محللون: الأسهم الإماراتية تعاني نقص السيولة مع مضاربات متقطعة على أسهم منتقاة
أجمع محللون ماليون على أن أسواق الأسهم الإماراتية ستظل تعاني طوال شهر رمضان نقصا في السيولة مع مضاربات متقطعة بين الحين والآخر تطول أسهما منتقاة إلى حين ورود تسريبات حول أرباح الشركات عن الربع الثالث والمتوقع بدء الإفصاح عنها بدءا من الأسبوع الثاني من الشهر المقبل.
وانخفض المؤشر العام لسوق الإمارات الأسبوع الماضي بنسبة 0.85 في المائة حيث بلغت قيمة الخسائر التي تكبدتها الأسواق في أسبوع نحو خمسة مليارات درهم نتيجة انخفاض سوق دبي بنسبة 1.09 في المائة وسوق أبوظبي 0.51 في المائة.
"ديار" تسحب السيولة
ورأى الدكتور همّام الشماع المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية أن الأسواق تعاني نقص السيولة حيث سحب سهم "ديار" منذ إدراجه مطلع الأسبوع الأول من الشهر الجاري سيولة كبيرة من السوق لا تقل عن مليار درهم الأسبوع الماضي فقط دون أن تتعوض بسيولة إضافية لتستمر حالة النقص في السيولة على مدى الأسبوع بأكمله وباستثناء الأحد عندما كانت محصلة نشاطات الأجانب سلبية, فإن السيولة الأجنبية لعبت دورا إيجابيا في تعويض الأسواق المحلية نقص السيولة, التي لولاها لشهدنا انخفاضا أكبر,
وأضاف أن المحصلة الإيجابية للسيولة الأجنبية جاءت بتأثير من الأخبار المتعلقة باجتماع محافظي البنوك المركزية الخليجية, الذي رشح عنه توقعات بأن تقوم الإمارات برفع قيمة عملتها أو اتخاذ إجراءات لمواجهة التخفيض المتوقع للفوائد على الدولار في الثامن عشر من الشهر الجاري. كما أن الهدوء الذي ساد الأسواق العالمية والطمأنة المستمرة بشأن محدودية انتشار آثار أزمة الرهن العقاري خارج الولايات المتحدة ساعدت هي الأخرى على تشجيع المحافظ الأجنبية على الدخول في وقت انخفضت فيه مضاعفات الربحية للعديد من الأسهم لتتداول على مستويات مغرية للدخول, ودخلت سوق دبي سيولة أجنبية بقيمة 98 مليون درهم وسوق أبوظبي بقيمة 63 مليون درهم.
وأضاف أن استمرار نقص السيولة أدى إلى استمرار انخفاض حجم التداولات وتحرك الأسعار في نطاق ضيق ومحدود, كما كان للعامل النفسي أثر سلبي إضافي في أداء السوق يتمثل في الاعتقاد, الذي روج له العديد من المحللين, أن شهر رمضان ربما يشهد تباطؤا في أداء الأسواق, وكان لتزامن نقص السيولة مع بداية شهر رمضان أثر كبير في ركود الأسواق, خصوصا الخميس آخر أيام الأسبوع.
هدوء رمضان
ورأى الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات المالية في شركة الفجر للأوراق المالية, أن الكثير من المستثمرين فضلوا الابتعاد مؤقتا عن ساحة التداول ربما لانشغال بعضهم بالاستعداد لبداية شهر رمضان، وربما لترقب البعض الآخر تطورات الأوضاع في السوق خلال الأسبوع ولاختبار مدى تأثرها بدخول شهر رمضان, خاصة أن السوق تمر منذ الأسبوع قبل الماضي بمرحلة استقرار تتصف بالتذبذبات المحدودة وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لاتجاه السوق في الفترة المقبلة خاصة أن السوق افتقدت السيولة النشطة التي تمثل قوة الدفع الرئيسية لها, التي تمكنها من اتخاذ اتجاه واضح وتشجع السيولة المترددة التي تتخذ موقف المترقب للأحداث على المشاركة فى فعاليات السوق.
وأضاف أنه لم يكسر حالة الهدوء التي كان عليها السوق إلا الإعلان المبكر لبعض الشركات عن توقعاتها لمستويات أرباحها خلال الربع الثالث من عام 2007، وكذا الإعلان من جانب بعض المؤسسات المالية عن توقعاتها بالنسبة إلى القيمة المستهدفة أو الأرباح المتوقعة لبعض الشركات المدرجة في السوق، وعلى الرغم من أن هذه التوقعات أسهمت في التخفيف من حدة الهدوء في التعاملات ودفعت ببعض السيولة المترددة إلى داخل السوق إلا أننا نرى ضرورة أن تصاحب نشر تلك التوقعات الإشارة إلى الأسس التي تم الاستناد إليها في الوصول إلى هذه التوقعات.
مضاربات متقطعة
بحسب محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم والسندات, فإن الأسواق المالية تمر بمرحلة استقرار نسبي, حيث تتحرك المؤشرات في نطاقات ضيقة كون معظم المستثمرين يترقبون صدور أي إشارات عن نتائج الشركات خلال الربع الثالث من العام, وتشير أغلب التوقعات إلى احتمال ارتفاع أحجام التداولات في السوق عند تسرب تلك الأنباء مع بدء تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وأضاف قائلا: "يجب ألا نستغرب رؤية مضاربات متقطعة على أسهم منتقاة وبنسب طفيفة خلال الأيام المقبلة مثلما حدث على سهمي "دبي للاستثمار" و"تبريد" خلال الأسبوع الماضي.