الوظائف الأمريكية تنضم للرهن العقاري في ضرب أسواق المال

الوظائف الأمريكية تنضم للرهن العقاري في ضرب أسواق المال

دخلت أسواق المال العالمية أمس اضطرابات جديدة تضاف إلى مخاوفها من أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر في أمريكا, وتمثل المؤثر الجديد في بيانات الوظائف الأمريكية. وفيما نجت البورصات الآسيوية من هذه التداعيات لإغلاقها قبل صدور البيانات الأمريكية, فقدت الأسهم الأوروبية 2.3 في المائة أمس، بعد أن عزز تراجع مفاجئ في الوظائف الأمريكية المخاوف بشأن أكبر اقتصاد في العالم.
وكانت أسهم البنوك من أبرز المؤثرات السلبية في الأسواق الأوروبية بقيادة "كومرتس بنك" الذي تراجع 5 في المائة وسط مخاوف من تعرض وحدة له لخسائر في الرهون العقارية.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

دخلت أسواق المال العالمية أمس اضطرابات جديدة تضاف إلى مخاوفها من أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر في أمريكا, وتمثل المؤثر الجديد في بيانات الوظائف الأمريكية. وفيما نجت البورصات الآسيوية من هذه التداعيات لإغلاقها قبل صدور البيانات الأمريكية, فقدت الأسهم الأوروبية 2.3 في المائة أمس بعد أن عزز تراجع مفاجئ في الوظائف الأمريكية المخاوف بشأن أكبر اقتصاد في العالم. وتراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 2.3 في المائة ليغلق حسب بيانات غير رسمية عند 1492.66 نقطة بعدما أظهرت بيانات أمريكية انكماش الوظائف في آب (أغسطس) الماضي للمرة الأولى في أربعة أعوام مخالفة توقعات لزيادتها 110 آلاف وظيفة. وتراجع مؤشر الأسهم الأوروبية أمس هو الأكبر في ثلاثة أسابيع وهذه الخسارة اليومية الثالثة فقط منذ خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الخصم في 17 آب (أغسطس) في محاولة لتعزيز السيولة. وقال محللون إن أرقام الوظائف غير الزراعية توضح تحقق مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد لكن فرص خفض الفائدة ارتفعت, الأمر الذي يصب في مصلحة الأسهم.
وقال روب كارنيل المحلل الاقتصادي لدى "آي. إن.جي" في مذكرة "مهما تكن التبريرات التي تود تقديمها من أن الوظائف غير الزراعية متقلبة فلا مفر من حقيقة أن تقرير آب (أغسطس) كان فظيعا بالتأكيد. "لأولئك الذين يودون رؤية بعض الأدلة على تأثير الرهون العقارية عالية المخاطر في الاقتصاد الكلي عموما... ها هي ضالتكم" مضيفا أن فرص خفض أسعار الفائدة الأمريكية 50 نقطة أساس في الاجتماع التالي لمجلس الاحتياطي الاتحادي ) يوم 18 أيلول (سبتمبر) الجاري تعززت بصورة هائلة.
وكانت أسهم البنوك من أبرز المؤثرات السلبية في الأسواق الأوروبية بقيادة "كومرتس بنك" الذي تراجع 5 في المائة وسط مخاوف من تعرض وحدة له إلى خسائر في الرهون العقارية عالية المخاطر. لكن متحدثا باسم البنك قال إن وحدة "إيسينهايب" لا تعمل في هذا القطاع. وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في بورصة لندن 2.1 في المائة, في حين فقد مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 2.6 في المائة. وانخفض مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 2.9 في المائة.
ويتعارض تقرير العمالة الذي جاء ضعيفا بشكل مفاجئ مع توقعات بارتفاع عدد الوظائف, ويأتي كذلك قبل أن تبدأ أزمة الائتمان في التأثير في الاقتصاد. وبدأت العديد من شركات الرهن العقاري الأمريكية التي تضررت من أزمة قطاع الرهون العقارية عالية المخاطر في تسريح عاملين.
وفي الولايات المتحدة, واصلت الأسهم هبوطها الحاد ليهوي مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بأكثر من 2 في المائة ومؤشر داو جونز الصناعي القياسي بأكثر من 1.5 في المائة في أواخر جلسة التعاملات الصباحية في "وول ستريت" مع تصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد. وهبط "داو جونز" 211.44 نقطة أو 1.58 في المائة إلى 13151.91 نقطة, فيما تراجع مؤشر"ستاندرد آند بورز" الأوسع نطاقا 23.52 نقطة أو 1.59 في المائة إلى 1455.03 نقطة.
وكانت أحدث مرة انخفض فيها عدد الوظائف في البلاد في آب (أغسطس) عام 2003 عندما تراجعت الوظائف بمقدار 43 ألف وظيفة. وفضلا عن تراجع الوظائف عدلت وزارة العمل بخفض تقديراتها للوظائف في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) بإجمالي 81 ألف وظيفة. وقالت إن عدد الوظائف ارتفع في تموز (يوليو) بمقدار 68 ألفا بدلا من 92 ألف وظيفة وزادت في حزيران (يونيو) بمقدار 69 ألفا بدلا من 126 ألفا.
إلى ذلك, أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية أن المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من المتوقع أن يبحثا التطورات في أسواق المال عندما يجتمعان في شمال برلين بعد غد.
وقال المتحدث توماس شتيج في مؤتمر صحافي أمس "أعتقد أن مسائل السياسة الاقتصادية الأوروبية وتطورات أسواق المال... سيكون لها دور". وأشار إلى تطورات في قطاع الشركات في فرنسا في الفترة الأخيرة, فيما اعتبر إشارة إلى اندماج مزمع بين شركة جاز دو فرانس وشركة سيويز, وقال إن قضايا مثل صناديق التحوط والشفافية في السوق ودور وكالات التصنيف الائتماني قد تناقش كذلك في الاجتماع.
وفي أسواق العملات, تراجع الدولار، بعد صدور بيانات أظهرت خسارة الاقتصاد الأمريكي لأربعة آلاف وظيفة في آب (أغسطس) في أول انكماش منذ أربع سنوات, الأمر الذي يشير إلى أن تدهور سوق الإسكان وأزمة الائتمان بدأ يكبح نمو الاقتصاد. وصعد اليورو إلى أعلى مستوياته في شهر مسجلا 1.3768 دولار عقب التقرير وذلك قبل أن يتراجع قليلا إلى 1.3751 دولار لكنه ما زال مرتفعا 0.5 في المائة عن الإغلاق السابق.
وانخفض الدولار مقابل سلة عملات 0.5 في المائة إلى 80.063 وهو أدنى مستوى في شهر. وقال رون سيمبسون مدير أبحاث العملة لدى أكشن إكونومكس في تامبا في ولاية فلوريدا إن الأرقام تبقي توقعات خفض سعر الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في الصدارة ما يضع الدولار تحت ضغط مستمر.

الأكثر قراءة