عادل أمام: لم أزر البابا لأخذ موافقته على فيلمي الجديد بل لسؤاله عن استبدال البطل ملابسه الكهنوتية

عادل أمام: لم أزر البابا لأخذ موافقته على فيلمي الجديد بل لسؤاله عن استبدال البطل ملابسه الكهنوتية

استغرب الفنان المصري الشهير عادل إمام إزاء وصف البعض زيارته الأخيرة للبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية بأنها وسيلة للحصول على مباركة البابا لتقديمه دور رجل دين مسيحي في فيلمه الجديد الذي أعلن عنه أخيرا، وأثار الكثير من ردود الأفعال. قال إمام إن زيارته للبابا لم يكن هدفها الحصول على موافقته كما قيل وإنما لمعرفة الرأي في مسألة دينية يقوم عليها الفيلم في الأساس وهي قيام البطل الرئيسي، وهو قس، عقب نجاته من محاولة اغتيال باستبدال ملابسه الكهنوتية واختيار اسم شخص مسلم للهرب من مطارديه.
وأضاف بالقول إن البابا أكد له أن هذا لا يصح في المسيحية حيث لا يمكن للقس أن يخلع ملابس الكهنوت على الإطلاق، وتفاديا للوقوع في تلك الأزمة تقرر أن يكون البطل رجل دين، أي لاهوتي ، وليس قسا وتم هذا بموافقة البابا شنودة الذي أثنى على الحل وأبدى سعادته بالزيارة واللجوء إلى الكنيسة للسؤال.
رفض إمام ما قيل حول تغير مواقفه المعارضة لتدخل المؤسسة الدينية في الفن، مؤكدا أن زيارته للبابا كان سببها حرصه على عدم التدخل في أمور عقائدية خوفا من الخطأ الذي لا يمكن تداركه في مثل تلك الأمور، على حد قوله.
وأضاف أن الفيلم يضم شخصية رجل مسلم يلجأ بالطريقة نفسها لتغيير اسمه إلى اسم مسيحي خوفا من مطاردة الجماعات المتطرفة له وأنه لم يلجأ إلى الأزهر لسؤاله حول تلك القضية لأنه يعرف الدين الإسلامي جيدا بينما ليس له
دراية كافية بالدين المسيحي فتقرر اللجوء للكنيسة كجهة متخصصة.
ولم يتحدد اسم الفيلم بشكل نهائي حتى الآن وإن تردد اسم "حسن ومرقص" ، ويتناول "الجماعات المتطرفة"، التي تطارد كل من يخالفها الرأي سواء كان مسلما أو مسيحيا ، والبطلان في الأحداث يهربان كل بطريقته من هؤلاء "المتطرفين" خوفا من الاغتيال ثم تجمعهما الظروف معا في رحلة الهرب.
علق الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة على هذا الأمر، قائلا إنه يرفض أي موقف يعطي المؤسسة الدينية حق التدخل في الأعمال الفنية وهذا موقفه الثابت لكن تقديره الشخصي لموقف صناع فيلم يضم شخصية قس "في هذا التوقيت
الحرج" مختلف لأنهم بلا شك يتقون شر الأزمات ويحاولون تأمين أنفسهم مقدما.
وأضاف عكاشة بالقول إن الأزمة ليست في الفيلم ولكن في التوقيت، مشيرا إلى أن أي شيء في هذا الوقت متوقع حدوثه حتى لو لسبب تافه "مما يدعونا لعدم تطبيق المقاييس العادية على أصحاب الفيلم ورغم رفضي القاطع لفكرة الحصول
على رأي الكنيسة لكني ألتمس لهم العذر لأن الوقت (ملتبس)".
من جانبه، رفض الكاتب وحيد حامد الفكرة برمتها قائلا إنه لا يتفق مع عادل إمام ويوسف معاطي ، مؤلف الفيلم، في موقفيهما رغم صداقته لهما لأنهما تخطيا الجهة الشرعية الوحيدة وهي الرقابة على المصنفات الفنية وتوجها إلى الكنيسة وكأنهما يرغبان في تكريس سلطة الكنيسة على الأعمال الفنية.
وأضاف حامد بالقول إن ما قاله الأنبا مرقص، الذي يعتبره البعض متحدثا باسم الكنيسة المصرية، حول "عدم وجود مانع من تقديم ممثل مسلم دور قسيس" مسألة محيرة لأن "السينما طوال عمرها تضم ممثلين مسلمين يقدمون أدوار مسيحيين والعكس صحيح".
واعتبر حامد، وهو رفيق درب عادل إمام وكاتب الكثير من أعماله، أن مسألة الحصول على موافقة الكنيسة "خطيرة جدا" وربما تعد تكريسا للطائفية التي يحاول الفن مقاومتها باعتبار أن الفيلم لن يجاز في النهاية إلا عن طريق الرقابة، خاصة أنه فيلم اجتماعي ليست فيه شخصيات دينية كما أن
مجرد ظهور قس في الأحداث لا يعد مبررا للحصول على رأي الكنيسة "وإلا كلما ظهر شيخ فعلينا معرفة رأي الأزهر".
وأضاف أن صناع الفيلم فرضوا على أنفسهم رقابة الكنيسة دون أن يطلب أحد منهم ذلك، موضحا أن رأيه مجرد دفاع عن المهنة وحرية الرأي، "التي يصرخ الكثيرون طيلة سنوات للحصول عليها".

الأكثر قراءة