الأسواق والاختناقات المرورية
ما إن دخل هذا الشهر الفضيل والاختناقات في الشوارع والأسواق التجارية في ازدياد غريب ومزعج.
قررت مرافقة العائلة لشراء الاحتياجات الخاصة بالعيد من ملابس وخلافه منذ وقت مبكر"قبل الزحمة" فوجئت بأن الشوارع تكاد تكون متوقفة والمواقف الخاصة بالمجمعات التجارية مملوءة، فقد أمضينا أكثر من ساعة حتى تمكنا من دخول السوق، طبعاً ارتفع الضغط عند الجميع حتى صغار السن وبدأ التأفف والضجر واضحاً على الجميع.
طبعاً لا يشك أحد مطلقا في أن رمضان هو موسم ممتاز لكل الأسواق التجارية وهو سبب الازدحام الرئيسي. ولكن هناك أسباب أخرى مسؤولة عن هذه الاختناقات، وأولها هو سوء التصميم الخاص بالحركة المرورية داخل مواقف الأسواق إضافة إلى عدم تطبيق ما يتم اعتماده من مخططات المشاريع وعدم الالتزام بنتائج التنسيق بين أمانات المدن مع إدارات المرور في ما يتعلق بمداخل ومخارج المجمعات التجارية.
طبعاً هذه المشكلة مشتركة بين المستثمر والبلديات التي تعطى التراخيص فبعض الأحيان تجد عرض المواقف غير كاف لوقوف السيارات وكذلك انعدام انسيابية الحركة المرورية داخل هذه المواقف لكثرة الأرصفة تربك الحركة بدلا من ترتيبها، إضافة إلى كون المداخل والمخارج الرئيسية للأسواق تتعارض مع التقاطعات الرئيسية أو إشارات المرور أو طرق الخدمة إضافة إلى تركز المجمعات والأسواق التجارية في منطقة واحدة.
هذا فيما يخص الجهات المسؤولة، أما السبب الآخر وهو لا يقل أهمية عن الأسباب السابقة فهو عدم وعي المواطن، وقد لاحظت أن تجمعات الشباب غير المنطقية وغير المبررة هي سبب جوهري في زيادة حجم المشكلة بشكل لا يكاد يطاق. شباب لا هم لهم ألا المرور أمام البوابات الرئيسية للمجمعات التجارية دون سبب ودون أي إحساس بالمسؤولية تجاه العائلات التي أنهت تسوقها.
من الأسباب الأولى المذكورة أعلاه عرفنا من المسؤول والحل سهل وميسر ولكن فيما يخص المواطن من المسؤول عن هذه المشكلة؟ وكيف يمكن حلها؟
في اعتقادي أن الحل هو مسؤولية الجميع فكلنا لنا أبناء وإخوان وأقارب في سن المراهقة يجب على الكل تولي مهمة متابعة تصرفاتهم وإحسان تربيتهم وإشغال أوقاتهم بما هو مفيد بدلا من التسكع دون هدف سوى مضايقة بناتنا ونسائنا فهل سيقوم كل منا بواجبه ؟
هذا ما أتمناه ويتمناه الجميع.