تضاعف عدد مشتركي الإنترنت في السعودية 300% خلال 6 أشهر
تضاعف عدد مشتركي الإنترنت في السعودية 300% خلال 6 أشهر
شهدت سوق الإنترنت في السعودية نمواً كبيراً ومتسارعاً خلال النصف الأول من العام الجاري فاق توقعات الشركات المتعاملة في السوق وضاعف أعداد المشتركين عدة مرات.
في الحوار التالي يؤكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة نسما للإنترنت، المهندس أسامة نجار أن النمو أصبح مخيفا للشركات المتعاملة، وأنه سيمثل عبئا على شبكات تلك الشركات، وهو ما قد يؤثر في جودة الخدمة.
وعزا النجار ذلك النمو إلى عدد من العوامل المجتمعة التي وسعت قاعدة المشتركين، وعلى الرغم من ذلك النمو فإنه يرى أن أعداد الشركات العاملة في السوق لا تزال أكثر من حجم السوق، وأن عدد الشركات المسيطرة على السوق لا يتجاوز ست شركات .. إلى تفاصيل الحوار:
شهدت سوق الإنترنت في السعودية بدايات متعثرة قبل نحو عشرة أعوام، غير أن السوق شهدت عدة تطورات، فكيف تصفون النمو الذي شهدته السوق مع بداية العام الجاري؟
كان النمو كبيراً وغير متوقع، ويمكن وصفه بالمخيف لمستقبل شركات الإنترنت، فقد ارتفعت أعداد المشتركين في خدمات الإنترنت خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 300 في المائة، وهو ارتفاع كبير ويمثل عبئا على الشركات، التي تقدم خدمات الإنترنت لعملائها في السوق المحلية.
لماذا ترون أنه نمو مخيف، على الرغم من أن النمو سينعكس بشكل إيجابي على أرباح شركات الإنترنت ويزيد من عدد عملائها؟
ـ السبب في رؤيتي يرجع إلى أنه مخيف يعود لعدد من العوامل ومن أهمها أن النمو الكبير في أعداد المشتركين يسبب ضغطا على شبكات الشركات المقدمة للخدمة، وقد يؤثر في جودة الخدمة التي تقدمها الشركات لعملائها، فكما هو معلوم فإن الشركات التي تعمل بمهنية في السوق تضع خططا سنوية لتطوير شبكتها، وتطوير خدماتها المقدمة لعملائها، وفق توقعات بتحقيق معدلات نمو طبيعية، فالنمو السريع والكبير تصاحبه مشكلات كثيرة، وشركات الإنترنت الكبيرة الآن تلهث للحاق بالنمو المستمر والمتزايد في أعداد المشتركين الجدد، وما يخيفنا أن يؤثر هذا النمو في خطط تلك الشركات في تطوير شبكاتها وفي قدراتها الاستيعابية.
خدمات متطورة وتخفيضات كبيرة
ما أبرز العوامل التي أدت إلى هذه الطفرة في أعداد المشتركين، وارتفاع الطلب على خدمات الإنترنت؟
هناك عدد من العوامل التي أدت إلى هذا النمو السريع والكبير، ومن أبرزها التخفيضات الكبيرة التي أعلنتها شركة الإنترنت وشركة الاتصالات السعودية على خدمات DSL، فقد أعلنت في البداية شركة أول نت تخفيضات وصلت إلى 50 في المائة ثم لحقتها شركة نسما للإنترنت، وبعدها أطلقت شركة الاتصالات السعودية حملة آفاق DSL، وقد استثمرت الاتصالات السعودية نحو 15 مليون ريال لتطوير هذه الخدمة ونشرها في مناطق كانت بعيدة وتعتبر نائية، ونتوقع أن تستمر الاتصالات السعودية في تعميم خدمات DSL، حيث إن خطة الاتصالات السعودية تهدف إلى الوصول إلى مليون مشترك. وقد استطاعت خلال الأربعة أشهر الماضية رفع أعداد المشتركين من 200 ألف إلى 400 ألف، ونتوقع أن تحقق الحملة هدفها مع نهاية العام الجاري أو يصل عدد المشتركين مع نهاية العام الجاري إلى 800 ألف على أقل تقدير.
