الأمير سلمان بن عبد العزيز .. عطاء متواصل في دعم جمعية الأطفال المعوقين

الأمير سلمان بن عبد العزيز .. عطاء متواصل في دعم جمعية الأطفال المعوقين

الأمير سلمان بن عبد العزيز .. عطاء متواصل في دعم جمعية الأطفال المعوقين

يرعى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض, اليوم, حفل جمعية الأطفال المعوقين بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض.
ويأتي ذلك انطلاقا من أن كل فرد في المجتمع هو دعامته الفاعلة لتحقيق ما يصبو إليه، وأداته من أجل كل تقدم ونماء ورخاء، ومن هنا تأتي أيضا الرعاية الصحية في مقدمة الأولويات التي يحرص الأمير سلمان على العناية بها.
وحظيت الجمعية منذ أن كانت فكرة وإلى أن أصبحت حقيقة تمتد مظلتها إلى العديد من مناطق المملكة بدعم ومساندة رائدة من الأمير سلمان بن عبد العزيز.
وتعد مسيرة الأمير سلمان مع الجمعية حافلة بالمواقف النبيلة، والخير والعطاء، وتعود هذه المواقف بداية مع توجيهه الكريم ببدء أنشطة الجمعية من أروقة جمعية البر، بل إن النشاطات الأولى للجمعية كانت بدعم مالي من جمعية البر في الرياض.
واستشرف الأمير سلمان أهمية أهداف الجمعية تجاه هذه الفئة الغالية من الأطفال، وضرورة برامجها العلاجية والتعليمية والتأهيلية لمساعدة هؤلاء الأطفال الذين كانوا قبل هذا التاريخ في حالة عزل وانعزال كامل عن المجتمع داخل أسوار منازلهم، الأمر الذي حرص عليه أمير الرياض في تغيير هذه الفكرة, مما كان للجمعية انطلاقتها الأولى واستمرت على امتداد 25 عاماً.
وكانت الخطوة التالية في مسيرة الجمعية هي إنشاء مركز متخصص لتقديم الخدمات المجانية للأطفال المعوقين، وبدعم من أمير الرياض حصلت الجمعية على الأرض التي أُقيم عليها مشروع مركز الرياض، وذلك تبرعاً من جمعية الملك فيصل الخيرية، ومع بدء أعمال الإنشاءات والتجهيزات في أول مراكز الجمعية كان أيضاً للأمير سلمان الذي لا يألو جهداً في العناية بهذا المركز الوليد، إلى أن قام ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – يرحمه الله - بافتتاح مركز الرياض في 9/2/1407هـ.
ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الرعاية الكريمة من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز للجمعية دون انقطاع، حيث رعى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود, المؤتمر الأول للجمعية الذي نُظم خلال الفترة من 13-16/5/1413هـ، وحضره أكثر من 400 خبير في شؤون الإعاقة من دول العالم كافة، وصدر عن المؤتمر عدد من التوصيات المهمة التي حظيت بموافقة المقام السامي، وأحدث عقد المؤتمر تأثيرات إيجابية واسعة المدى في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال المعوقين، بل إن النظام الوطني للمعوقين الذي صدر أخيرا كان إحدى أهم توصيات هذا المؤتمر الذي عقد في الرياض بدعم مباشر وغير مباشر من أمير منطقة الرياض.
وفي هذا الإطار وانطلاقاً من رؤية الأمير سلمان الثاقبة لمستقبل الجمعية وضرورة الخدمات التي تقدمها للأطفال المعوقين، وجّه بتبني فكرة إقامة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بهدف إثراء البحث العلمي في مجال الإعاقة وتطبيق النتائج في حقول الوقاية من الإعاقات من جهة، في رعاية المصابين من جهة أخرى.
وقدم الأمير سلمان منحة مالية لتأسيس المركز قدرها عشرة ملايين ريال، حيث يمثل مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة نقلة حضارية نوعية للرعاية الصحية في المملكة من خلال إنجازاته المتميزة في مجال البحوث الطبية والعلمية التي تلقي الضوء على حجم وأهمية الإعاقة الجسدية والعقلية لدى الأطفال، الذين يمثلون المستقبل المشرق للوطن. وظل الأمير سلمان يتابع عن قرب خطط عمل المركز بنشاطاته المختلفة، ولم يكن من المستغرب أن يبادر أمير الرياض بتخصيص مقر لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الحي الدبلوماسي في الرياض، كما تفضل برعاية افتتاح مقر المركز في 27/7/1417هـ، وتكريم الجهات العلمية والأكاديمية والأشخاص الذين أسهموا في خدمة المركز، وخدمة رسالته السامية التي يضطلع بها هذا المركز الخيري الذي يعد أول مركز من نوعه، على نطاق المملكة والوطن العربي.
