محللون: تراجع الأسهم السعودية الفجائي طبيعي... ويمثل جنيا سريعا للأرباح
محللون: تراجع الأسهم السعودية الفجائي طبيعي... ويمثل جنيا سريعا للأرباح
اتفق اقتصاديون على أن تراجع السوق السعودية للأسهم أمس، أمر طبيعي، بعد جني الأرباح في بعض القطاعات، وعدوا هذا التراجع محطة جديدة لعملية تصحيح التي من المنتظر ـ وفقا للاقتصاديين ـ أن تستمر لبضعة أيام مقبلة.
وأنهت الأسهم السعودية تداولات أمس على انخفاض إثر عمليات بيع مكثفة أفقدت المؤشر العام للسوق 153 نقطة ليغلق عند مستوى 8073 نقطة بنسبة انخفاض 1.87 في المائة. بعد تداول أكثر من 200 مليون سهم توزعت على ما يقارب 445 ألف صفقة بقيمة إجمالية تجاوزت 12.2 مليار ريال.
ونفى الاقتصاديون أن تكون هناك عوامل خارجية ضغطت على السوق في جلسة أمس، مثل قرب شهر رمضان أو بدء العام الدراسي، "حيث إن كبار المستثمرين في السوق هم من يحرك السوق حسب اتجاهاتهم واستثماراتهم".
من جانب آخر، أكد تقرير لبنك الرياض أن مكاسب السوق الحالية تقلصت أمس إلى 1.9 في المائة، وعزا انخفاض السوق أمس إلى عمليات جني الأرباح بعد الصعود المتواصل الذي استمر في الآونة الأخيرة.
وأضاف تقرير بنك الرياض أن السوق ارتفعت بنحو 17 في المائة في الأسابيع التسع الماضية، وتزامن الانخفاض مع موسم إجازات الصيف وقرب مواعيد الدراسة في الجامعات والمدارس واقتراب شهر رمضان الكريم، ومن التقليدي أن ترتفع تكلفة المصروفات العائلية في مثل تلك الأوقات.
من جهته، أكد الدكتور عبد الوهاب أبو داهش الخبير الاقتصادي، أن التراجع الذي حدث في جلسة تداولات الأسهم أمس كان "بسبب جني الأرباح السريع الحاصل في بعض القطاعات".
وقال أبو داهش "من الواضح حصول موجة تصحيح قبل نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الجاري مع تزامن إعلان الأرباح من قبل الشركات المدرجة"، وأنه من المرجح أن يتواصل هذا التراجع خلال الأيام الثلاثة المقبلة، مضيفا أن الارتفاع الذي مرت به السوق منذ شهرين ماضيين كان في حاجة إلى تصحيح.
وأوضح أنه مع التراجع المفترض الذي سيكون في الأيام المقبلة إلا أنه سيكون هناك نقطة ارتداد تعزز لكي لا تفقد السوق الكثير من النقاط، "كما أن السوق كان في حاجة إلى هذا التصحيح" الذي حدث أمس قبل إعلان نتائج الشركات للربع الثالث.
وبيّن أن العامل النفسي لعب دورا كبيرا في تراجع السوق بعد الارتفاع الملحوظ في أسعار شركات التأمين، الأمر الذي عجل في عمليات جني الأرباح السريعة.
من جانبه، وصف نبيل المبارك المحلل المالي، تراجع سوق الأسهم السعودي بعد الاستثمار السريع في قطاعي البنوك والصناعة الأسبوع الماضي بالأمر الطبيعي، معللا ذلك بأن "المستثمرين حققوا الأرباح المرادة"، ولفت إلى أن هناك استراتيجية للبيع والشراء يتبعها هؤلاء المستثمرون التي تؤكد عدم الاحتفاظ بكامل الأسهم في المحافظ.
واستبعد المبارك تأثير عوامل خارجية مثل عودة المدارس أو قرب دخول رمضان في تراجع السوق، مؤكدا أن كبار المستثمرين هم من يحرك السوق وليس صغار المتداولين فيه، وذلك لصعوبة رفع أو خفض السوق من قبل هذه الشريحة من المستثمرين.
وأبان المبارك أنه لا بد من تصحيح للمؤشر الذي ظل في موجة 21 يوما ماضية مرتفعا، كما أن سوق الأسهم انتقل من ستة مليارات ريال كقيمة تداولات إلى نحو 13 مليار ريال، موضحا أنه لابد للمؤشر أن يمر بمرحلة هدوء لإعادة ترتيب المحافظ في السوق خلال المرحلة المقبلة.
وأفاد المبارك أن المستثمرين في القطاع البنكي لن يفرطوا في الأسهم التي يمتلكونها في القطاع نفسه وذلك بعد قرار فتح المجال للمستثمرين الخليجيين، حيث يتوقع هؤلاء المستثمرون طلب متزايدا من قبل تلك الشريحة المستثمرة الجديدة التي ستدخل السوق خصوصا على قطاع البنوك، حيث سترتفع أسعار أسهم البنوك المتداولة في السوق.