الأمم المتحدة تحمي الإنسان من نفسه
أطلقت هيئة الأمم المتحدة عددا من البرامج التي من شأنها حماية الإنسان من نفسه، ومنها على سبيل المثال: دعوتها إلى السيطرة على التغير المناخي، والحد من الاستخدام المتنامي للمحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي كبديل عن النفط، وحظر استنساخ البشر. هذه القرارات الصادرة من الأمم المتحدة تنبهنا إلى أن هناك مشكلات كبيرة ستحدث على كوكبنا نحن طرف أساسي في حلها أو تفاقمها.
بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة - بان كي مون - للقارة القطبية الجنوبية، التي تحتوي على نحو 90 في المائة من جليد الكرة الأرضية، دعا إلى التحرك بسرعة من أجل السيطرة على مشكلة التغير المناخي، التي تجتاح العالم. وقد تعهد الأمين العام بجعل مسألة إيجاد حلول لهذه المشكلة - الاحتباس الحراري - من أولويات عمله. يقولون العلماء إن معدّل ذوبان الجليد مرتفع، وهذا يؤثر في الحياة الطبيعية ويمثل تهديداً خطيراً على التنمية في كل مكان. والجدير بالذكر أن قارة القطب الجنوبي أصبحت مطمعا لكثير من دول العالم مثل بريطانيا والأرجنتين وتشيلي والصين بسبب تنبؤات بوجود احتياطيات ضخمة من النفط فيها.
بالنسبة لاستخدام المحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي، فقد قال جين زيكلير خبير في الأمم المتحدة: "إن الاستخدام المتنامي للمحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي كبديل عن البنزين هو جريمة ضد الإنسانية". سيؤدي الإقبال على الوقود الحيوي إلى مزيد من المجاعة في العالم. وساعد النمو في إنتاج الوقود الحيوي على دفع أسعار بعض المحاصيل الزراعية إلى مستويات قياسية. وقد دعا الخبير الأممي في نيويورك إلى حظر هذه الممارسات لمدة خمس سنوات. ويرى الخبير أنه في غضون هذه المدة قد يكون هناك طريقة تقنية تتيح استخدام النفايات الزراعية بدلاً من استخدام المحاصيل الزراعية ذاتها. كذلك عبر صندوق النقد الدولي عن مخاوفه من أن تزايد الاعتماد على الحبوب كمصدر للحصول على الوقود في العالم قد تكون له تداعيات خطيرة على فقراء العالم.
يقول كثير من علماء العالم إن الإقبال غير المدروس بعناية على تحويل المواد الغذائية مثل الذرة والسكر إلى وقود, قد يؤدي إلى كارثة كبيرة على كوكب الأرض. وتعد هذه الممارسات جريمة ضد الإنسانية.
ومن القرارات الأممية الحميدة، حظر استنساخ البشر. فقد نبهت الأمم المتحدة في أحد تقاريرها إلى أنه يجب على المجتمع الدولي حسم موضوع الاستنساخ: إما بتجريم استنساخ البشر وإما الاستعداد لتقبل كائنات بشرية مستنسخة. وقد جاء في تقارير أحد المراكز البحثية التابعة للأمم المتحدة أن حظر استنساخ البشر أفضل الحلول المتاحة والسماح لبعض لدول إجراء أبحاث علاجية (أبحاث خلايا المنشأ) تحت قيود صارمة.
وفي تقارير أخرى خارج أسوار هيئة الأمم المتحدة، ذكرت أنه في حالة الإخفاق في تجريم الاستنساخ، فإننا سندفع الثمن غاليا. لأنه سوف يشاطرنا كوكبنا بشر مستنسخون لهم حقوقهم الإنسانية. والجدير بالذكر أنه لا يوجد ميثاق دولي ملزم يحظر الاستنساخ، علماً أن هناك أكثر من 50 دولة سنت قوانين لحظره.
وأخيراً لماذا نسعى وبخطوات متسارعة إلى تدمير كوكبنا بأنفسنا؟ هل السبب الطمع في موارد مالية عظيمة تضمن لنا البقاء المؤقت، أم هو الخوف من الأمراض المستعصية فنقع في أمراض عضوية وأخلاقية ونفسية أكبر وأشد علينا من سابقتها، أم أن المشكلات السياسية بين الدول سببت أزمات إنسانية مستعصية الحلول؟ لماذا نسعى إلى إغراق السفينة؟