موسم الهجرة إلى الإمارات.. والعقليات "الديزلية"!
موسم الهجرة إلى الإمارات.. والعقليات "الديزلية"!
يمثل الشاعر السعودي الثقل الأكبر في منطقة الخليج، كمّاً وكيفاً، ومع ذلك لم تدم الريادة في يومٍ من الأيام للإعلام السعودي بقنواته المختلفة، وبإمكانياته المادية اللا محدودة، ظلت الريادة دائماً للبث القادم من الشرق، فقبل نحو 20 عاما وإلى وقتٍ قريب كانت الريادة للإعلام الكويتي الذي قدم العديد من نجوم الشعر الشعبي من مختلف الدول الخليجية، وكثيراً ما اعتمد في إثارته وتسويقه على الشاعر السعودي الذي كان ولا يزال نجماً ليس بحاجة إلى التلميع والصناعة، أبدعت الصحف الكويتية في تقديم الشاعر الشعبي كنجم، وتبعتها الإذاعة والتلفزيون الكويتي، وبقينا في المملكة العربية السعودية تحت رحمة من لا يفقه في الموروث الشعبي سوى البكاء على أطلال شعراء ما قبل مائة عام، وحتى وقت قريب جداً كان أحد معدي ومقدمي البرامج الشعبية في التلفزيون السعودي لا يفوت حلقة واحدة دون البكاء على بخوت المرية ومويضي البرازية، هذه العقليات "الديزلية" أضرت كثيراً بالشاعر والمشاهد السعودي، لذلك بقي الإعلام الكويتي مسيطراً على المشهد الثقافي الشعبي لفترة طويلة دونما منافسة، نافسته على استحياء وسائل الإعلام القطرية التي كادت لولا قلّة العارفين ببواطن الموروث الشعبي أن تتغلب على الإعلام الكويتي في ريادة تقديم الموروث الخليجي وفي طليعته الشعر الشعبي بالطبع، ظل التنافس بينهما حتى تقدمت الإمارات العربية المتحدة كثيراً في مجال الإعلام بشكل عام، هذا التقدم الذي أجبر الكثير من رؤوس الأموال الإعلامية العربية على الهجرة إلى دبي بعد أن أضناها برد الحاجة القارس في لندن، ولم تنتهي الحكاية عند هذا الحد، بل تعدتها إلى المسابقات الشعرية التي بدأتها قناة أبوظبي التي تعتبر قناة حكومية، فتبعتها قنوات الشعر الفقيرة مادياً وأدبياً، والتي لا نعلم من أين تبث، أو بشكل أوضح لا نعلم من أي جهاز فيديو تشغل برامجها، إلاّ أننا أحصينا حتى هذه اللحظة ما لا يقل عن خمس مسابقات شعر تعتمد اعتماداً كلياً على الـsms ، معظمها سيبث على الهواء مباشرة من الإمارات العربية المتحدة، وهنا وبكل جلاء نستطيع أن نقول إن الريادة انتقلت من الكويت وبعد وقتٍ طويل ومنافسات غير جادة إلى الإمارات، وكما قلنا في بداية المقال، فإن كل هذا التنافس المحموم مادياً، لن يستهدف فيه بشكل كبير سوى المشاهد السعودي والشاعر السعودي الذي لو وجد إعلاماً يبتكر له النجومية، لما شدّ أمتعة خيال وإبداعه إلى أي مكان آخر.