لحظة تاريخية في عمر دربيلي!

لحظة تاريخية في عمر دربيلي!

تعبت، والله، من كثرة ما رصدت من أخطاء وفظائع في الساحة الشعبية، واكتشفت بعد طول عناء، أن البحث عن الجمال ـ وإن تناهى في الصغرـ أفضل بكثير من اصطياد الأخطاء الكبيرة الجلية لكل مبصر، فالبحث عن الجمال مضن، ولكنه مبهجٌ. مجرد إحساسك بأنك ستعثر على شيء جميل، يشعرك بالفرح، يجعلك تبتهج قبل أن تصل البهجة إلى مستقر روحك. اليوم صباحاً قررت أن أتجاوز كل الأخطاء، أن أغمض جفني قبل أن تنطبع الصورة السيئة على حدقة عيني، ثم تتسلل منها إلى داخلي، وهكذا مرّ صباحي دونما منظرٍ يعكر صفوي. كنت قد بدأت في البحث عن الجمال، وحين كادت الشمس أن تتعامد، والعصافير تفرّ من خيوطها الحارقة وأنا لم أعثر بعد على مبتغاي، ولأنها التجربة الأولى في تربية النفس على البحث عن الجمال، كدت أن أعود بروحي أدراجها نحو الصيد الجريح، ذلك الذي لا يكلفك اصطياده سوى المضي نحوه، لكنني وبعزيمة غير معهودة استطعت تجاوز هذا الانكسار والمضي قدماً نحو البحث عن بصيص نور في عتمة النتاج السيئ. في هذه اللحظة التاريخة من عمر "دربيلي" وقعت روحي وعيناي على متصفحٍ يضج بالعطر والعصافير والصباحات، لشاعرٍ تطير العصافير أسراباً من بين أصابعه، إنه الأجمل من الجمال، الشاعر "عقاب الربع" الذي درّب روحي على تتبع كائنات الشعر المجهرية، تلك التي غابت عن رصدي، اليوم وأنا أقرأ لعقاب، أدركت أن السعادة الحقيقية في تتبع الجمال ومزاولة مراقبته، ولأن الشعر الجميل مبهج ولو ذاب حزناً، فقد طارت من صدري أسراب بهجة بعد أن قرأت لعقاب هذا الأبيات:
وش تبي مني؟ وأنا وقلبي ومـا أملـك حلالـك
يا فديتك من هنـا ليـن السمـا الزرقـا فديتـك
رعشة الشوق بيمينـك مـادرت عنهـا شمالـك
يوم أضمك في نظر عيني و في دمعي بكيتك
قلت لي شخبارك؟ وفكرت كيف"أجحد" سؤالك !
قلت لك : يادوبني مولود يـوم أني لقيتـك

الأكثر قراءة