توقعات بارتفاع اليورو أمام الدولار في ظل تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي

توقعات بارتفاع اليورو أمام الدولار في ظل تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي

توقعات بارتفاع اليورو أمام الدولار في ظل تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي

من المتوقع أن يسجل اليورو مزيدا من الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة بعد أن قفز إلى أعلى مستوياته على الإطلاق أمس، على خلفية التوقعات بأن مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة الرئيسية هذا الشهر بعد أن تزايدت المخاوف بشأن مستقبل أكبر اقتصاد في العالم.
وتجاوزت العملة الأوروبية المشتركة المستوى القياسي السابق البالغ 3852.1 دولار في تموز (يوليو) الماضي لترتفع إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 3860.1 دولار خلال التعاملات المبكرة أمس، مع تكبد العملة الخضراء خسارة نسبتها 9 في المائة تقريبا أمام اليورو خلال العام الماضي.
وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى منذ 15 عاما مقابل سلة من ست عملات رئيسية
إذ دفع استمرار مشكلات سوق الائتمان وبيانات الوظائف الضعيفة المستثمرين إلى توقع خفض الفائدة الأمريكية نصف نقطة مئوية. وانخفض مؤشر الدولار أمام سلة عملات رئيسية إلى أدنى مستوى منذ 15 عاما لليوم الرابع على التوالي قبل أن يتحسن قليلا.
وقال كريستيان لوهر المحلل في بنك "بريمير"، إن "اليورو يسير في اتجاه تسجيل 39.1 دولار". وفي الواقع فإن ارتفاع اليورو زاد أيضا من التوقعات بأنه قد يتجاوز حاجز40.1 دولار في الأسابيع المقبلة.
ومن المرجح أن يؤجج ذلك مخاوف جديدة بشأن تأثير ارتفاع اليورو في قطاع التصدير من الآلات وهو القطاع الرئيسي لاقتصاد ألمانيا والتوقعات بشأن أكبر اقتصاد في أوروبا خاصة في وقت يبدو فيه نمو الاقتصاد الأمريكي قد بدأ في التراجع.
وفي منتصف التعاملات أمس تذبذب اليورو حول 1.3850 دولار مع تراجع العملة الأمريكية أمام الين الياباني إلى 98.113 ين. ويأتي ارتفاع الين الياباني في أعقاب استقالة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
ويتوقع محللون بأن الأزمة في صناعة الإسكان الأمريكية واضطراب أسواق المال الأخير سيتسبب في تباطؤ النمو في أكبر اقتصاد في العالم وبالتبعية يؤدي إلى قيام مجلس الاحتياط الاتحادي إلى تقليص تكاليف الإقراض (أسعار الفائدة) بمقدار نصف نقطة مئوية خلال اجتماعه الأسبوع المقبل.
وتبلغ أسعار الفائدة الرئيسية الأمريكية حاليا 5.25 في المائة. وفي الوقت نفسه، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه يحتفظ بسياسة نقدية مقيدة على الرغم من اضطراره إلى تأجيل زيادة أسعار الفائدة التي كان يعتزم تطبيقها هذا الشهر.
ويتوقع المحللون أن البنك المركزي الأوروبي سيستمر في دورته لرفع أسعار الفائدة بمجرد أن يتأكد البنك الذي يوجد مقره في فرانكفورت من أن ثقة المستثمرين قد عادت إلى الأسواق العالمية. وقالت أنتيا برافكه محللة أسواق الصرف في مصرف كوميرتس بنك، إن "التوقعات بالقيام بمزيد من رفع أسعار الفائدة في منطقة اليورو تعزز اليورو".
ويعتقد كثيرون من المحللين بشكل مؤكد أن البنك المركزي الأوروبي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى في منطقة اليورو المؤلفة من 13 دولة في نهاية العام الجاري.
ومن شأن ذلك أن يرفع أسعار الفائدة إلى 4.25 في المائة فيما كانت آخر زيادة قام بها مجلس تحديد أسعار الفائدة المؤلف من 19 عضوا في البنك في حزيران (يونيو) الماضي. وترديدا للتصريحات القوية التي أدلى بها في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي.
أبلغ رئيس البنك المركزي الأوروبي جين كلود تريشيه اللجنة الاقتصادية والنقدية بالبرلمان الأوروبي أمس الثلاثاء بأن سياسة أسعار الفائدة في منطقة اليورو ظلت "سياسة نقدية مرنة" وأن المخاطر التضخمية في اتجاه صعودي".
وقال نيلز فروم خبير استراتيجيات العملات لدى درسدنر كلاينفورت في فرانكفورت
حتى إذا خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الفائدة ربع نقطة مئوية فقط فإن التوقعات ستظل سلبية بالنسبة للدولار.
وانخفض الين في البداية أمس، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي استقالته المفاجئة لكنه عاود الارتفاع بعد أن سجل اليورو مستوى قياسيا مقابل الدولار.
وقال متعاملون إن المستثمرين مازالوا قلقين بشأن الاضطرابات التي تشهدها أسواق الائتمان من جراء مشكلات سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة لكن استقالة أبي وحدها لن تلعب على الأرجح دورا محوريا في تغيير اتجاهات السوق إزاء العملة اليابانية.
وبلغ سعر صرف اليورو أمس عتبة 1.39 دولار للمرة الأولى منذ طرحه في التداول في أسواق الصرف مقابل الدولار الذي يشهد تراجعا بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي. وقفز سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.3902 دولار وهو مستوى لم تسجله منذ اعتمادها في 1999. وتراجع سعر صرف الدولار بسبب المخاوف التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي في تباطؤ كبير إلى حد أن بعض المحللين يتحدثون عن شبح الانكماش. كما أن احتمال لجوء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) الثلاثاء المقبل إلى خفض معدل الفائدة الرئيسية 50 نقطة أساسية بهدف منع حصول انكماش، يلقي بثقله أيضا على سعر صرف الدولار.

الأكثر قراءة