استشاري نفسي: السهر لا يضعف قدرات الطلاب المبدعين

استشاري نفسي: السهر لا يضعف قدرات الطلاب المبدعين

يعاني الكثير من الأسر وكذا المعلمون من عدم انخراط مئات الآلاف من الطلاب والطالبات في مدارسهم بشكل سليم، وهذا عائد إلى عامل السهر الذي عاشه الجميع خلال فترة الإجازة وعدم قدرتهم على التأقلم سريعا لأجواء الدراسة.
ويرى الدكتور سلطان بن موسى العويضة أستاذ علم النفس الإرشادي المشارك واستشاري العلاج النفسي في كلية التربية جامعة الملك سعود أن السهر قد يؤدي إلى تقلب مزاجية الطالب وخصوصا في بداية الدراسة، وبالتالي يعيش الطالب مرحلة إعادة التكيف حتى يعيد برمجة عقله، وجهازه العصبي وتحتاج هذه المرحلة إلى فترة ثم تعود الأمور كما كانت في السابق.
وبسؤالنا عن تأثير السهر على قدرات الطلاب المبدعين أجاب: السهر لا يؤثر في الطلاب المبدعين ولا في قدراتهم، ولكنه يرهقهم وقد يجعلهم يحسون بنوع من المزاجية، لكن القدرات لا تتأثر.
وأبان: كم من شخص مبدع له مع السهر تجليات ومن هنا لا نستطيع أن نعمم أن السهر من أسباب تدني المستوى التحصيلي للطالب والطالبة.
وحول ما يردده البعض من أن للسهر دورا في عدم تقبل الطلاب للعودة للمدارس أجاب بقوله: هذه تتعلق بدافعية التحصيل وليس للسهر دور فيها، للأسف أن دافعية التحصيل الدراسي عند بعض طلابنا ضعيفة، وبالتالي يتكون لدى بعض الطلاب مقاومة نفسية عند فتح المدارس أبوابها، وهذا يدل على عدم وجود مناخ نفسي في مدارسهم.
واستشهد بتجربته في كندا وبريطانيا قائلا: شاهدت الطلاب يذهبون إلى مدارسهم بكل سرور وفرحة لوجود المناخ النفسي المناسب في المدارس، وهذا الموضوع يحتاج إلى وقفة والوقفة هذه تتعلق بالمناخ النفسي لبيئة المدرسة هل هي بيئة حانية، هل هي بيئة فعلا تجعل الطاقات تفعل بشكل صحيح، هل توجد في مدارسنا برامج إرشاد وتوجيه صحيحة، وهل نحن نملك في المدارس مرشدين نفسيين مؤهلين؟
كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة ، أنا لا أتكلم عن الجدران ولا عن الأبنية، ممكن أن تجد طالب يدرس في قصر لكن البيئة النفسية طاردة، وممكن أن تجد طالب يدرس في خيمة والبيئة النفسية حانية وفيها نوع من تلمس حاجاته النفسية ، فالقضية ليست بالشكليات بل بالمناخ النفسي الذي يساعد الطالب على الإبداع .
ويحكي محمد العتيبي، ولي أمر له عدد من الأبناء والبنات في المدارس، معاناته مع السهر بقوله: أنا أعاني كثيرا في الإجازة الصيفية، فأبنائي لا ينامون إلا بعد شروق الشمس، ولا يستيقظون إلا مع غروبها، وهنا يختل نظام المنزل، وتبدأ المشاكل في الأسرة، وتختلط الوجبات الغذائية، كما أن ملامح التعب والإرهاق تبدو واضحة على أبنائي، وعندما أنصحهم بالنوم المبكر يعتذرون بأنهم في إجازة ومن الطبيعي أن يتغير نومهم فيها.
وأبدى الطالب عبد الله مشعل الأسباب التي تدعوه للسهر والنوم في النهار بقوله: أعتقد أن حرارة الطقس في مدينة الرياض تعتبر من أهم الأسباب التي تجعلني أنام في النهار، وانظر إلى أهالي المناطق الباردة وأبنائهم تجدهم ينامون مبكرا، بعكس أهالي المناطق الحارة، كما أن زملائي لا يجتمعون إلا في المساء بعد اعتدال الطقس وبرودته.
أما الطالب سعيد فقيهي: فيقول أنا من الطلاب الذين ينامون مبكرا، ويستيقظون مبكرا، وقد وجدت راحتي في ذلك، ولا يمكن أن أعود للسهر مرة أخرى، فالسهر سبب لي بعض المشاكل والأرق لم أتخلص منها إلا بتركه.
من جانبه، أوضح حمد البكيري وكيل متوسطة عمير بن سعد في غرب الرياض أن السهر عادة سيئة اعتاد عليها شباب اليوم ، ومن واجبنا حرصنا عليهم ، نصحهم بتركه لما فيه من مضار كثيرة منها على سبيل المثال الإرهاق الجسدي، والعصبية والضيق والأرق.
وحول آثار النوم في النهار أجاب قائلا: النوم في النهار سبب من أسباب ترك الصلاة وبالتالي قد يتولد لدى الطلاب شيء من ضعف الإيمان جراء تركهم لأداء الصلوات في فترة نومهم، وحول ما يراه مناسبا لعلاج السهر أكد أن السفر وتغيير البيئة مهم لكي يستطيع الطلاب تنظيم نومهم، بعيدا عن البيئة التي تعودوا على السهر فيها.

الأكثر قراءة