الشاعرة زكية زكريا معكم في رمضان !
تنشط القنوات التلفزيونية عادةً في شهر رمضان الفضيل، بل إن الكثير من الفنانين يعمل طوال السنة ليبث عمله في رمضان ويعود بعده للبحث عن عمل للسنة المقبلة، وهناك قنوات حكومية كثيرة لا تستعيد مشاهدها "العزيز" من أحضان القنوات الخاصة المحاطة بشرائط التشات، إلاّ في شهر رمضان، ومن البرامج التي تغيب حتى تظن أنها لحقت بالديناصور، ثم تعود فجأة، برنامج الكاميرا الخفية، والذي لم تعد هناك قنوات تعيد إنتاجه، سوى القنوات التي لم تستطع أنتاج برنامج أو مسلسل يستحق المتابعة، وهي ليست كاميرا خفيّة، لا في المعنى ولا في الحقيقة، ففي المعنى هي كاميرا مخفيّة، وفي الحقيقة هي لعبة متفق عليها مسبقاً، بدأتها قناة فلاش مع الشعراء وظهرت بشكل ساذج جداً، ثم أعادت تدويرها قناة المختلف مع بدء بثها، ومع أنها سجلت حلقاتها مع شعراء معروفين على مستوى الخليج، إلاّ أنها لم تأت بجديد، فنظرات الشعراء وهم يتعجبون من الأسئلة المطروحة عليهم توحي بأنه لا عجب صادر إلاّ من أفواههم، أمّا أعينهم فقد كانت في قمّة اطمئنانها، وهو ما يعني أن "المقلب" صوّر أكثر من مرة قبل أن يصلوا للمرة الأخيرة التي تناسب البث، وبما أننا في شهر رمضان فمن المتوقع أن تظهر العديد من القنوات بمثل هذا البرنامج في فكرته وفي سذاجة تكراره، المشكلة الحقيقية التي تواجه قنوات الشعر أنها بلا معدين مؤهلين إعلاميا، ذلك أن كل ما يفكر به صاحب القناة عند إنشاء قناته هو رأس المال وشاعر ملمّ بالأوزان يشرف على كل شيء في القناة، بعدها يبدأ الاستنساخ الممجوج، والأعجب أن بعض القنوات المهتمة بالشعر بدأت في الإعلان عن عرض مسلسلات فكاهية في رمضان، حاولت عبثاً أن أربط بينها وبين الموروث الشعبي والشعر، فلم أجد، فعدت على نفسي أعزيها بالكاميرا الخفيّة، فهي في أسوأ الأحوال مخصصة للشعراء!