الصناديق السعودية في آسيا تُحقق أرباحا بين 35 و53% منذ بداية العام

الصناديق السعودية في آسيا تُحقق أرباحا بين 35 و53% منذ بداية العام

الصناديق السعودية في آسيا تُحقق أرباحا بين 35 و53% منذ بداية العام

في بداية شهر رمضان المبارك وعند انتهاء شهر أيلول (سبتمبر) تحديداً نشرنا تقريرا عن أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية وبينا فيه أن مؤشر داو جونز لأسواق الأسهم العالمية يُنبئ من ناحية التحلي الفني بأن أسواق الأسهم مقبلة على موجة من الارتفاع وقد حدث هذا بالفعل حيث حفلت بالكثير من الصعود وهذا انعكس على الصناديق السعودية للأسهم العالمية خلال تشرين الأول (أكتوبر) وتحديداً تلك التي تستثمر في قارة آسيا كما أسهم في هذا التحسن قرار البنك المركزي الأمريكي بخفض الفائدة بنصف نقطة مئوية.

بلغ معدل نمو أرباح الصناديق السعودية للأسهم العالمية مجتمعة قرابة 18.74 في المائة بدفع قوي من الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا وتلك التي تستثمر في الصين والهند، وقد شهدت الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية والأوروبية تحسناً أوصلها إلى مستويات مرتفعة كانت قد حققتها في تموز (يوليو) الماضي وأعتقد أن أداءها هو أفضل لكن لم تتوافر لدينا بيانات أسعار وحدة بعض صناديق البنك العربي.

صناديق الأسهم الأمريكية

من الأحداث المهمة في سوق الأسهم الأمريكية صدور ملخص لاجتماع البنك المركزي الأمريكي المُتمثل في اللجنة المفتوحة والمُنعقد في الثامن عشر من أيلول (سبتمبر) حيث تقرر حينها خفض الفائدة بنصف نقطة، والقارئ المُراقب يعلم ما كان لهذا القرار من تأثير إيجابي في أسواق المال العالمية وتحديداً سوق الأسهم، الجيد في ملخص هذا الاجتماع أن المُتداولين والمُستثمرين و مُديري الصناديق تعرفوا على أن أعضاء اللجنة لديهم قناعة بأن خفض الفائدة الذي تم لن يكون له تأثير سلبي في التضخم.

لذا كان من الطبيعي أن المُتداولين يجنحون إلى التفاؤل ويتوقعون بدافع الأمل أن يقوم البنك المركزي ممثلاً في قبطانه السيد "بين برنانكي" بعمل تخفيض آخر للفائدة ولو بربع نقطة قبل انقضاء العام الحالي، كما أسهمت عوامل أخرى في دفع عجلة صعود السوق أكثر بشكل طفيف ماعدا شركات التكنولوجيا التي أبلت بلاءً حسناً بقيادة شركة "جوجل" وغيرها من الشركات التي أعلنت نتائج جيدة عن أدائها في الربع الثالث.

الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية ارتفعت في بداية تشرين الأول (أكتوبر) ليُصبح متوسط أدائها منذ بداية العام 9.5 في المائة وهو مساو لأعلى مستوى وصلته هذه الصناديق حيث حققت هذا النمو نفسه في تموز (يوليو) الماضي وقد تكون نسبة النمو أعلى من هذا لو كان صندوق البنك العربي معلناً سعر وحدته حيث لا يتوافر في موقع تداول الرسمي إلا سعر وحدة الصندوق حتى نهاية أيلول (سبتمبر) فقط، ويتقدم هذه الصناديق من حيث نسبة الأرباح كل من صندوق الهولندي والأهلي بنسبة أرباح تصل إلى 17.2 و14 في المائة على التوالي.

صناديق الأسهم الأوروبية

على العكس من توجه البنك المركزي الأمريكي نحو خفض الفائدة سيتجه البنك المركزي الأوروبي عاجلاً أو آجلاً نحو رفع سعر الفائدة ليحدّ من التضخم ويكبح نمو اقتصاد دول الاتحاد الأوروبي، وقد تأثرت الشركات الأوروبية العاملة في مجال التكنولوجيا بارتفاع مؤشر "ناسداك". جدير بالذكر أن أسعار أسهم الشركات الأوروبية تُعتبر دون أو قريبة من قيمتها العادلة مما يُحفز المُستثمرين وهي موعودة بالكثير و لولا أزمة الرهن العقاري لكان لها شأن آخر، كما أن ارتفاع اليورو مقابل الدولار سيؤثر في زيادة مبيعاتها خارج منطقة اليورو ويزيد من المنافسة مع مثيلاتها من الشركات الأمريكية داخل المنطقة ذاتها.

عند مقارنة أداء الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية في بداية تشرين الأول (أكتوبر) بأدائها في أيلول (سبتمبر) الماضي نجد أن ارتفاعها رائع حيث ارتفعت من 11.76 في أيلول (سبتمبر) إلى 13.3 في المائة في بداية تشرين الأول (أكتوبر) وأفضلها صندوق الرياض للأسهم الأوروبية الصاعدة بنسبة 18.2 في المائة وقد تراجع أداؤه مقارنة بأيلول (سبتمبر) و يليه صندوق ساب الذي ارتفع من 14.4 في أيلول (سبتمبر) إلى 16.6 حتى الآن.

