النفط يسجل مستوى قياسي فوق 82 دولار .. و"أوبك" يبحث زيادة إلانتاج

النفط يسجل مستوى قياسي فوق 82 دولار .. و"أوبك" يبحث زيادة إلانتاج

ارتفعت أسعار النفط الى مستوى قياسي أعلى من 81 دولارا للبرميل أمس، مستمدة القوة من المخاوف من عدم كفاية الإمدادات خلال فصل الشتاء في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم. وتوقع خبير نفطي سعودي أن تتواصل وتيرة الأسعار الصاعدة للنفط في الربع الأخير من العام الجاري.
وبدأت حدة المخاوف من ركود اقتصادي تهدأ بفضل خفض متوقع في أسعارالفائدة الأمريكية. وتسببت المخاوف من أعاصير ومخاطر أخرى على الإمدادات ونقص مخزون الوقود في الولايات المتحدة وتدفق أموال صناديق الاستثمار الهاربة من أسواق الأسهم ضعيفة الأداء في ارتفاع أسعار النفط وصعود الخام الامريكي الى مستوى قياسي لليوم الخامس على التوالي.
وارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف أثناء تداولات أمس، سبعة سنتات عنه في أواخر المعاملات أمس ليصل إلى 80.64 دولار للبرميل بعد أن صعد في وقت سابق الى 81.24 دولار للبرميل، وفي أعقاب صعوده 1.47 دولار. وانخفض مزيج برنت 17 سنتا إلى 76.81 دولار للبرميل.
ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) أسعارالفائدة ربع نقطة مئوية على الأقل اليوم للحيلولة دون انزلاق الاقتصاد إلى ركود بسبب أزمة قطاع الائتمان.
من جهة أخرى، قال مصدر في منظمة "أوبك" أمس، إن المنظمة ستجري على الأرجح مشاورات بشأن زيادة الانتاج مرة أخرى إذا ظل السعر أعلى من 80 دولارا للبرميل لفترة تتجاوز 15 أو 20 يوما. وبلغ سعر الخام الأمريكي الخفيف 81.24 دولار للبرميل أمس، مسجلا رقما قياسيا جديدا.
وقررت "أوبك" الأسبوع الماضي زيادة الإنتاج 500 ألف برميل يوميا بدءا من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لكن هذه الزيادة لم يكن لها أثر يذكر في تهدئة مخاوف المستهلكين من عدم كفاية الإمدادات خلال فصل الشتاء.
وقال المصدر "إذا استمر السعر مرتفعا ولنقل أكثر من 15 إلى 20 يوما فستجرى على الاقل مشاورات بين الوزراء وسيكون عليهم أن يفعلوا شيئا بهذا الصدد". وأضاف المصدر "لكن الحديث سابق لأوانه" عندما سئل عما اذا كانت "أوبك" تحتاج إلى زيادة الإنتاج، وتابع أن أي مشاورات ستتم بالهاتف وأن من المستبعد أن تدعو "أوبك" إلى عقد اجتماع استثنائي لأنها قررت عقد اجتماع استثنائي في أبوظبي في الخامس من كانون الأول (ديسمبر).
وبيّن المصدر أن ارتفاع سعر النفط لن يستمر فترة طويلة لأن المخاوف بشأن الإمدادات ستنحسر ما إن تتزايد مخزونات الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم من وقود التدفئة قبل حلول الشتاء.
وأضاف "بحلول بداية تشرين الأول (أكتوبر) بعد أن تزيد مخزونات المشتقات ووقود التدفئة أتوقع أن ينخفض السعر".
وفي أحدث تقرير أسبوعي عن المخزونات، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، إن مخزون المشتقات ووقود التدفئة ارتفع لكنه مازال أقل من مستواه قبل عام.
وقال المصدر إن السعر المرتفع ليس في صالح "أوبك" لأنه سيؤثر في المدى الطويل في الطلب على النفط، وتسببت المخاوف من أعاصير ومخاطر أخرى على الإمدادات ونقص مخزون الوقود في الولايات المتحدة وتدفق أموال صناديق الاستثمار الهاربة من أسواق الاسهم ضعيفة الاداء في ارتفاع أسعار النفط.
ومن المقرر أن يلتقي وزراء النفط من دول "أوبك" لإجراء مشاورات على هامش قمة منظمة "أوبك" التي تعقد في السعودية يومي 17 و18 تشرين الثاني (نوفمبر).
وفي السياق ذاته، توقع خبراء اقتصاديون استمرار ارتفاع سعر النفط خلال الربع الأول 2008 في ظل بقاء الظروف الحالية التي دعمت ارتفاع النفط ليصل سعر 81 دولارا للبرميل الواحد خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد لـ "الاقتصادية" عبد الوهاب أبو داهش الخبير النفطي، أن دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على المشتقات النفطية دائما ما يكونان داعمين للارتفاع في الربع الأخير من العام.
وتوقع أبو داهش أن يستمر ارتفاع سعر البرميل في أسواق النفط في الربع الأول من عام 2008 في ظل بقاء الظروف الحالية وهي الطلب المتزايد على المشتقات النفطية، وانخفاض المخزون الأمريكي، والتوتر ما بين الغرب وإيران بسبب الملف النووي الإيراني "التهديدات الأمريكية الفرنسية"، مشيرا إلى أنه من المتوقع تماسك أسعار النفط خلال الربع الأول من العام المقبل فوق 80 دولارا للبرميل الواحد.
وبيّن أن زيادة "أوبك" 500 ألف برميل يوميا على الإنتاج العالمي لها لم تساعد على كبح جماح الأسعار المرتفعة، معلقا أن السبب الرئيس وراء هذا الارتفاع لا يعود إلى إنتاج النفط وزيادة الطلب فقط، بل يمتد إلى عوامل كثيرة، منها: مشكلات المصافي المستمرة وزيادة الطلب على المشتقات النفطية والتوترات السياسية ما بين إيران والغرب وانخفاض المخزون الأمريكي.
وأضاف الخبير النفطي أن علاوة المخاطر السياسية في منطقة الشرق الأوسط زادت من نسبة ارتفاع سعر البرميل عن سعره الحقيقي إلى (25 في المائة) في أكثر من 20 دولارا، مبينا أن سعره الحقيقي 60 دولارا في حال الاستقرار السياسي.
ويرى أبو داهش أن القدرة الإنتاجية للمصافي من أهم العوامل الأساسية التي تدعم ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، مضيفا أنه يوجد خلل هيكلي في القدرة الإنتاجية للمصافي.
من جهتها، أشارت عزيزة الأحمدي عضو جمعية الاقتصاد السعودي، إلى أنه توجد محاولات من "أوبك" لعمل نوع من الإستقرار في أسعار النفط المرتفعة، ولكن في ظل بقاء الظروف الحالية من مشكلات المصافي، إضافة إلى التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وزيادة الطلب على مشتقات النفط وهي عوامل ستساعد على بقاء أسعار النفط فوق مستويات 80 دولارا للبرميل الواحد خلال الربع الأول من العام المقبل.
وأشارت الأحمدي إلى أن مشكلة المصافي وقلة الاستثمارات في مجال المصافي النفطية قضية عالمية لا بد من النظر فيها من قبل المنتجين والمستوردين على حد سواء، مضيفة أنه لا بد لرؤوس الأموال في العالم الاستثمار في هذا المجال الحيوي بعيدا عن النظرة الربحية الموجودة دائما لدى رؤوس الأموال.
وترى الأحمدي أن ارتفاع النفط بشكل طبيعي يدعم ارتفاع مشتقات النفط الذي يمس حياة الكثير في العالم.

الأكثر قراءة