الهيئة العليا للسياحة: امنعوا التدخين!
تظل القراءة أهم بكثير من الكتابة، ويظل القارئ المثقف أكثر صدقا في نقل التساؤلات الواقعية لما يعكسه الشارع إلى مكاتب المسؤولين، هذا الأسبوع اخترنا لكم مقالة للمهندس فريد عبد الحفيظ مياجان ، في صفحة "منبر القراء" التي تصدر في الزميلة "المدينة"، ينقل فيها كاتبها اقتراحاته لمنع التدخين.
كنت خارج المملكة في (إجازتي السنوية) وعند عودتي قرأت ما نشر في العدد من جريدة "المدينة" رقم (16165) الصادر يوم الجمعة الموافق 13 رجب 1428هـ في صفحة (شؤون محلية) ما جاء تحت عنوان "مبادئ لبرنامج" "لا تترك أثراً" في المناطق السياحية) وذلك ضمن فعالية برنامج (لا تترك اثراً) التي تنظمها الهيئة العليا للسياحة في محافظة الطائف بمشاركة عدد من الجهات الحكومية لنشر ثقافة السياحة البيئية مع المحافظة على الطبيعة من خلال تعلم طرق للاستمتاع بالرحلات في المتنزهات والمناطق الطبيعية دون الإضرار بمكوناتها النباتية والحيوانية والجغرافية والطبيعية والتراثية.
والمبادئ السبعة هي التخطيط المسبق لرحلات السياحة البيئية واختيار مسارات السفر وأماكن التخييم والإقامة مسبقاً وإحسان التعامل مع المخلوقات الفطرية بجميع أنواعها وترك ما يوجد في البيئات الطبيعية دون تغيير والحد من الآثار السلبية للرحلات والإقامة في البيئات الطبيعية والتخلص من المخلفات والنفايات بطريقة سليمة واحترام مشاعر السكان المحليين والزوار الآخرين ويأتي ذلك أيضاً في سياق الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للسياحة في تنشيط السياحة الداخلية، مع الحفاظ على الثروة البيئية في جميع المواقع السياحية والحرص على راحة المصطافين وهنا أود أن أقترح على الهيئة الموقرة.
إضافة مبدأ جديد في الأعوام المقبلة ضمن هذا البرنامج المفيد الذي نأمل له الاستمرار والتطور وفي رأيي المتواضع أنه لا يقل أهمية عمًا سبق من مبادئ في الحفاظ على البيئة وتحقيق راحة السياح وهو الامتناع عن التدخين .
حيث تؤكد البحوث العلمية أن أحد أهم عناصر التلوث غير المرئية للبيئة هو البنزين .
والذي من أهم مصادره الطبيعية بجانب الغازات المتصاعدة من البراكين وحرائق الغابات وعوادم السيارات وخزانات الوقود (دخان السجاير والتبغ) فالتدخين بأنواعه (السيجارة والمعسل والجراك) من أهم مصادر البنزين الضارة على البيئة. وتشير الأبحاث إلى أن أهم مصادر تعرض الفرد العادي للبنزين هو تدخين سجائر التبغ، إذ تمثل نسبة 50في المائة منها أما عوادم السيارات ومن المصانع فتمثل 20في المائة فقط، فالبنزين يدخل الجسم عبر استنشاق الهواء الملوث بدخان السجائر ومن ثم إلى الرئة ليأخذ طريقه إلى الدم ومنه يسري إلى أنحاء الجسم لتختزن كميات منه في نخاع العظم،
مما يؤثر سلباً في وظيفته الأساسية وهي إنتاج الخلايا الدموية بما يؤدي إلى فقر الدم واختلال جهاز مناعة الجسم خاصة ضد الخلايا السرطانية والميكروبات الشديدة.
ولذا كان البنزين إحدى المواد الثابتة تاثيرها في نشوء السرطان لدى الإنسان وإذا علمنا أن التدخين بأنواعه (السيجارة والمعسل والغليون والجراك) وللأسف الشديد منتشر انتشارا كبيراً في مجتمعنا السعودي وفي تنامٍ سريع مما يؤكد على أهمية تبني الهيئة الموقرة لهذا المبدأ لتقليل أخطار هذا التلوث بأنواعه وللارتقاء بمستوى الوعي البيئي لدى جميع شرائح المجتمع عن وباء التدخين كأحد أهم الملوثات المسكوت عنها لتأثيره السلبي في مجتمعنا وبيئتنا وللتمتع بالهواء النقي خلال رحلاتنا كما خلقه الله لنا وهذا هو ما يؤكده شعار اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام 2007م الذي يقول (معا لبيئات خالية من التدخين) .
وقد يكون في تعميم ونشر لوحات كبيرة بمنع التدخين وغيره من ملوثات في جميع الأماكن السياحية في المملكة ما يحقق أيضاً أهداف اللجنة العليا للسياحة في هذا البرنامج فهل من مجيب؟ وفق الله الجميع.
الكاتب: م. فريد عبد الحفيظ مياجان
الصحيفة: المدينة
الصفحة: منبر القراء
تاريخ النشر: 23- 8 - 1428هـ