صناديق الأسهم اليابانية

تُعد مراقبة سوق الأسهم الياباني من الأمور المملة فيبدأ العام الجديد ويقترب من الانتهاء و مؤشره "نيكاي" لم يُحرز الكثير حتى بعض المؤشرات الاقتصادية تُصيبك بالسأم ماعدا بعض مؤشرات تضخم الأسعار التي بدأت تتحسن، لكن مما لا شك فيه أن قرار البنك المركزي الأمريكي بخفض الفائدة أسهم في حدوث صحوة لمؤشر "نيكاي" حيث هو مستمر في الارتفاع منذ خمسة أسابيع على التوالي وهذا أمر لم يحدث خلال العام الحالي على الإطلاق ويُعد هذا الأسبوع الحالي هو مصيري في تحديد مدى قدرة سوق السهم الياباني على الاستمرار في الصعود واشك في استمراره و إن فعلها فإنه يحتاج إلى المراوحة مكانه قبل أن يُكمل صعوده.

تراجع أداء الصناديق السعودية للأسهم اليابانية من 1.07 في المائة حققته في أيلول (سبتمبر) إلى 0.92 في المائة في بداية تشرين الأول (أكتوبر) ويحدث هذا الانخفاض بالرغم من ارتفاع أسواق الأسهم اليابانية كما ذكرت في الفقرة السابقة حيث استمر الارتفاع لمدة خمسة أسابيع وهو أمر ليس بالسهل، وبشكل عام فإن أفضل أداء هو لصندوق سامبا للأسهم اليابانية بنسبة 4.2 في المائة وهي أعلى نسبة أرباح حققها الصندوق خلال هذا العام.

صناديق أسهم جنوب شرق آسيا

دون التشعب في أسواق جنوب شرق آسيا من تايوان إلى اندونيسيا مروراً بكوريا الجنوبية وهونج كونج التي تستضيف عدداً من الشركات الصينية المُدرجة فيها كأمان للمُستثمر الذي لا يُريد دخول سوق الأسهم الصينية مباشرةً نجد أن هذه الأسواق حققت مستويات قياسية جديدة وانعكس أداؤها على معظم الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا حيث وصل معدل أرباح الصناديق السعودية إلى 35.63 في المائة وهو أعلى معدل أرباح منذ بداية العام الحالي بفارق كبير حيث وصلت الأرباح حتى نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 29.98 في المائة.

دائما كنا نمتدح الصناديق السعودية المُستثمرة في جنوب شرق آسيا ولا تُنافسها سوى الصناديق المُستثمرة في الصين كما سنرى، وأفضل الصناديق دائماً ضمن هذه الفئة هو صندوق الرياض الذي حقق 70.1 في المائة من بداية العام وحتى بدايات تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، ويليه صندوق النقاء من البنك السعودي الفرنسي بنسبة أرباح 39.2 في المائة وأقل صندوق ضمن هذه الفئة حقق 18.7 في المائة من البنك الأهلي التجاري.

صناديق أسهم الصين والهند

أحيانا يُعد النجاح نقمة على صاحبه وقد ينطبق هذا على الاقتصاد الصيني الذي أعلن ارتفاع الفائض التجاري لصالحة بنسبة تقترب من 60 في المائة ذلك أنه سيضطر إلى دفع ضريبة هذا النجاح من بوابة التضخم والمواجهة مع الاقتصادات العالمية وتحديداً الغربية منها، يُُدرك ساسة الاقتصاد في الحكومة الصينية أن الاقتراض لإنشاء المشاريع سيذهب بجزء من السيولة إلى سوق الأسهم التي تتعاظم أسعار أسهمها بشكل جنوني لذا تقوم دائما برفع سعر الفائدة حتى تجعل اقتراض المال أمرا مكلفا يُقلل من أرباح الأسهم وبالتالي يقل وهجها.

دائما ما يسبق رفع الفائدة كم هائل من الإشاعات في سوق الأسهم فنراها تهوي خوفاً من مثل هذا القرار وكلنا نتذكر ما حدث في شباط (فبراير) الماضي حيث تأثرت بمثل هذه الإشاعة جميع أسواق الأسهم العالمية، وهذا ما حدث في سوق الأسهم الصينية، لكن لا حياة لمن تُنادي حيث يبدو أن سوق الأسهم الصينية موعودة بمزيد من الارتفاعات الجديدة حتى نهاية العام مما سيزيد السوق جاذبية، لكن سوق الأسهم الهندية يبدو أنها ستُصاب بالإنهاك قريبا وسيبدأ جنيّ الأرباح في هذه السوق بعد أن استمرت في الارتفاع على مدى تسعة أسابيع.

الصناديق السعودية لأسهم الصين والهند ارتفعت في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 53.38 في المائة بعد أن كانت 44.93 في أيلول (سبتمبر) متجاوزة بذلك معدل أرباح الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا بكثير، التي بلغت 36.63 في المائة. ويبدو أن أداء صندوق ازدهار للفرص الصينية من مجموعة سامبا بدأ يخطف الأنظار منذ تقدمه بشكل لافت في أيلول (سبتمبر) حيث حقق 61.92 في المائة بعد أن كان معدل أدائه 33.3 في آب (أغسطس) أي أنه ضاعف نمو أرباحه و ما زال يُحافظ عليه، وقد تقدم أيضاً صندوق الراجحي لأسهم الصين والهند من 26.7 في المائة في أيلول (سبتمبر) إلى 46.6 في المائة ويعود هذا التغير الكبير إلى تأخر الإعلان عن سعر وحدة الصندوق في موقع تداول الرسمي.

الأكثر قراءة