رجل الخير والعطاء
رجل الخير والعطاء
تتوالى مكارم الأمير سلمان بن عبد العزيز رجل الإنسانية، وتتوالى رعاياته للخير وهباته ومساعداته وتبرعاته وأعماله الخيرية والإنسانية والاجتماعية التي يطول ذكرها وعدها، والتي كان آخرها رعايته البارحة الأولى احتفال جمعية الأطفال المعوقين بمرور 25 عاما على تأسيسها في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، وتبرعه بثلاثة ملايين ريال للجمعية.
كان وما زال الأمير سلمان منذ تأسيس الجمعية قبل 25 عاما، يحثنا على دعم جمعية الأطفال المعوقين، وتبناها منذ أن كانت فكرة ليبلورها إلى أرض الواقع عبر مشروع خيري تطوعي فعال، حيث دائما ما يؤكد لنا أن المجتمع السعودي متكافل ومتضامن، وأن الحكومة السعودية لا تألو جهدا في دعم جميع المشاريع الخيرية، ويوصينا بضرورة التعاضد والتآخي ودعم المشاريع الخيرية لترسيخ مفهوم العمل التطوعي.
ولأن الناس شهود الله في أرضه، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، أجد لزاما علينا كمواطنين ومحبين لرجل الإنسانية والعطاء أن نثمن لرجل المواقف هذه المكارم الجليلة، حيث لا يلزم على شخصي المتواضع التذكير بمواقف رجل الخير وصاحب القلب الكبير والأيادي السخية لعمل الخير، الذي وهب حياته للناس ومن أجله كرس حياته في حب الخير وإعانة المحتاجين.
وأتذكر موقفا عايشته مع الأمير سلمان بن عبد العزيز كان له الأثر الأكبر في نفسي، وأحاول وما زلت أحاول أن أقتدي بالأمير النبيل في عطائه وبذله وسخائه، حيث كنت ذات مرة أرافق الأمير سلمان في زيارته مريضا في أحد مستشفيات لندن، وبعد أن واساه وخفف عنه، أعطاه ظرفا وقال له إن في داخله رسالة من أهله، وودعناه وانصرفنا، كنت أعلم جيدا أن ما داخل الظرف مبلغ من المال لمساعدته، إلا أن الأمير الإنسان لا يريد إحراجه، إنه رجل ينفق بسخاء، ينفق بيمينه ما لا تعلمه شماله، يجزل العطاء للمحتاجين، كريم نبيل، وقد تأثرت بموقفه كثيرا.
كثيرون هم المحبون للخير، في قلوبهم أمنيات يحلمون بتحقيقها لمساعدة الفقراء والمساكين، ولكنهم قلة أولئك الذين يجعلون من الأماني أفعالا، تلامس حاجات الضعفاء والمعوزين وتسهم في إيجاد حلول لمعاناتهم، وأن الله عز وجل إذا أراد بعبده خيرا جعل قضاء الحوائج على يديه، وهناك أناس موفقون في ذلك، لا يدخلون في شيء إلا أصلحوا، فهم الميسرون لما خلقوا له، بفضل مساعيهم وحسن مقاصدهم ونواياهم، بعد توفيق الله تقضى الحوائج وتتم المآرب، ولا شك أن الأمير سلمان أحد أبرز هؤلاء، حيث يملك سجلا حافلا بالخير والعطاء بالعطاء.