المسلسلات التلفزيونية.. الزخم الذي انفجر في وجه المشاهد!

كما هي العادة الرمضانية السنوية، انفرط عقد المسلسلات الرمضانية في وجه المشاهد من قبل شبكات التلفزة العربية التي لا ترحم منافساتها حامية الوطيس، لاكتساب شريحة أكبر من كعكة الاهتمام والنجاح الدرامي، والكعكة الإعلانية الأكثر إغراء بالتأكيد.
الحشد "المسلسلاتي" لشهر رمضان من قبل قنوات التلفزة العربية بدأ مبكراً هذا العام. عندما حشدت قناة دبي الفضائية، أحد اللاعبين الكبار في ساحة الإنتاج الدرامي الرمضاني، كل قواها الإنتاجية في حفل إعلامي كبير أقامته مطلع الإجازة الصيفية الماضية، أعلنت فيه عن نجوم موسمها الرمضاني القادم، وكرمت فيه أبرز النجوم المشاركين، الأمر الذي أكسبها حفزاً إعلاميا وترقباً جماهيرياً واسعاً تنبهت له مجموعة MBC فأعلنت عن مسلسها الأضخم والأشهر لهذا الموسم: الملك فاروق، بالإضافة إلى تكهنات وتسريبات صحافية، تأكدت لاحقاً، بخصوص المسلسل التاريخي (نمر بن عدوان) الذي يتناول حياة الشاعر الأشهر في السعودية ومنطقة الخليج.

منع .. محاذير .. وضجة برلمانية
القضية التي بدأت بوادرها الأسبوع الماضي حول المسلسل الكويتي "للخطايا ثمن" كشفت الهامش الكبير الذي أوجدته لنفسها المسلسلات "الروائية" والقصيرة في الخليج والعالم العربي. فالمسلسل الذي كان هدفاً لضجة برلمانية قالت إنه يثير النعرات الطائفية والتفرقة بين أفراد المجتمع، مما رفع الموضوع برمته إلى طاولة وزير الإعلام الكويتي الذي اتخذ قراراً بمنع عرض المسلسل في الكويت، وهو نفس القرار الذي اتخذته مجموعة Mbc التلفزيونية في وقت لاحق.
ونشرت (العربية نت) التي تتبع المجموعة ذاتها تقريراً قالت فيه: "أعلنت mbc الإثنين 10-9-2007 عن عدم بثها للمسلسل الكويتي "للخطايا ثمن" بسبب قرار الجهات الرسمية الكويتية منعه" وقالت: "أكد الشـيخ ولـيد آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc على احترامه للقرار الكويتي، بعد اتصالات أجريت بينه وكل من رئيس جهاز الأمن الوطني في دولة الكويت الشيخ أحمد الفهد الصباح ومعالي وزير الإعلام الكويتي عبد الله المحيلبي". رغم أن المجموعة رأت في التقرير ذاته أن المسلسل "لم يكن فيه ما يسيء بشكل متعمّد لأحد رغم ما تعرّض إليه من نقد واتهامات قبل عرضه على الشاشة".
الأمر ذاته انسحب على المسلسل الخليجي "أخوات موسى" الذي أنتجته المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC وأعلنت عن تراجعها عن عرضه الذي كان مقرراً في شهر رمضان " فيما يبدو أنه تراجع عن المخاطرة بعرض دراما تمس المسكوت عنه" (!!) بحسب تقرير نشرته العربية نت يوم الثلاثاء الماضي.
الخطوة التي أثارت استغراباً هائلاً خلفت سيلاً كبيراً من الاستفهامات عن طبيعة "المسكوت عنه" في المسلسل، وعن طبيعة الدور الذي تريد المسلسلات التلفزيونية القيام به اجتماعياً بعد أن كان دورها محصوراً في الترفيه وتزجية الوقت المغري المتوافر في الشهر الفضيل، فيما تعامل بعض النقاد مع الأمر بهدوء معتبرين خطوة LBC خطوة إعلانية صرفية لإثارة الاهتمام ولفت الأنظار في زحام مسلسلات الشهر الفضيل.

أبرز المحطات والعناوين
بعد النجاح المنقطع النظير لمسلسل "فريج" الكرتوني الذي عرضته قناة دبي الفضائية العام الماضي، يبدو أنه موسم كوميديا الكارتون بلا منازع، فالموسم الذي يقدم جزءاً ثانياً من "فريج" في قناة دبي بالإضافة إلى مسلسلين جديدين آخرين اتسعت فيه دائرة التنافس لتقديم هذا اللون الجديد للمشاهد العربي، ولعل أبرز محطات هذا التنافس هو المسلسل السعودي الذي تعرضه القنوات الأولى بعنوان "أبو حديجان" ويستلهم موضوعات من عالم الشخصية الشهيرة لدى السعوديين التي ابتكرها الفنان عبد العزيز الهزاع.
المحطات الأخرى توزع اهتمامها بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، من أبرز الأعمال الكوميدية العمل الأشهر "طاش ما طاش" الذي يقدم جزءه الخامس عشر هذا العام على شاشة MBC، بالإضافة إلى الجزء الثاني من (غشمشم) الذي تقدمه هذا العام قناة دبي الفضائية.
أكثر الأعمال الجديدة إثارة للاهتمام ربما يكون مسلسل (بيني وبينك) الذي تعرضه حصرياًَ قناة Mbc من بطولة راشد الشمراني وفايز المالكي وحسن عسيري. ومسلسل "عمشة بنت عماش" ذو اللون الغريب والجديد المثير للتساؤلات التي أعلنت عن عرضه قناة Lbc.
الدراما الاجتماعية جاءت أبرز محطاتها ربما في مسلسل "الخراز" و"شاهين" وكلاهما من الأعمال الدرامية الخليجية الجادة التي يتوقع لها نجاحاً واهتماماً تبعاً لجدة الطرح والإخراج. فيما يتوقع للدراما السورية الثبات بقوة وجه الانتقادات والخلافات التي عصفت بها الفترة الأخيرة عبر مسلسلات ضخمة وجادة من أمثال "كوم الحجر" في قناة الكويت الفضائية، و"الليلة الثانية بعد الألف" على الفضائية السورية، بالإضافة إلى المسلسل الناجح والغني عن التعريف "باب الحارة" الذي يقدم جزأه الثاني هذا العام على قناة MBC.