جدل في غانا حول إقامة سد يعرض وحيد القرن للخطر

جدل في غانا حول إقامة سد يعرض وحيد القرن للخطر

حذر مهتمون بالحفاظ على البيئة من أن سدا يكلف 620 مليون دولار تشيده غانا قد يجبر مئات من حيوانات وحيد القرن التي تقيم في موطنها على نهر فولتا الأسود على الانتقال أعلى النهر قرب منبعه حيث قد تصطدم بالفلاحين وربما تتضور جوعا. وبدأت شركة سينو هيدروكوربريشن العمل في مشروع بناء سد لتوليد الكهرباء من المياه في شمال غرب غانا ويستغرق المشروع خمسة أعوام. وستغمر المياه نحو خمس حديقة بوي الوطنية في شمال غرب غانا لتصير مثل خزان ضخم. ويخشى المهتمون بالبيئة ألا يجد وحيد القرن في بوي وهو أحد أكبر تجمع لذا الحيوان في غانا ويعيش على الحشائش على ضفاف النهر طعاما كافيا حين يبدأ غمر
الحديقة مما يجبرها على الانتقال من موطنها. وتراجعت أعداد حيوانات وحيد القرن في غرب إفريقيا ويوجد نحو سبعة آلاف حاليا فقط مقارنة مع 150 ألفا في شرق وجنوب إفريقيا. وقال عالم الأحياء البريطاني دانييل بينيت الذي عمل في غانا بين 1994 و2001 "يزن وحيد القرن نحو طنين. فكرة انه سيكون هناك علف لمثل هذا العدد الكبير مثيرة للضحك".
وأضاف أن حيوانات وحيد القرن يمكن أن تنتقل من خارج الحديقة وينتهي بها الحال في صدام مع مزارعين. وقال "أعتقد أننا ننتظر صراعات ضخمة بين المواطنين ومئات من حيوانات وحيد القرن الجائعة التي تهبط إلى المزارع". ولا يعارض بينيت السد ولكنه يعتقد أنه ينبغي بذل جهد أكبر لمساعدة حيوانات وحيد القرن وغيرها من كائنات الحياة البرية. وسحب تصريح عمله في غانا في عام 2001 وأبلغ أن عمله ليس في الصالح الوطني. ويقول المسؤولون في غانا أن حيوانات وحيد القرن ستعثر على الغذاء في أماكن في الحديقة. وقال كليتوس ناتيج من قسم الحياة البرية في لجنة الغابات " البيئة على طول نهر فولتا الأسود مفيدة للبقاء".

ويعترف خبراء البيئة في بوي بأن الصيادين سيهددون وحيد القرن عند بحثه عن موطنه الجديد. ويفيد تقريرهم أن النباتات والحشائش ستنمو على ضفاف البحيرة وتوفر علفا مناسبا. ويقول بينيت إن نمو النباتات يحتاج إلى أعوام إذا كان سيحدث. ويتساءل بعض النشطاء ليس فقط عن الأثر البيئي للسد في بوي بل عن حكمة بناء سد على نهر يعتمد على الأمطار الموسمية إلى حد كبير. وتعتمد غانا بالفعل على الطاقة المائية لتوليد نحو 60 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء. وأدى ضعف تساقط الأمطار لانقطاع التيار الكهربائي في العام الماضي ووصلت فترات الانقطاع في ذروتها إلى 12 ساعة كل يومين. ويرحب كثير من الغانيين بتطوير بوي وهو أمر قيد المناقشة منذ العشرينيات ويجري تمويل السد بقروض ميسرة من الصين بضمان مبيعات الكاكاو الغاني لبكين. وقال ياو اوبونج رئيس لجنة تنمية بوي الحكومية "سيمد غانا بنحو 400 ميجاوات من الكهرباء. حين تقام البحيرة ستصبح منطقة صيد كبيرة وتصبح مزارا سياحيا وستكون هناك قوارب ويخوت". ومن أجل السد سيترك ألف شخص ديارهم ولكنهم سينتقلون إلى منازل أفضل. وتشيد بالقرب من البحيرة مدينة بوي وهي مدينة صناعية جديدة. وأضاف اوبونج أن تكلفة إدارة السد ستتقلص كثيرا بعد سداد القرض. غير أن كثيرين من النشطاء يشكون في ذلك. ويقول ريتشارد تووم من مؤسسة تنمية حوض فولتا "يبدو أن الطاقة المائية هي الأرخص ولكن إن تضمنت الميزانية التكلفة البيئية والاجتماعية ستجد أن توليد الطاقة من الماء مكلف".

الأكثر قراءة