جزر توكيلاو
جزر توكيلاو
توكيلاو هي بلد صغير مكون من ثلاث جزر في المحيط الهادي، يبلغ عدد سكانها ما يقارب 1500 نسمة، وطبقا لوكالة الاستخبارات الأمريكية في قائمتها للدول فإنها تملك أصغر اقتصاد في العالم، وأقرب بلد آخر لها يستغرق يومين عن طريق القارب. في السابق كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل بين سكان هذه الجزر هي جوالات الأقمار الصناعية، ولم يكن فيها سوى 12 حاسبا آليا.
ولكن هذه الدولة استطاعت تفعيل الإنترنت لرفع الناتج الإجمالي المحلي الخاص بها بنسبة 10 في المائة، وذلك ببيع النطاق الخاصة به، وهو رمز الدولة في أسماء مواقع الإنترنت، والتي تنتهي بالحرفين TK. حيث قام مستثمر هولندي بشراء هذا النطاق وتوفيره لمستخدمي الإنترنت مجانا مقابل موافقتهم على عرض إعلانات في نطاقاتهم. وقام هذا المستثمر بإعطاء نسبة غير معلنة من الأرباح للدولة. والغريب أن شعبية هذا الامتداد للنطاق عالية، حيث تم تسجيل ما يقارب مليون وستمائة ألف نطاق، ويزداد العدد بما يقارب العشرة آلاف نطاق يوميا. ولقد تسبب هذا النطاق في تحسن مستوى معيشة الحياة في توكيلاو، حيث أصبح هناك ما يزيد على 200 حاسب آلي، وأصبح الناس يتواصلون مع بعضهم بواسطة برنامج سكايب Skype بدلا من جولات الأقمار الصناعية، وأصبحت المستشفيات تتواصل مع المستشفيات الأخرى في العالم عن طريق إرسال الصور والتحاليل بالبريد الإلكتروني.
بالطبع فإن قصة النجاح في توكيلاو قد تكون محدودة النطاق والتنفيذ، فالبلد صغيرة والفائدة، وإن كانت نسبتها عالية، فهي محدودة كما. ولكن في الوقت نفسه تثبت ما يمكن أن تقدمه الإنترنت لخدمة المجتمع ولو بطريقة غير مباشرة.
ولنعد إلى السعودية، حيث إن البنية التحتية للإنترنت والاتصالات لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال مع ما هو موجود في توكيلاو. صحيح أننا نستطيع زيارة المواقع المختلفة ومراسلة بعضنا البعض بالبريد الإلكتروني يوميا، والتحدث بواسطة برامج المحادثة المختلفة وغيرها من تطبيقات الإنترنت، ولكن هل هذه فعلا هي الإمكانات القصوى لها؟. كيف يمكن أن نوظف تلك البنية التحتية ونسخر شبكة الإنترنت في تحقيق مكاسب أكثر ما نحصل عليه الآن؟ بالطبع لست أدعو لبيع النطاق السعودي “sa” كمادة خام، بل أدعو إلى تفعيل دور الإنترنت في نشر الخدمات الإلكترونية والتسهيل على المتعاملين ونشر العلوم والمعارف وتصديرها بشكل مشرف للعالم بطرق احترافية.