الحيرة تنتاب عراقيين ينتظرون اللجوء في أمريكا
كان أحمد عباسي يعمل في وقت من الأوقات لدى الحكومة الأمريكية في العراق، ولكنه فر مع أسرته خوفا من التعرض للخطر على أمل طلب اللجوء في الولايات المتحدة.
وبعد عامين أنفق كل مدخراته وما زالت أسرته في الإمارات، وما زال خائفا من العودة إلى
العراق حيث قد يستهدفه المسلحون. ومثل كثير من العراقيين الذين يعانون الوضع نفسه تساوره شكوك بشأن إمكانية الحصول على وضع اللاجئ في الولايات المتحدة.ويأمل كيرك جونسون المستشار الأمريكي السابق في العراق في تغيير ذلك وبدأ حملة من أجل إحضار العراقيين الذين عملوا لدى الحكومة العراقية أو الجيش أو المتعاقدين الأمريكيين إلى الولايات المتحدة. وقال "يحز في نفوسنا جميعا أن كثيرا من العراقيين الذين ساعدونا على العمل هم الآن فارون للنجاة بحياتهم" ووصفهم بأنهم "أكثر فئة تتعرض للمطاردة في العراق". وكان جونسون يعمل في الماضي لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إعادة إعمار بغداد والفلوجة. وفي شباط (فبراير) بدأ في عمل قوائم للعراقيين الذين فروا للدول العربية المجاورة أو داخل العراق. ومن بين 700 شخص على هذه القائمة استقبلت الولايات المتحدة أقل من 10 في المائة. وفر أكثر من مليوني عراقي إلى الدول المجاورة فيما هناك 2.2 مليون نازح داخل العراق وفقا لبيانات الأمم المتحدة. ويتعين على العراقيين
الساعين للجوء في الولايات المتحدة أن يصلوا إلى دولة مجاورة للعراق كي يتقدموا بطلب
الحصول على اللجوء. والخروج من العراق رحلة مكلفة وخطرة. وتظهر بيانات وزارة الخارجية الأمريكية أن 1608 لاجئين عراقيين أعيد توطينهم في الولايات المتحدة في عام 2007. ولكن لا توجد لدى الخارجية الأمريكية أرقام متعلقة بمن كانوا يعملون لدى أمريكيين. وفي الشهر الماضي تعهدت واشنطن بقبول مزيد من الطلبات ودراستها
بصورة أسرع. وتدرس الإدارة الأمريكية زيادة التأشيرات الخاصة السنوية الحالية للعراقيين الذين عملوا لدى أمريكيين. ويبلغ عدد التأشيرات السنوية حاليا 500 تأشيرة. ولكن مناصري اللاجئين يقولون إن العملية التي تمر بها طلبات اللجوء بطيئة جدا وإن التأشيرات الخاصة تستثني كثيرا من الأعمال التي أداها طالبو اللجوء العراقيون. وقال جونسون إن كثيرا من الموظفين السابقين الذين عملوا لدى الولايات المتحدة "كانوا مستهدفين من كل ميليشيا من كل طائفة وعاشوا حيواتهم بسرية على مدى أعوام". وطلب من مؤسستين قانونيتين أمريكيتين المساعدة في القضايا ويعتقد أن ترك اللاجئين العراقيين سيضر بسمعة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بصورة لا يمكن إصلاحها. وأضاف "لن يثق بنا أحد على الإطلاق في هذه المنطقة إذا أدرنا ظهورنا لهم". وكان عباسي (36 عاما)، يتلقى ما بين 600 و1400 دولار شهريا حينما عمل مهندسا فنيا في مجال الكمبيوتر ولكنه قال إن العراقيين والأمريكيين على حد سواء كانوا يعاملونه بارتياب. وأضاف في اتصال من دبي "لم تكن هناك ثقة بنا في الخارج ولا في الداخل وهذا جعل الحياة صعبة للغاية".
وفي نهاية المطاف بعدما علم أن ابن عمه وبعض الجيران قتلوا وبعدما رفض مسؤولون أمريكيون تقديم المعاونة الطبية لابنه الذي أصيب جراء انفجار قنبلة غادر العراق.
وقال "الطريقة التي عاملونا (الأمريكيون) بها كانت مثل معاملة الكلب.. لم يدعمونا.. والآن نسونا ولا يوجد من يرعانا". ويقول مناصرو اللاجئين إن البيت الأبيض تدخل لقبول أعداد كبيرة من اللاجئين من فيتنام في سبعينيات القرن الماضي ومن الاتحاد السوفياتي في
الثمانينيات وبمقدوره فعل الشيء نفسه مع العراقيين. ويقول مسؤولون أمريكيون إن مساعدة العراقيين الذين عملوا لدى الحكومة الأمريكية له "أولوية قصوى". ويحاول المسؤولون تطبيق إجراءات جديدة للتعامل مع الأعداد الكبيرة في إطار إجراءات أمنية عسيرة لدراسة التأشيرات. وامتنعت الخارجية الأمريكية عن التعليق على سبب عدم الإسراع بقبول العراقيين الذين عملوا في وقت من الأوقات لدى الولايات المتحدة. ويشعر اللاجئون بالمرارة. ويقولون إن الأمريكيين استأمنوهم بدرجة كافية كي يعملوا لديهم في بيئة العراق التي تعج بأعمال القتل، ولكنهم لم يستأمنوهم بدرجة تكفي كي يدخلوا الولايات المتحدة.