مشرفة المصلى تعيد الدور التعليمي والتربوي للمسجد
مشرفة المصلى تعيد الدور التعليمي والتربوي للمسجد
يحرص كثير من النساء في مجتمعنا على أداء صلاة العشاء والتراويح والقيام في المساجد في شهر رمضان المبارك، لرغبتهن في كسب أجر الصلاة مع الجماعة وكذلك الخشوع في الصلاة بعيداً عن الأصوات العالية التي تصدرها أجهزة التلفاز في منازلهن. ومن المؤسف له أن نشاهد في كثير من الأوقات أوضاعاً غير مرضية وممارسات خاطئة في بعض مصليات النساء، مثل انخفاض مستوى النظافة فيها، والتشويش على المصليات بسبب بكاء الأطفال الصغار وإزعاج الأطفال الأكبر سناً، واستخدام الطيب والزينة والعباءات المزينة بالألوان المختلفة، فضلاً عن رنين الهاتف الجوال بنغمات لا تليق بحرمة بيوت الله. ولا تفوتني الإشارة إلى انبعاث الروائح الكريهة من بعض النساء.والخلاف بين بعض المصليات على درجة حرارة المكيف، فالبعض يفضلنها منخفضة والبعض الآخر عالية، ناهيك عن قيام بعض المصليات برفع أصواتهن أثناء الصلاة.
وعملاً بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "، أخرجه البخاري ومسلم، ولإعادة تفعيل الدور التعليمي والتربوي للمسجد في حياة الأسرة، اقترح تعيين مشرفة لمصلى النساء تُعين على وظيفة رسمية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتقوم بالمهام التالية:
- استثمار المصلى لإقامة النشاطات التوعوية للنساء في إطار التعليمات المنظمة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الفترة الزمنية ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر.
- القيام بالتدريس لمحو أمية الكبيرات وتعليمهن مبادئ القراءة والكتابة في الفترة ما بين صلاة الفجر والظهر خاصة في المناطق النائية التي لا تتوافر بها مدارس لتعليم الكبيرات.
- إنشاء مكتبة إلكترونية تشتمل على مواد مسجلة بعدد من اللغات تسهم في التوعية الإسلامية للمواطنات والمقيمات.
- متابعة توزيع الكتيبات والنشرات التوعوية على المصليات وفق الضوابط المنظمة لها.
- استخدام الأساليب التربوية في إرشاد وتوجيه المصليات في حال صدور بعض المخالفات منهن.
- تهيئة البيئة المادية لراحة المصليات، مثل الإشراف على نظافة مصلى النساء والمرافق وسلامة أجهزة التكييف والصوت.
- توفير الحماية والأمن للمصليات من التعرض لسرقة الحقائب والأحذية من ذوات النفوس الضعيفة.
- اتخاذ السبل الكفيلة لجذب الشابات من طالبات المدارس والجامعات في فصل الصيف والاستعداد لاستقبالهما بنشاطات تربوية تعود بالنفع والفائدة عليهن في الدين والدنيا.
- استقبال ودراسة الشكاوى والمقترحات التي ترد إلى المصلى والعمل على تطوير الأداء في ضوئها.
ولتقوم مشرفة المصلى بهذه المهام بكفاءة وفعالية أقترح أن تكون حاصلة على درجة البكالوريوس في الدعوة أو الدراسات الإسلامية أو الشريعة أو أصول الدين، وأن يكون لديها إلمام كاف بعلم نفس الكبار والمراهقين، وعلم نفس الطفولة، إلى جانب توافر مهارات الاتصال الفعال, والكفايات الشخصية مثل التمتع باللياقة البدنية والخلو من الأمراض. إجادة اللغة العربية ولغات أجنبية أخرى.
ومن وجهة نظر ي المتواضعة أن وجود مشرفة المصلى يحقق عدداً من الأهداف والمنافع على المستويين الفردي والمجتمعي، إذ يتم من خلاله توفير فرص عمل جديدة لعدد كبير من بنات الوطن يسهمن في تطوير أوضاع المصليات الحالية وتفعيل رسالة المسجد التعليمية والتربوية.
كلمة أخيرة: لقد كان المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مكاناً للصلاة والقراءة والذكر والتعليم، لذا أحلم بأن أرى مصليات النساء في مجتمعنا تنبض بالحركة والنشاطات التعليمية والتربوية طوال العام، وتعمل بها مشرفات يبدعن في جذب الكبيرات والصغيرات للمسجد، بما يظهرنه من اهتمام وحسن استقبال وتبسم في وجه المصليات، وعدم نهرهن إذا أخطأن. وكل عام والجميع بخير.
[email protected]
أستاذة في الجامعة العربية المفتوحة