هل تعتقدون أن المستقبل سيكون لخدمة الإنترنت المقدمة عبر DSL في السوق المحلية؟
ـ من دون شك المستقبل سيكون لخدمات الإنترنت المقدمة عبر خدمة DSL، فتكلفة الخدمة تبدأ من 200 ريال، وهي أقل تكلفة للعملاء الذين يحتاجون إلى خدمة الإنترنت بشكل مستمر، إضافة إلى جودة وسرعة الخدمة المقدمة.
هل أثر النمو في الطلب على DSL على خدمة الإيزي نت، التي تعتبر حديثة إلى حد ما في السوق المحلية؟
ـ بكل تأكيد أثرت في خدمة إيزي نت فبعد أن بلغ عدد المشتركين فيها نحو 1.2 مليون، لم تشهد أي نمو في عدد المشتركين، بل بدأت في التراجع، حيث تراجعت أعداد المشتركين خلال العام الجاري بنحو 20 في المائة، ونتوقع أن يستمر التراجع خلال الفترة المقبلة مع تزايد الطلب على خدمات DSL.
استثمارات كبيرة وطويلة الأمد
في ظل الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت هل ترون أن عدد الشركات العاملة في السوق المحلية كاف؟
ـ لا تزال أعداد شركات الإنترنت العاملة في السوق المحلية أكبر من حجم السوق على الرغم من نمو السوق وتوسعها، فعدد الشركات العاملة حالياً يبلغ نحو 28 شركة عدا الشركات المرخصة، غير نحو ست شركات تسيطر حالياً على نحو 80 في المائة من حجم السوق، وهو ما يؤكد أن السوق لا تتسع لجميع الشركات العاملة أو المرخصة.
كيف تنظرون إلى الاستثمار في سوق الإنترنت في السوق المحلية؟
ـ سوق الإنترنت سوق وعرة وتحتاج إلى استثمارات كبيرة وطويلة الأمد للنجاح في السوق المحلية، فالحصول على الرخصة وحده لا يكفي للعمل في السوق السعودية، على الرغم من التسهيلات الكبيرة التي وضعتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للحصول على رخصة تقديم خدمات الإنترنت، حيث إن الرخصة حالياً لا تكلف أكثر من عشرة آلاف ريال.
على الرغم من حداثة سوق الإنترنت في السعودية، غير أنها مرت بعدت نقلات نوعية، فما أبرز النقلات التي شهدتها السوق؟
ـ هناك عدت نقلات شهدتها سوق الإنترنت السعودية، ففي أول ثلاثة أعوام من تقديم الخدمة وكانت مع نهاية عام 1998م، كانت البنية ضعيفة والخدمة سيئة، وأساءت بشكل كبير لخدمة الإنترنت، غير أن السوق شهدت نقلة كبيرة مع تدشين خدمة الإيزي نت، التي ساهمت في نمو أعداد المشتركين وتسهيل خدمة الاشتراك، مع تحسن كبير في جودة الخدمة، والنقلة الثالثة كانت مع إطلاق خدمات DSL، التي واكبتها الطفرة في سوق الأسهم التي ساهمت بدورها في زيادة أعداد المشتركين في الخدمات المصرفية الإلكترونية، التي تقدمها البنوك المحلية عبر شبكة الإنترنت التي كان في مقدمتها خدمة تداول الأسهم المحلية، فسوق الأسهم ساهمت بشكل كبير وفاعل في نشر ثقافة الإنترنت، حيث إنها وفرت خدمة للمستثمرين في سوق الأسهم سهلة وبسيطة التكلفة تمكنهم من متابعة السوق من أي مكان في العالم.
هل تعتقدون أن خدمة الإنترنت ساهمت في دعم الاقتصاد المحلي، وأثرت في حياة المواطن العادي؟
ـ خدمة الإنترنت ساهمت في تخفيض التكلفة للحصول على بعض الخدمات، كما ساهمت في توفير الوقت، حيث أصبح بإمكان المستخدم لشبكة الإنترنت الاطلاع على حساباته البنكية وتنفيذ بعض العمليات المصرفية من أي مكان في العالم وفي أي وقت، وكذلك تسديد تكلفة بعض الخدمات العامة والرسوم الحكومية، وساهمت في قيام ما يسمى الحكومة الإلكترونية في بعض الدول، وما يسمى المعاملات الحكومية الإلكترونية.