمام الموظفين القدامى، مما يكسر حاجز العزلة الذي يفرضه الموظفون على الموظف الجديد. ويصف المشكلة في الأقسام النسائية بأن المسؤولة أو الموظفات يفاجأن بوجود الموظفة الجديدة التي عينت من قسم الرجال في الغالب، لذا فإنهن يقابلنها عادة باستغراب ودهشة كما أنهن لا يعرفن ماذا يفعلن تجاهها فيفضلن تركها وشأنها، موضحا أن اللوم يقع على إدارة الموارد في تلك الجهة التي يجب عليها إبلاغ الموظفات بوجود موظفة جديدة ستأتي للعمل وتعريفها بالأعمال التي ستكلف بها ومهامها ليكون لديهن استعداد مسبق وعدم تخوف من احتلال تلك الموظفة مكان واحدة منهن إضافة إلى الأنشطة المختلفة التي تقرب بين روح الفريق وتزيل الرهبة من العمل في أول أيام التوظيف.
خبير موارد: على الموظفة ألا تبالغ في تصورها الحالم للوظيفة.
بسخرية يقول محمد الحربي خبير الموارد البشرية إن طريقة معاملة الموظف الجديد لا تعد من الأولويات بالنسبة لكثير من الشركات، فهناك أمور أهم مازالوا يغفلونها ليس من أهمها معاملة الموظف الجديد، معللا ذلك بأن مفهوم تنمية الموارد غير وارد أساسا في الأقسام والإدارات والشركات النسائية التي "تفتقد الأهم وهو تدريب وتأهيل الموظفين الجدد على العمل فهم يفترضون أن الموظف يأتي جاهزا للعمل أو مكتسبا الخبرة من قبل ولا خطة لديهم للتدريب والتأهيل بسبب غياب الشعور بأهمية الموظف وراحته لدى المنشأة، وأن تلك الراحة ستنعكس بطريقة إيجابية على العمل وتزيد من كفاءته وإنتاجه، فالمشكلة تكمن في أن المسؤولات أو المديرات غير مقدرات لأهمية الموظفة نفسها فيوجد ألف غيرها في نظرهن، لذا فإنهن لا يعرن أبجديات الموارد البشرية اعتبارا". وينصح الحربي الموظفات الجديدات بألا يبالغن في رسم صورة إيجابية للعمل في أول يوم وأن يتوقعن أن يجلسن دون أن يكلمهن أحد أو يوكل لهن مهام، وعليهن مقابل ذلك عدم الخجل وعرض المساعدة والسؤال عن التفاصيل الدقيقة للعمل كالسؤال عن مكانهن في العمل أو ما المطلوب منهن على وجه الدقة وغيرها من الأسئلة التي يفترض أن يجاب عنها دون سؤال.