ومن خدمات المركز تنشيط البحث العلمي الذي يسهم في الحد من مشكلات الإعاقة من خلال وضع الأسس والمعايير الصحية الوقائية اللازمة للحد من تفاقم هذه المشكلة، ولمعالجة أسبابها في المراحل المبكرة توطئة لتأهيل هذه الفئة من المعوقين للقيام بدور فاعل في المجتمع مما يقلل من الهدر الاقتصادي الكبير الذي يجب توظيفه في مجالات أخرى تخدم مسيرة التنمية التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة.
ومثلت رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز في فكرة إنشاء جمعية المؤسسين في المركز لتوفير الدعم المادي لبرامج المركز دفعة نوعية لتطوير الخدمات التي يقدمها المركز مما يسهم في الحد من الإعاقة لدى الأطفال.
ومن المنتظر أن تسهم جمعية المؤسسين وهى فكرة رائدة في إحداث نقلة نوعية في إنجازات المركز، إضافة إلى الإنجازات العديدة التي حققها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة التي تمثلت في إنجاز البحث الوطني الأول لدراسة الإعاقة لدى الأطفال على مستوى المملكة الذي شمل أكثر من 60 ألف أسرة، وإعداد وتمويل العديد من البحوث العلمية المتخصصة وتعميم نتائجها على الجهات المختصة لتحقيق الاستفادة منها، وإنجاز نظام رعاية المعوقين في المملكة. وسعى المركز إلى تبني مشروع برنامج وطني شامل بالتعاون مع وزارة الصحة من خلال اتفاقية موقعة بينهما في هذا الخصوص، للكشف الجيني المبكر لجميع الأطفال حديثي الولادة في المملكة فيما يتعلق بأمراض الغدد الصماء وأمراض التمثيل الغذائي.
وإذا كانت معرفة أسباب المرض والكشف عن مسبباته يعدان نصف الطريق للقضاء عليه، فإن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، يجسد تلك المقولة بجهوده المتفانية والمتواصلة للتخفيف من معاناة ذوي الإعاقات، ومحاولاته الجادة لمساندة المشاريع البحثية المتقدمة التي تمثل اليوم حجر الزاوية لبناء مجتمع معافى، قادر على الوثوب نحو المستقبل بخطى أكثر ثباتاً.
وعودة للوراء تفضل الأمير سلمان ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – يرحمه الله - برعاية المؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل الذي نظمته الجمعية خلال الفترة 26-29 رجب 1421هـ.
وشهد ختام المؤتمر صدور الموافقة السامية على النظام الوطني لرعاية المعوقين، ذلك النظام الذي حظي مشروعه بدعم ومساندة لا محدودة من أمير الرياض، حيث تابع من كثب خطوات إعداده من قبل اللجنة المشرفة من عدد من المسؤولين والعاملين في الجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.
وكان للأمير سلمان بصمة في مشروع "واحة حائل" وهو أحد أهم مشاريع الوقف الخيري للجمعية في منطقة الرياض، والذي كان له الفضل بعد الله ـ سبحانه ـ في إنشاء هذا الصرح في الحي الدبلوماسي. وحرص الأمير سلمان بن عبد العزيز على رعاية حفل وضع حجر الأساس للمشروع وتفضل مشكوراً بالتبرع بثلاثة ملايين ريال للمشروع.
إن توثيق ودعم الأمير سلمان بن عبد العزيز لجمعية الأطفال المعوقين على امتداد مسيرة الإنسانية التي تزيد على 25 عاماً، سجل حافل من الرعاية الكريمة والعطاء اللامحدود، وفي هذا الإطار تعد رعايته الكريمة حفل الجمعية في عيدها الـ 25 ليست إلا صفحة جديدة من صفحات الدعم الإنساني لأطفال الجمعية وخدماتها ومشاريعها.

الأكثر قراءة